لماذا تشن إسرائيل حملة قمع بالضفة الغربية بعد وقف إطلاق النار في غزة؟ - بوابة الشروق
الخميس 23 يناير 2025 6:44 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

لماذا تشن إسرائيل حملة قمع بالضفة الغربية بعد وقف إطلاق النار في غزة؟

عبدالله قدري
نشر في: الخميس 23 يناير 2025 - 12:26 م | آخر تحديث: الخميس 23 يناير 2025 - 12:32 م

منذ بدء سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة، تصاعدت العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، حيث شهدت المنطقة أعمال شغب نفذها مستوطنون يهود مشتبه بهم في بلدتين فلسطينيتين.

تزامن ذلك مع ضغوط محلية يواجهها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو من حلفائه في اليمين المتطرف بعد موافقته على الهدنة وتبادل الأسرى مع حركة حماس. في تطور آخر، ألغى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العقوبات التي فرضتها إدارة بايدن على الإسرائيليين المتهمين بالعنف في المنطقة.

هذا الوضع المتوتر يهدد بإفشال وقف إطلاق النار، المقرر أن يستمر ستة أسابيع على الأقل، والذي يشمل إطلاق سراح عشرات الرهائن مقابل مئات الأسرى الفلسطينيين، معظمهم في الضفة الغربية.

وفقًا لمسؤولين فلسطينيين، اقتحم عشرات الرجال الملثمين قريتين فلسطينيتين شمال الضفة الغربية مساء الاثنين، وأشعلوا النار في السيارات والممتلكات وألقوا الحجارة. وأعلنت خدمة الطوارئ التابعة للهلال الأحمر إصابة 12 شخصًا بجروح نتيجة الاعتداء.

في الوقت نفسه، نفذت القوات الإسرائيلية غارة في منطقة أخرى من الضفة الغربية، بدعوى الرد على إلقاء قنابل حارقة على مركبات إسرائيلية. واحتجز الجيش عددًا من المشتبه بهم لاستجوابهم، بينما أظهرت مقاطع فيديو متداولة حشودًا من الأشخاص يسيرون في الشوارع.

يوم الثلاثاء، شن الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية كبرى في مدينة جنين شمال الضفة الغربية، التي تشهد مواجهات متكررة بين قواته ومسلحين فلسطينيين. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل تسعة فلسطينيين، بينهم فتى يبلغ من العمر 16 عامًا، وإصابة 40 آخرين. وأفاد الجيش بأنه نفذ غارات جوية واستهدف عشرة مسلحين، دون توضيح طبيعة هذه الاستهدافات.

وفي سياق متصل، تزعم إسرائيل أن التهديدات من الضفة الغربية ضد مواطنيها في تصاعد، مشيرة إلى هجمات أدت مؤخرًا إلى مقتل ثلاثة إسرائيليين. وأعقب ذلك دعوات من قادة المستوطنين لاتخاذ إجراءات صارمة.

على الجانب الآخر، يرى الفلسطينيون هذه العمليات وتوسيع المستوطنات كوسيلة لتعزيز السيطرة الإسرائيلية على المنطقة، حيث يعيش ثلاثة ملايين فلسطيني تحت حكم عسكري مفتوح، بينما يتمتع أكثر من 500 ألف مستوطن يهودي بكامل حقوقهم كمواطنين إسرائيليين.

الضغوط على نتنياهو من شركائه في اليمين المتطرف

وفق وكالة أسوشيتد برس، يحاول نتنياهو تهدئة حلفائه في اليمين المتطرف منذ موافقته على وقف إطلاق النار. ويشمل الاتفاق انسحاب القوات الإسرائيلية من معظم مناطق غزة وإطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين، بمن فيهم مسلحون مدانون، مقابل تحرير الرهائن الذين اختطفوا في هجوم 7 أكتوبر.

استقال إيتامار بن جفير من الحكومة احتجاجًا على هذا الاتفاق، فيما هدد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش بالانسحاب ما لم تستأنف إسرائيل العمليات العسكرية بعد انتهاء المرحلة الأولى من الهدنة.

خسارة سموتريتش قد تؤدي إلى انهيار الائتلاف الحكومي والدعوة إلى انتخابات مبكرة، ما قد يضع نهاية لحكم نتنياهو الممتد لأكثر من 16 عامًا، ويجعله عرضة للتحقيقات المتعلقة بالفساد.

عودة ترامب ودعم المستوطنين

قد تشكل عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض طوق نجاة لنتنياهو. الرئيس الأمريكي السابق، الذي قدم دعمًا غير مسبوق لإسرائيل خلال ولايته الأولى، ألغى فور توليه منصبه العقوبات التي فرضتها إدارة بايدن على المستوطنين المتهمين بالعنف ضد الفلسطينيين.

أشار ترامب إلى أنه غير واثق من نجاح وقف إطلاق النار، لكنه وعد بمنح إسرائيل حرية التصرف في غزة قائلاً: "إنها حربهم وليست حربنا".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك