"عزيزى القارئ: يؤسفنى أن أخطرك بشىء قد يحزنك بعض الشىء، وذلك بأننى قد توفيتُ، وأنا طبعًا لا أكتب هذه الكلمة بعد الوفاة (دى صعبة شوية) وإنما أكتبها قبل ذلك، وأوصيتُ بأن تُنشر بعد وفاتى، وذلك لاعتقادى بأن الموت شىء خاص لا يستدعى إزعاج الآخرين بإرسال التلغرافات والتزاحم"... بهذه الكلمات نعى الكاتب الساخر محمد عفيفى ليكون خبر وفاته جدلياً كما كان فى حياته.
الكاتب محمد عفيفي من مواليد 25 فبراير 1922 ولد في قرية الزوامل بمحافظة الشرقية بمصر، وحصل على ليسانس الحقوق عام 1943، ودبلوم الصحافة عام 1945، وتزوج في نفس يوم عيد ميلاده عام 1950 من السيدة اعتدال الصافى وأنجب ثلاثة أبناء.
تميز الكاتب محمد عفيفي بثقافته الواسع، وأنه كان ذو فلسفة شديدة للأشياء، كما كان يحب السفر والترحال، وهو ما جعله مطلع على ثقافات مختلفة وكثير التأمل.
كان عفيفي عضواً في شلة (الحرافيش) التي كونها عميد الرواية العربية ( نجيب محفوظ) الذي كان صديقاً مقرباً له، وما لا يعلمه الكثيرون أن (نجيب محفوظ) هو من اختار اسم كتاب (محمد عفيفي) الأخير .. فقد تركه (عفيفي) بلا عنوان لأن القدر لم يمهله، ووافاه الأجل قبل أن يتمه كاملاً.
كانت لعفيفي لمسة ساخرة خاصة لا تتوفر لدى الكثير من الكتاب وأوفر أعماله حظاً هي رواية "تائه في لندن".
يعتبر محمد عفيفي هو رائد الأدب الساخر فى مصر، فقد كان بارعًا فى تصوير المعاناة والمشكلات ويجعلك تتوحد معها كأنك تراها على التليفزيون. وهو يعتبر الأب الروحى لجيل كامل من الكتاب ظهر فى مصر خلال السنوات الأخيرة، من بينهم أحمد خالد توفيق الذى كان يدين بالوفاء له دائمًا
حصل عفيفى على ليسانس الحقوق ثم دبلومة الصحافة، وعمل فى عدة مجلات وجرائد، وهو صاحب أول عمود ساخر فى جريدة يومية بعنوان «للكبار فقط». كان يعمل بالترجمة وأول من قام بتعريب مجلة ميكى، التى كان لها فضلًا كبيرًا فى تشكيل وعى أجيال عديدة من الأطفال.
من أشهر أعماله "تائه في لندن"، "أنوار"، "التفاحة والجمجمة"، "بنت اسمها مرمر"، "فانتازيا فرعونية"، "شلة الحرافيش".
توفي محمد عفيفي في الخامس من ديسمبر عام 1981 عن عمر 59 عاماً.