يواجه قطاع السياحة في مصر، أزمة قد تكون الأسوأ خلال السنوات العشر الأخيرة، في ظل تراجع عدد الوافدين من أسواق اعتادت تصدير السياح لمصر، وعلى رأسها روسيا وبريطانيا.
الأزمة دفعت المسؤولين بالقطاع إلى بحث طرق مبتكرة لجذب الزائرين، فضلا عن التوجه إلى الترويج لمصر في أسواق جديدة بحثا عن فرص أخرى لانعاش القطاع المٌرهق منذ ثورة يناير 2011.
في نفس الوقت، تسعى الحكومة في الوقت الحالي لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع دول إفريقيا، وهو ما تجسد في منتدى «إفريقيا 2016»، والذي شهد وجودا مكثفا من الوزراء المصريين بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالإضافة إلى رؤساء ومسؤولين من مختلف أنحاء القارة.
«الشروق» استطلعت آراء خبراء في قطاع السياحة حول مدى إمكانية استغلال التقارب المصري مع دول القارة السمراء في انعاش القطاع، وجذب السياح من الدول الإفريقية بحسبانها "أسواق جديدة" لا ينقصها سوى الترويج، لاسيما وأن بعض الدول الإفريقية تتمتع بدخول جيدة سواء من النفط أو الثروات الطبيعية الأخرى.
"نيجيريا وأوغندا وجنوب إفريقيا وبعض الدول الإفريقية الأخرى تصدر عددا معقولا من السياح وبنسب متزايدة كل عام، في ظل ارتفاع مستوى معيشة مواطنيها، لكن سياحها يتوجهون إلى أوروبا، ومن الممكن استقطاب عدد كبير منهم إلى مصر، إذا ما تم الاهتمام بهذه الأسواق"، يقول سامح سعد الخبير السياحي.
ولفت «سعد» إلى أن المشكلة التي تواجه جذب السياح من السوق الإفريقية، هي عدم وجود خطوط طيران مباشر إلى مصر من تلك الدول.
كريم محسن رئيس لجنة السياحة الخارجية بغرفة شركات السياحة، يرى أن دولة كجنوب إفريقيا يُمكن أن تكون مصدرا جيد للسياحة، إذا تم تصميم برامج جيدة للترويج لمصر هناك.
وأوضح أن "جنوب إفريقيا هي الدولة الوحيدة بالقارة التي يحصل مواطنيها على تأشيرة دخول إلى مصر (الفيزا) أثناء تواجدهم بالمطار".
وتسير شركة مصر للطيران رحلات جوية إلى كينيا، ونيجيريا فقط من بين دول إفريقيا، يقول رئيس لجنة السياحة الخارجية، مشيرا إلى أن خطوط الطيران هو العقبة الرئيسية أمام زيادة السياح الأفارقة، "قبل الترويج في هذه السوق يجب الاتفاق مع شركات طيران لتتولي مهمة نقل الركاب".
من جانبه، قال وائل شرف مدير قطاع التسويق والمبيعات في إحدى شركات السياحة، إن الأسواق الإفريقية يُمكن أن تصبح مصدرا للسياحة الثقافية، لا سيما وأن بعض تلك الدول تُدرِّس الحضارة الفرعونية في مناهجها.