وعد المرشح الجمهورى للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب، الجمعة، الولايات المتحدة «بالعودة إلى الأمن»، وشن هجوما عنيفا على سياسات منافسته الديمقراطية هيلارى كلينتون، معتبرا أن الإرث الذى تركته هو «الموت»، فيما ردت الأخيرة عليه مؤكدة أنها «أفضل من ذلك».

وقال ترامب (70 عاما) فى خطاب القاه فى ختام مؤتمر الحزب الجمهورى إنه قبل ترشيحه من الحزب «بتواضع وامتنان» لانتخابات الرئاسة الأمريكية التى ستجرى فى 8 نوفمبر المقبل.

وحمل ترامب كلينتون مسئولية بروز تنظيم «داعش وزرع الفوضى فى العراق وليبيا وسوريا ومصر، منتقدا أيضا الاتفاق النووى الذى أبرمته إدارة الرئيس باراك أوباما مع إيران، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وتساءل المرشح الجمهورى: «ماذا لدينا بعد أربع سنوات من هيلارى كلينتون؟» مجيبا: «داعش تمدد فى المنطقة والعالم، ليبيا فى الحضيض، وسفيرنا وفريقه تركوا للموت بلا حول، هذا إرث هيلارى كلينتون: الموت والدمار والإرهاب والضعف».

وعن الأحداث التى شهدتها مصر، أضاف ترامب «مصر كانت آمنة، إلا أنه خلال فترة عمل كلينتون كوزيرة للخارجية سلمت مصر لجماعة الإخوان المسلمين المتطرفة، مما اضطر الجيش لاستعادة السيطرة»، وفقا لما نقلته «شبكة بلومبيرج» الأمريكية
وبينما هتف الحاضرون: «احبسوها» بسبب طريقة معالجتها للسياسة الخارجية للولايات المتحدة لوح ترامب لهم بيده قائلا «فلنهزمها فى نوفمبر» فى إشارة إلى موعد انتخابات الرئاسة.

من جانبها، ردت هيلارى كلينتون فى تغريدة على موقع التدوينات القصير «تويتر» قائلة «نحن أفضل من ذلك»، وذلك خلال إلقاء ترامب خطابه.

وتمسك المرشح الجمهورى ترامب بموقفه المتشدد من اللاجئين غير الشرعيين قائلا إنهم ينتزعون الوظائف من المواطنين الأمريكيين وفى بعض الحالات يرتكبون جرائم.

وأكد ترامب أمام أكثر من ألفى مندوب فى المؤتمر وعشرات الملايين من الأمريكيين أمام شاشاتهم أن «الإجرام والعنف اللذين يضربان بلداننا سينتهيان قريبا»، واعدا «بعودة الأمن.. اعتبارا من 20 يناير 2017»، موعد تنصيب الرئيس الأمريكى الجديد.

وفيما قال ترامب، أمام الحشد المتحمس «أمريكا أولا!» و«أنا صوتكم»، سارعت كلينتون بالرد فى تغريدة «لست صوتنا».

وقبل دقائق من خطاب ترامب، تحدثت ايفانكا نجلته عن «سخاء» و«حنان» والدها الذى قالت إنه مهتم بالمساواة فى الحقوق وبمكانة المرأة فى قطاع العمل والمجتمع.

كما انتقد المرشح الجمهورى بعنف الرئيس أوباما واتهمه بأنه قام «بتقسيم المجتمع الأمريكى على أساس العرق واللون، جعل من الولايات المتحدة أكثر خطرا للجميع» بسبب «خطابه اللامسئول».

وأكد ترامب مجددا التزامه «بناء جدار كبير على الحدود (مع المكسيك) لمنع الهجرة غير الشرعية والعصابات واعمال العنف من التسلل إلى مجتمعاتنا»، ما أثار حفيظة المرشحة الديمقراطية فكتبت على حسابها على تويتر باللغة الإسبانية «نعم سنبنى جدارا بينك وبين الرئاسة، دونالد ترامب».

وفى سياق آخر، جدد وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، التأكيد على قواعد مشاركة واشنطن فى عمليات حلف شمال الأطلسى «الناتو»، خصوصا فى حال تعرض بلد عضو فى الحلف لهجوم، بعدما شكك فيها ترامب.

وقال كيرى يعرف «شركاؤنا فى الحلف الأطلسى ما هو موقفنا، مضيفا أن «هذه الإدارة مثل كل الإدارات الجمهورية والديمقراطية منذ 1945 تبقى ملتزمة بالكامل للحلف والتزاماته فى مجال الأمن بموجب المادة الخامسة، الأساس المطلق».

ومن المبادئ الأساسية للحلف المادة الخامسة التى تنص على أن أى هجوم على دولة عضو فيه هو هجوم على كل دولة، وهى نقطة اعتمدت عليها الولايات المتحدة بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001 واستخدمت لتبرير تدخل الحلف فى أفغانستان.

وكان ترامب أكد فى مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز»، أمس، من جديد، أن تدخل الولايات المتحدة لمساعدة بلد عضو فى الحلف معرض للخطر «لن يكون تلقائيا» إذا أصبح رئيسا، وأن الدول الأعضاء فى الحلف يجب أن تتقاسم كلفته.