قال عدد من المواطنين، إن الشهادات التي طرحها بنكي الأهلي ومصر مؤخرا "مُغرية للادخار".

جاء ذلك خلال جولة ميدانية قامت بها "الشروق"، على عدد من البنوك في محافظة الجيزة، حيث شهدت بعض فروع البنوك ازدحاما، لليوم الثالث على التوالي، وذلك عقب طرح البنكين شهادات ادخار بفائدة 18% لمدة عام، بعدما قررت لجنة السياسات النقدية في البنك المركزي رفع سعر الفائدة بنسبة 1% على الإيداع والاقتراض.

وخلال الجولة، قال بعض المواطنين، إن طرح تلك الشهادة جعلهم "يكسرون ودائعم القديمة"؛ للانتقال إلى شهادة الادخار الجديدة بفائدة 18%.

وكانت لجنة السياسات النقدية قد قررت، الإثنين الماضي، في اجتماع استثنائي، رفع سعري عائد الإيداع والإقراض لليلة واحدة، وسعر العملية الرئيسية للبنك المركزي بواقع 100 نقطة أساس، ليصل إلى 9.25% و10.25% و9.75%، على الترتيب، كما تم رفع سعر الائتمان والخصم بواقع 100 نقطة أساس ليصل إلى 9.75%.

وفي منطقة الدقي بمحافظة الجيزة، يقول عبدالرحمن محمد، أحد عملاء البنك الأهلي المصري، إن الشهادات الجديدة "مغرية" للمواطنين، وخاصة مَن لا يملك أي ودائع حالية؛ حتى لا يدخل في مقارنة مع الودائع أو الشهادات التى يملكها.

وأوضح أنه كان يملك شهادة بفائدة 8.25% لمدة 3 سنوات، وكان باقي عليها عام واحد حتى انتهاءها، ففضل كسرها والاستثمار في الشهادة الجديدة، وأشار إلى وجود أشخاص استثمروا أموالهم في شهادة ادخار لمدة 3 أعوام بفائدة 11% سنوية، وهذه الشهادة كانت بداية العام الجاري، فبالنسبة لأصحابها، فإن كسرها سيؤدي إلى خسارتهم، وبعد شراء الشهادة الجديدة بفائدة 18%، لم تغطِ خسارة الشهادة التى تم كسرها.

ومن جانبه، قال بلال فتحي، أحد عملاء البنك الأهلي المصري، إن الشهادة الجديدة جيدة جدا بالنسبة له، موضحا أن عام واحد مدة الشهادة تعتبر فترة عاجلة وبسعر عائد مغري، وأضاف أن سعر الفائدة يتم صرفه شهريا، وهذا أمر جيد إذا تم ادخار مبلغ كبير بفائدة جيدة شهريا، يصرف منه في ظل ارتفاع أسعار السلع الأساسية.

وأضاف محمود محمد، أحد عملاء بنك مصر، أن الشهادة الجديدة مغرية جدا له، لكنه أوضح أن أسعار الفائدة متوقع لها الارتفاع مرة أخرى، وبالتالي من الممكن طرح شهادات بفائدة أعلى من الـ18%، لكنه سيستثمر أمواله في هذه الشهادة، قائلا: "عصفور في اليد أفضل من 10 على الشجرة".

وتابع أن مدة الشهادة عام واحد تعتبر جيدة جدا بالنسبة له، موضحا أنه إذا تم طرح شهادات بسعر عائد أعلى في الفترة المقبلة لن يكون قبل 6 أشهر، وحينها يجوز كسر الشهادة وتحويل أمواله إلى الشهادة الجديدة.

وقال يوسف محمود، أحد عملاء بنك مصر، إن الشهادة التي تم طرحها من قبل بنكي مصر والأهلي بسعر فائدة 18% لمدة عام مغرية لمن لا يملك شهادة أو وديعة أخرى، وأوضح أن العملاء الذين يملكون ودائع أو شهادات قد لا يجوز كسرها في الوقت الحالي، وقد يكون كسرها سيسبب خسارة مادية لصاحبها وعدم تغطية تلك الخسارة بشهادة الادخار الجديدة، فعليه التفكير جيدا قبل كسر شهادته أو وديعته القديمة.

وبلغ إجمالي حصيلة بنكي الأهلي ومصر من بيع الشهادات الجديدة ذات العائد 18%، 51 مليار جنيه، في ثاني يوم من طرحها، وفق ما ذكرته مصادر من داخل البنكين، أمس الثلاثاء.