أدى إعلان العثور على جثة الحاخام تسفي كوجان في الإمارات لردود فعل من مسئولين إسرائيليين، منهم من اعتبر مقتله "جريمة إرهابية معادية للسامية"، ومنهم من شدد على ضرورة تقديم الجُناة إلى العدالة، وذلك وفقا لما جاء في وكالة "الأناضول" التركية للأنباء.
وفي وقت سابق الأحد، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزارة الخارجية الإسرائيلية، في بيان مشترك، إن "سلطات المخابرات والأمن في دولة الإمارات عثرت على جثة كوغان المفقود منذ الخميس 21 نوفمبر 2024".
وأعرب نتنياهو في كلمة خلال الاجتماع الأسبوعي للحكومة "عن الصدمة العميقة - بالنيابة عنه وعن جميع أعضاء الحكومة، والإسرائيليين"، إزاء ما صوفها بعملية "اختطاف وقتل الحاخام كوغان في الإمارات".
ووصف "مقتل المواطن الإسرائيلي ومبعوث حاباد بالهجوم الإرهابي الإجرامي المعاد للسامية" وأن بلاده "ستتحرك بكل الوسائل وستحقق العدالة بحق القتلة ومُرسليهم".
وأردف: "أقدر بشدة التعاون مع الإمارات العربية المتحدة في التحقيق في جريمة القتل. وسنعمل على تعزيز الروابط بيننا على وجه التحديد في مواجهة محاولات محور الشر (لم يذكره) للإضرار بالعلاقات السلمية بيننا".
- كاتس: "إسرائيل لن تهدأ أو تصمت"
من جانبه، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس: "مقتل مبعوث (حركة) حاباد تسفي كوجان في الإمارات هو جريمة إرهابية معادية للسامية جبانة وخسيسة".
وأضاف على إكس: "إسرائيل لن تهدأ أو تصمت حتى يدفع المسؤولون عن هذا العمل الإجرامي ثمن أفعالهم".
وعن العملية، علق وزير المالية بتسلئيل سموتريتش قائلا: "تلقيت بصدمة عميقة نبأ مقتل الحاخام تسفي كوغان، في هجوم إرهابي معاد للسامية". وأضاف: "دولة إسرائيل ملتزمة بأمنها وأمن اليهود في جميع أنحاء العالم".
ومضى سموتريتش بحسابه على إكس: "ستعمل أجهزة الأمن الإسرائيلية بالتعاون مع السلطات في دولة الإمارات على العثور على الإرهابيين الخسيسين وتقديمهم إلى العدالة".
بدوره، قال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ: "أشعر بالصدمة والألم بسبب مقتل مبعوث حباد في الإمارات العربية المتحدة، الحاخام الراحل".
ومضى بقوله: "هذه الجريمة الإرهابية المعادية للسامية هي تذكير بشرور أعداء الشعب اليهودي".
وأردف "لن تمنعنا هذه الجريمة من الاستمرار في تنمية مجتمعات مزدهرة في دولة الإمارات العربية المتحدة وفي كل مكان - وهي مهمة نبيلة ينفذها مبعوثو حاباد بالتزام وتفان في جميع أنحاء العالم".
وأعرب هرتسوغ عن شكره للسلطات في الإمارات "على تحركها السريع"، مضيفا "أنا على ثقة من أنها ستعمل على تقديم الإرهابيين الحقيرين إلى العدالة".
في سياق متصل، قال وزير الثقافة والرياضة الإسرائيلي ميكي زوهار على إكس: "ستبذل دولة إسرائيل، بالتعاون مع السلطات في الإمارات قصارى جهدها للوصول إلى الإرهابيين البغيضين الذين سيدفعون ثمن جريمة القتل المروعة".
أما زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان فقال في منشور بحسابه على منصة "إكس": "قُتل الحاخام تسفي كوجان، مبعوث حاباد المخلص والشخص الذي عمل على نشر قيم اليهودية وحب إسرائيل وتعزيز المجتمعات اليهودية، بوحشية في الإمارات".
- ساعر: "معاداة السامية ليست من الماضي"
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر في منشور عبر إكس: "القتل الوحشي للحاخام تسفي كوجان حادث إرهابي خطير".
اعتبر أن ما سماها "معاداة السامية ليست مجرد شيء من الماضي"، مؤكدا أن "كراهية إسرائيل وباء ينتشر اليوم في العالم أجمع".
وقال ساعر إن إسرائيل "ستعمل على معاقبة القتلة ومرسليهم على جريمة القتل الشنيعة".
بدورها، قالت وزيرة المواصلات الإسرائيلية ميري ريغيف على إكس إن "اليد الطويلة لإسرائيل ستصل إلى مرتكبي جريمة القتل الشنيعة في الإمارات وستدفعهم الثمن".
والسبت، قال مكتب نتنياهو وجهاز الاستخبارات "الموساد"، في بيان مشترك، إن الحاخام تسفي كوجان، وهو مواطن إسرائيلي من أصول مولدوفية، مقيم في الإمارات، "اختفى في ظروف غامضة منذ ظهر الخميس".
كما أعلنت السلطات الإماراتية، السبت، أنها تبحث عن مواطن مولدوفي مُتغيب بأراضيها.
وقال مدير إدارة رعايا الأجانب بوزارة الخارجية الإماراتية ماجد المنصوري، في بيان، إن "الوزارة تتابع عن كثب قضية تغيب مواطن من الجنسية المولدوفية يدعى يزفي كوغان".
وأضاف المنصوري أن وزارة الخارجية "على تواصل مع أسرة كوغان، وتقدم كل أشكال الدعم اللازمة لها"، وأن الوزارة "تتواصل بشكل مستمر مع سفارة مولدوفيا في أبوظبي في هذا الصدد".
وأوضح أن "الأجهزة المختصة في الدولة باشرت عمليات البحث والتحري فور ورود البلاغ".
وحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، كان كوغان يقيم في الإمارات بشكل رسمي بصفته مساعدا للحاخام اليهودي الأكبر في أبو ظبي.
وتعد منظمة "حاباد" إحدى المنظمات المتطرفة، التي لا تؤمن بوجود الفلسطينيين وتدعو لطردهم من فلسطين المحتلة، وتعارض أي اتفاق يمكن أن يمنحهم جزءا من الأراضي.
ويوجد أعضاء المنظمة في عدة دول منها الولايات المتحدة وفرنسا وكندا، إضافة إلى الإمارات التي أنشأوا فيها المركز المجتمعي اليهودي والذي يحوي كنيسا ولفائف من التوراة، ويترأس المركز الحاخام ليفي دوشمان.