عبد المنعم سعيد: محفوظ يمضي كما الأنهار والسماوات في مسيرتها الخالدة - بوابة الشروق
الأربعاء 18 سبتمبر 2024 2:26 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عبد المنعم سعيد: محفوظ يمضي كما الأنهار والسماوات في مسيرتها الخالدة


نشر في: الجمعة 23 أغسطس 2024 - 5:36 م | آخر تحديث: الجمعة 23 أغسطس 2024 - 5:38 م

"أحلام فترة النقاهة" من منجزات العظيم نجيب محفوظ التى توضح كيف يمكن لأديب أن يمضى كما الأنهار والسماوات فى مسيرتها الخالدة. لا توجد نية هنا لا للحديث عن الرجل، ولا أدبه، أو لمجرد الخلاص من الكتابة السياسية وللحصول على إجازة صيفية بعيدا عن الجاذبية الأرضية. المسألة فى أولها أننى مثل كثيرين أعود لكتبه بصورة دورية لنهل بعض من الخصوبة فى اللغة والخيال، وفى السياسة أيضا، وآخرها أننى عدت إلى «أحلام فترة النقاهة» لأجد فيه من كنوز المقدمات ما يلفت النظر ويرفع الإحساس بالأحلام والخيال والإنسانية. وكما هو معلوم، فإن الكتاب ظهر على مرتين؛ الأولى عند نشره فى دار الشروق عقب محاولة اغتياله، والثانية بعد وفاته واكتشاف مجموعة من الأحلام استدعت مجلدا آخر، ليجد الأستاذ «إبراهيم المعلم» داعيا لكتابة مقدمة «قصة هذا الكتاب» مستدعيا الأستاذة سناء البيسى لكى تكتب «العودة إليه»، إلى نجيب محفوظ.

كلتا المقدمتين فى الظن لم تلق ما تستحقه من نظر، فالأول ليس ناشرا مرموقا فحسب، ولكنه حالة من الازدحام الأدبى والثقافى العميق التى تحتاج التأمل ليس فقط فيما دفع نجيب محفوظ لطلب النشر، وإنما أكثر من ذلك كيف تكون حالة العمالقة عند التعامل مع عالم الأدب فى العالم. سناء البيسى حالة فريدة وحدها، كتاباتها بحار عميقة تغزو العقل والوجدان بنفس غزير وخائن فى قصره ويجيد الربط بين نقاط مبعثرة تنتظم فى سبحة رأى. تحليلها وترتيبها فى مجموعات «أحلام فترة النقاهة» تجعل النص داعيا أكثر للدهشة والعجب. من ناحيتى كانت الأحلام ذروة قصص نجيب محفوظ التى لا تحتاج الكثير من التفاصيل، وهى مع قصصه القصيرة روايات طويلة وجاءت شخصياتها وتفاعلاتها وتاريخها تحوم وتجرى فى قصص كبير. هناك سعادة شخصية فى الأمر، وهو حظ الأهراميين فى مقابلة نجيب محفوظ، أما السيدة البيسى فعندما جاءت لكى تطلب صوتى فى انتخابات النقابة فقد أعطيتها صوتى على الفور.


*منشور بجريدة الأهرام الثلاثاء 20 أغسطس 2024



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك