أعلنت حفيدة محمد محمود باشا، رئيس وزراء مصر الأسبق، وأحد أهم أعضاء ثورة 1919 ضد الإنجليز، عن إبلاغها بقرار إزالة مدفن جدها بمقابر الإمام الشافعي في القاهرة التاريخية.

وقالت الدكتورة جليلة القاضي، مديرة أبحاث متفرغة في مركز البحوث من أجل التنمية الفرنسي وأستاذة التخطيط العمراني المتفرغة في جامعات فرنسا: "اتصلت حفيدة محمد محمود باشا، مستنجدة بي، من أجل منع إزالة مدفن جدها، الفريد من نوعه، والذي يجمع بين الطراز المملوكي المستحدث والأرت نوفو، ويضم رفات ثلاثين من أفراد الأسرة".

وأضافت "القاضي"، في منشور لها عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "تذكرت يوم أن قمنا بعرض للمخاطر، التي تتعرض لها الجبانات، أمام أعضاء منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" منذ أكثر عام، وحينها، تساءلت مديرة مركز الحفاظ على التراث بهلع: "وهل سيزال أيضا مدفن محمد محمود باشا"، لافتة إلى أن مديرة مركز الحفاظ على التراث كررت السؤال عدة مرات.

وأضافت القاضي، في منشورها: "نعم سيدتي سيزال! فقد أُبلغت الحفيدة بالخبر"، متابعة: "نقاتل منذ أربع سنوات للحفاظ على هذه الأماكن، وفعلنا كل ما في وسعنا، لم نترك باب لم نطرقه، لم نهدأ يوما، لم نترك مناسبة إلا وتواجدنا فيها، لم نترك فرصة للحوار إلا واقتنصناها، لم نتوان عن طلب المعونة، وقمنا بتعريف الكثيرين عن كنوز القرافة ومن دفنوا فيها من أبناء هذا الوطن أو من تبناهم".

وتابعت: "لقد ربطناهم بحقبة مهمة من تاريخه ومنجزاتها في العمارة الجنائزية، وما ارتبط بها من فنون".

وعن حفيدة محمد محمود باشا، قالت القاضي: "لقد أخبرتها بحسرة وألم أننا لم نعد نملك أي شيء يمكننا فعله تجاه ما يحدث، وأن على أصحاب الأحواش أو أبنائهم أو أحفادهم التحرك كمجموعة متضررة وليس كأفراد، فلم يعد هناك سبيل آخر".

*محافظة القاهرة تمنع الدفن تمهيدًا لاستكمال أعمال إزالة

وكان مصدر مسئول بمحافظة القاهرة، قال في تصريحات خاصة لـ"الشروق"، إنه تم مخاطبة حراس المدافن والمقابر في مناطق الإمام الشافعي والسيدة نفيسة، بعدم السماح بالدفن داخلها، تمهيدًا لاستكمال أعمال إزالة بعضها المتعارض مع أعمال محور صلاح سالم البديل، مشيرًا إلى حصول الأهالي على المقابر البديلة بمنطقة العاشر من رمضان، وجارٍ نقل رفات موتاهم.

وأضاف أن تلك المنطقة جارٍ بها أعمال تطوير بهدف فتح عدد من المحاور المرورية تربط أحياء القاهرة بعضها البعض، مشيرا إلى أن تلك المقابر البديلة نفذتها محافظة القاهرة بالتنسيق مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة في العاشر من رمضان؛ لتكون مدافن بديلة للمقابر المزالة، موضحًا أنها صممت على مستوى حضاري راقٍ لنقل الرفات دون معوقات.

ونوه بأن الجهة المنفذة للمشروع خاطبت المحافظة لإخلاء المقابر كثيرا، لإمكانية الانتهاء من أعمال التطوير الجارية وفقًا للسقف الزمنى المحدد للمشروع دون تعطل أو تأخر، تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية للدولة، بسرعة الانتهاء من مشروعات التطوير الجارية بمختلف المحافظات، وفقًا للخطط المطروحة والمدروسة، مؤكدًا أن الدولة لن تهدم المقابر ذات الطابع المعماري المتميز أو المدفون داخلها شخصيات بارزة وتاريخية ورمزية كبيرة.

*أهالي المقابر يطالبون بتسهيل نقل الرفات قبل وصول الإزالة إليها

في الوقت ذاته، طالب أهالي المقابر المتعارضة مع مشروعات التطوير الجارية جنوب محافظة القاهرة، مديرية الشئون الصحية بمحافظة القاهرة، بتسهيل استخراج تصاريح نقل رفات المدافن القديمة الواقعة بنطاق أعمال الإزالة، قبل وصول أعمال الهدم إليها.

*القرار يشمل منطقتي الإمام الشافعي والسيدة نفيسة

وأصدرت محافظة القاهرة، قرارًا برقم 2557 لسنة 2024، نص على وقف الدفن في المقابر والمدافن الواقعة في نطاق محور صلاح سالم البديل، وهي الموجودة في منطقتي الإمام الشافعي والسيدة نفيسة بالقاهرة.

ونص قرار محافظة القاهرة، في مادته الأولى، على أن يتم إيقاف الدفن في المقابر والمدافن الواقعة في نطاق محور صلاح سالم البديل، مع نقل الرفات إلى مدافن التعويضات بالعاشر من رمضان تمهيدا لإزالتها، وأن تتولى إدارة الجبانات مع الأحياء أعمال إزالة المقابر.