• استقبلنا 3 آلاف فيلم لمسابقات الدورة الـ 11 اخترنا منها 90 فيلما
• ما زلنا نعانى مع النجوم المصريين وشركات الـ pr تزيد صعوبة المهمة
• أشركنا أهل الإسكندرية فى كل التفاصيل حتى يشعروا أنهم جزء من الحدث
• خصصنا مسابقة وندوة لأفلام الـ AI التى أصبحت تهدد صناعة السينما فى العالم
«شباب لا تعرف المستحيل».. يلخص هذا العنوان حال القائمين على مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، الذى يستعد لإطلاق دورته الـ11 يوم 27 إبريل الجارى.
فما أن يعبروا محنة أو عقبة، إلا وتواجههم عقبة أخرى أكثر صعوبة، قد تدفع البعض لليأس والاستسلام، ولكنهم فى كل مرة يتحدون الصعاب، آملين أن يأتى اليوم ويقف مهرجانهم فى صف واحد بجوار المهرجانات العالمية الكبيرة.. ومع بدء العد التنازلى لإطلاق الدورة الجديدة للمهرجان، حاورت «الشروق» المخرج محمد محمود رئيس «الإسكندرية للفيلم القصير» عن كل تفاصيل الدورة الجديدة، والعقبات التى يواجهها هذا العام برفقة فريق عمله، والمفاجآت التى يحضرها للجمهور السكندرى.
فى البداية قال المخرج محمد محمود: فى شهر يوليو الماضى، كنا نستعد لاستقبال أفلام الدورة الجديدة، كما اعتدنا فى الدورات السابقة، لكن فى أكتوبر الماضى تلقينا إيميلا من أكاديمية فنون وعلوم الصورة المتحركة لإبلاغنا أن مهرجاننا أصبح يؤهل الأفلام الفائزة بمسابقاته لتصفيات الأوسكار، وهو بمثابة اعتراف دولى بنا، وفجأة كل شىء تغير بشكل وإيقاع سريع؛ حيث فوجئنا بتضاعف عدد الأفلام التى يسعى صناعها للاشتراك فى مهرجاننا، ووصل عدد الأفلام التى استقبلناها هذه العام نحو 3 آلاف فيلم، وحدث تحول نوعى للأفلام من حيث جودتها، وأصبح لدينا أفلام من أهم إنتاجات العالم، مثلما يحدث فى كليرمون فيران وصاندانس السينمائى أكبر مهرجانين للأفلام القصيرة بالعالم، وفجأة تحول كل مستحيل الى ممكن، فحلمنا وأصبح هدفنا أن نكون ضمن قائمة أفضل خمسة مهرجانات بالعالم للفيلم القصير.
وكيف تم اختيار أفلام المسابقات من بين هذا العدد الذى تضاعف دفعة واحدة؟
ــ الواقع أن المخرج مونى محمود المدير الفنى للمهرجان والفريق المعاون له، بذل جهدا خارقا لانتقاء الأفلام المشاركة فى المسابقات، وللحق كانت مهمة غاية فى الصعوبة، لتميز كثير من هذه الأفلام وتمتعها بمستوى رائع، وتم تقسيم لجان المشاهدة لأكثر من لجنة، وحدث جدال كبير داخلها، واحتدت المناقشات، ونجحنا فى النهاية فى اختيار 90 فيلما فقط لمسابقات المهرجان الثلاث، بعد أن قمنا بعمل فلترة كبيرة، واخترنا بالفعل أفلاما نشعر أنها ستحظى بإقبال ورضا الجمهور والنقاد، وقررنا لأول مرة عمل قسم خاص للأفلام التى لم نستطع اختيارها للمسابقات الرسمية، لكنها تتمتع بمستوى فنى رائع، حتى يستمتع بها الجمهور.
وكيف تم اختيار أعضاء لجان التحكيم؟
ــ بما أننا مهرجان ذو صبغة دولية فكان لابد أن نختار لجنة مختلفة العناصر ومتعددة الجنسيات، فكل لجنة تحكيم تضم خبراء وصناعا أجانب، بجانب فنانين عرب ومصريين، والحمد لله نجحنا فى التواصل مع أسماء كبيرة فى عالم صناعة الفيلم القصير، ففى المسابقة الدولية معنا الفرنسية كاميل فارين مبرمجة أفلام بمهرجان كليرمونت فيران الدولى للأفلام القصيرة، والروسية ميلياوشا أيتوجانوفا منتجة ومخرجة ومديرة مهرجان كازان، والمخرج الإسبانى مانويل بينا مدير البرمجة فى مهرجان بيو للأفلام القصيرة. ويرأس اللجنة المخرج يسرى نصر الله، وفى المسابقة العربية وأفلام الطلبة معنا الفنانة ناهد السباعى، والمخرج العمانى سليمان الخليلى، والمنتج السينمائى المغربى شرف الدين زين العابدين.
ما مدى صحة ما يتردد أنكم تواجهون صعوبة كبيرة فى إقناع الفنانين المصريين بالاشتراك معكم كمحكمين أو لتكريمهم بالمهرجان؟
للأسف نعم، فنحن نواجه مواقف كثيرة صعبة فى التواصل مع الفنانين المصريين، فالاتفاق مع الأجانب أسهل وأسرع، فنحن نعانى فى مصر من العشوائية المفرطة، فأحيانا نتواصل مع فنان يرد علينا أن سيرى إذا كان لديه وقت أم لا، وهناك من لا يعاود الرد، فى البداية كنا مضطرين للانتظار، لكن الآن ومع التطور الذى يشهده المهرجان، نمنح الفنان مهلة لمدة 48 ساعة للرد علينا، فإذا لم يرد نرشح غيره، أضف لهذا شركات الـ pr التى تتولى إدارة أعمال عدد من الفنانين، فعلى الرغم أن دورها تسهيل مهمة التواصل مع الفنان، لكنها أضافت صعوبات أخرى علينا، وهناك من يضع شروطا تعجيزية أمامنا، ولا نعلم لماذا؟، فنحن مهرجان والحمد لله ناجح والحمد لله.
هل تعرضتم لمشاكل من قبل بسبب هذه العشوائية؟
ــ تعرضنا لأزمة كبيرة فى إحدى دورات المهرجان، حينما اتفقنا مع فنانة لبنانية معروفة، لتكون إحدى أعضاء لجنة تحكيم المسابقة الدولية، وأرسلنا لها تذاكر الطيران، وقبل انطلاق المهرجان بـ 48 ساعة فوجئنا باعتذارها عن الحضور، ولأنها وضعتنا فى أزمة كبيرة، قدمنا لها عددا من الاقتراحات منها التعاون مع لجنة التحكيم عن طريق «الأون لاين»، أو تسجيل كلمة اعتذار فى فيديو، ولكنها رفضت كل الاقتراحات تماما دون تقدير للأزمة الكبيرة التى سببتها لنا.
وهل واجهتم مشكلة هذا العام مع الفنانين المصريين؟
ــ الحمد لله بشكل كبير تم توفيقنا فى الاتفاق مع المكرمين أو أعضاء لجان التحكيم الذين كنا نتمنى وجودهم معنا، وكنا نتمنى أن يكون هناك أسماء أخرى، لكنهم اعتذروا لأسباب خارجة عن إراداتهم، وسعداء أننا هذه الدورة سنكرم اسمين اجتمع الجميع على موهبتهما الفنية الكبيرة، وهذا العام نكرم الفنانة ريهام عبد الغفور، كما نكرم الفنان الشاب أحمد مالك.
حدثنا عن مفاجآت الدورة الـ 11 للمهرجان؟
ــ من أهم المفاجآت التى ربما ننفرد بها عن كل مهرجانات مصر السينمائية أننا قمنا بعمل مسابقة لأفلام الـ Ai، فأثناء اختيارنا لأفلام الدورة الجديدة اكتشفنا كم أفلام كثيرة مصنوعة بهذه التقنية، ومستواها الفنى «يخض» وبعضها كان فيه صعوبة فى التفرقة بينها وبين الأفلام العادية التى يقف وراءها فريق عمل حقيقى، فقررنا عمل مسابقة خاصة لهذه الأفلام، يديرها المخرج السكندرى عمرو بدر ومعه محمد أحمد نائب المدير الفنى، وتضم ١٠ أفلام، كما قررنا عمل ندوة تناقش هذه التقنية الجديدة والمخيفة تحت إشراف منى حجاب المستشار الإعلامى للمهرجان، بالتعاون مع جامعة العلمين والأكاديمية العربية. كما نواصل فى الدورة الجديدة تقديم البود كاست مع ضيوف المهرجان، والذى حقق العام الماضى نجاحا كبيرا ونسب مشاهدة عالية، ونتعاون هذا العام مع شركة متخصصة فى هذا المجال.
ما أهم المعوقات التى تواجهكم هذه الدورة؟
ــ الأزمة الكبيرة التى تواجهنا دائما هى أزمة مادية، وبلا مبالغة إذا توفر لنا ميزانية جيدة، سوف يرى الجميع مستوى مبهر، فنحن لدينا أفكار وأحلام وطموحات لا حدود لها، ونتمتع بقدرة كبيرة على الاستفادة بكل ما هو متاح أمامنا، فعلى سبيل المثال، قمنا بعمل بروتوكول مع عدد من كليات جامعة الإسكندرية منها بروتوكول مع كلية اللغات التطبيقية حيث يتولى طلابها ترجمة كل أفلام المهرجان للعربية تيسيرا على المشاهدين ومتعة الفرجة، وبروتوكول مع كلية الهندسة حيث يتولى طلابها مهمة تنظيم الافتتاح، ومهمة أخرى لطلاب كلية التجارة، فلقد نجحنا فى توريط كل الإسكندرانية معنا فى المهرجان حتى يشعروا أنهم جزء أصيل من هذا الحدث الفنى، وقمنا بعمل اتفاق مع المسئولين بالمتحف الرومانى ومتحف الإسكندرية القومى لعمل الندوات والماستر كلاس هناك فنحن مهتمون بالترويج لمدينتنا وجذب السائحين لها وهذا أحد أهم أدوار المهرجانات الفنية، ورغم ذلك لا نجد تعاونا كافيا من الجهات الرسمية، وفوجئنا بسحب هيئة تنشيط السياحة دعمها لنا، قبل أيام من انطلاق الدورة الجديدة بدون أسباب، وميزانيتنا من وزارة الثقافة كما هى منذ ٥ سنوات، لم تزد مليما، وهو أمر يدعو للإحباط، ويثبط من عزيمة أى إنسان، لكننا نحاول ونجتهد.
ولماذا تعتمدون على الجهات الحكومية وحدها فى تمويلكم؟
ــ لأننا للأسف ما زلنا نعانى من عدم ثقافة كثيرين بأهمية الدور الذى تلعبه المهرجانات الفنية، ونجد صعوبة كبيرة فى جذب رعاة، وأعتقد أن الدولة المعنية بنشر الثقافة لدى الناس عليها أن تتعاون معنا بشكل كبير حتى نساعدها فى هذا الأمر وأن يعلم كل مواطن أن عليه مسئولية اجتماعية، فكثير من المهرجانات بأوروبا لا تعتمد على تمويل حكومى، لأن المواطن يقدر أهمية مثل هذه الفعاليات، والدور الكبير الذى تلعبه فى الترويج والسياحة والارتقاء بالأذواق. وهنا أود توجيه الشكر الكبير لصناع السينما الذين لم يقفوا مكتوفى الأيدى وهم يشاهدوننا نواجه هذه الأزمة، وقدموا لنا المساعدات اللازمة تقديرا للدور الذى يلعبه المهرجان على المستوى الفنى والسياحى معا.