استضافت القاعة الرئيسية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب ندوة بعنوان "الوطن في أعمال فاطمة المعدول"، وذلك ضمن برنامج شخصية المعرض، حيث تألَّفت منصة الندوة من الكاتب الصحفي الدكتور حسام الضمراني، والكاتب منتصر ثابت، والدكتورة منى النموري، والدكتورة أسماء عمارة، وأدار الندوة الدكتور أشرف قادوس.
حضر الندوة الكاتبة الكبيرة فاطمة المعدول، وأميرة أبو المجد العضو المنتدب بدار الشروق، بالإضافة إلى عدد كبير من الكتاب والصحفيين والمثقفين وزوار المعرض.
بدأ الدكتور أشرف قادوس حديثه واصفًا فاطمة المعدول بأنها "أستاذتنا"، مؤكدًا سعادة جميع المتحدثين بتواجدها، موجها الشكر لكل القائمين على معرض الكتاب لبدء فعاليات شخصية المعرض للأطفال بندوة "الوطن في أعمال فاطمة المعدول".
من جانبها، وجَّهت الكاتبة الكبيرة فاطمة المعدول الشكر لجميع الحضور، وللمعرض على تكريمها والاحتفاء بها، مشيرة إلى أنها، رغم مرضها وتألُّمها، تشعر بسعادة كبيرة لأن هذا الاحتفاء وحب الناس يُخفِّف من ألمها.
وتابعت أن البيئة التي نشأت فيها هي ما ساهم في وصولها إلى ما هي عليه اليوم، مؤكدة أن حب الوطن وصفاء القلب هما أساس الكتابة للأطفال.
وتحدثت عن مصر واصفة إياها بأنها دولة غنية ببنيتها الثقافية المتنوعة، مثل المسارح وقصور الثقافة والأوبرا ومعرض الكتاب، رغم وجود بعض التحديات.
وأضافت المعدول أنها مدينة لوزارة الثقافة بالكثير، وتعلمت فيها الكثير، ولذلك تسعى دائمًا لخدمتها، مؤكدة أن الطفل يحب العمل، وأن الكتابة للأطفال هي خدمة للوطن، وعادت لتتحدث عن الوطن، موضحة أنه ليس مجرد أرض، بل هو الناس أيضًا.
بعد انتهاء الكاتبة فاطمة المعدول من كلمتها، بدأ الدكتور حسام الضمراني حديثه مرحبًا بالحضور، معربًا عن إعجابه باختيار المعدول شخصية للمعرض.
وركَّز الضمراني على تحليل مفهوم الوطن في كتابات المعدول من منظور سوسيولوجي، ورصد محطات من حياتها الشخصية وتأثيرها على كتاباتها، بالإضافة إلى تأثير المحيط السياسي والتغيرات المجتمعية في مصر خلال فترة السبعينيات وانعكاسها على المهمشين.
وأشار الضمراني إلى أن المعدول استطاعت تعزيز مفاهيم الهوية والتسامح والوطن من خلال نصوصها، حيث تناولت قضايا مركزية مثل قضايا المرأة في مصر. كما تجاوزت أعمالها حدود الوطن، واتجهت إلى الوطن الأكبر، كما يتضح في أعمالها عن فلسطين.
من جانبها، شاركت الدكتورة أسماء عمارة في النقاش، وبدأت حديثها بقصة إنسانية شخصية جمعتها بالمعدول في بداية خطواتها الأدبية الأولى.
وأكدت أن الوطن لدى فاطمة المعدول ليس مجرد أرض، بل هو الإنسان أيضًا، مما مكَّنها من الوصول إلى الأطفال من مختلف الأعمار والفئات، بما في ذلك ذوي القدرات الخاصة، مضيفة أن هناك أبعادًا فلسفية عميقة في أدب الطفل الذي قدمته المعدول.
أما الدكتورة منى النموري، فقد بدأت مداخلتها من منظور شخصي، متحدثة عن علاقتها بابنتها ودعم المعدول لها أثناء تعاملها مع الطفلة الصغيرة.
وأشارت النموري إلى أن المعدول هي رائدة مسرح الأطفال، حيث تلعب على كل الحبال لتصل إلى الطفل في مختلف القضايا، حتى السياسية منها.
واستشهدت بقصص مثل "السلطان نبهان" التي تعبر عن أهمية كل فرد في المجتمع، و"حبة الرمان"، التي تتناول معاني الحرية والمشاركة السياسية من خلال شخصية ابنة السلطان، و"ثورة العصافير" التي تتحدث عن الثورة ومعانيها.
كما تطرقت إلى قصص أخرى تعزز الهوية وزرع الأمل، بما في ذلك تلك التي تناولت قضايا خارج مصر مثل قضية فلسطين.
بدوره، عبَّر الكاتب منتصر ثابت عن سعادته الكبيرة بتواجد الأستاذة الكبيرة فاطمة المعدول في الندوة، مؤكدًا أنها أيقونة ثقافة الطفل.
وأضاف أن المعدول احتوت الطفل والأسرة والعاملين معها، بل وحتى عمال وزارة الثقافة، ووصفها بأنها عاشقة للوطن، ترى الدنيا بعيني طفل وتكتب بعيني طفل، وتخاطب الطفل بلغة بسيطة لكنها تحمل في طياتها صراعًا وتفاعلًا عميقًا مع القارئ الصغير.