شارك الفنان كمال أبو رية فى الموسم الرمضانى الحالى، بشخصية «سعيد أبو علب»، فى مسلسل «نعمة الأفوكاتو».

وفى حواره مع «الشروق» يكشف «أبو رية»، عن التعاون الأول بينه وبين المخرج محمد سامى، وكيف استعد للشخصية والصعوبات التى واجهته فى العمل، وكيف استقبل ردود أفعال الجمهور على دوره فى المسلسل، إلى جانب حديثه عن الدراما التليفزيونية الرمضانية.

يقول كمال أبو رية: المخرج محمد سامى أخبرنى أن لديه مسلسل اسمه «نعمة الأفوكاتو»، وحكى لى الفكرة، وعندما قابلته هو والمنتجة مى سليم، شرح لى فى هذا اللقاء باستفاضة عن شخصية «سعيد أبو علب»، ووجدت فيها مساحة أداء جيدة، فهى شخصية بكل تفاصيلها جديدة ومختلفة عن كل ما قدمته، ووافقت على الفور.

< كيف كان استعدادك للشخصية؟

ـــ قرأت النص جيدا، وتناقشت مع المخرج محمد سامى، حول كيفية تناول الشخصية، لأنها ليست تاريخية أو موجودة فى زمن محدد فتحتاج إلى بحث وقراءة فى مراجع عنها.
كنت مهتما أن يظهر «سعيد أبو علب» بمظهر خارجى يتناسب مع تفاصيله المكتوبة فى النص، فهو أب محبط لم يكن موفقا فى عمله، وليس لديه عمل، دائما جالس فى منزله، كل طموحاته تتمثل فى ابنته «نعمة» المحامية المجتهدة الذكية التى يرى أنها كل حياته، لذلك فكان لابد أن يكون المظهر الخارجى له متناسبا مع كل هذه التفاصيل، من شعر ولحية بيضاء، ملابسه عادية وبسيطة، وهذا اللوك فكرتى وفكرة المخرج.

< هل هناك صعوبات واجهتك أثناء التصوير؟

ـــ ليس هناك أى صعوبات، ولكن هناك بعض اللحظات التمثيلية تحتاج إلى تركيز وتأثر حتى تصل للمشاهد كما يجب أن تكون، ومنها مشهد موت «نعمة» ومشهد جنازتها، وكذلك عندما يكتشف أنها مازالت على قيد الحياة، هذه المشاهد أرهقتنى بشدة، لأنهم كانوا يحتاجون مزيدا من التركيز، إلى جانب البحث فى شكل اللحظة التمثيلية كيف سيتم تقديمها.

< وكيف استقبلت ردود أفعال الجمهور على «سعيد أبو علب»؟

ـــ لم أتوقع كل ردود الأفعال الإيجابية هذه على العمل بشكل عام، وعلى الدور الذى قدمته، تلقيت العديد من المكالمات الهاتفية والرسائل، إلى جانب تعليقات الجمهور المبهرة على السوشيال ميديا.
وأكثر التعليقات التى تأثرت بها بشدة وانهارت، عندما أخبرنى أحد أصدقائى أن ابنة شقيقته تأثرت بشدة من علاقة الأبوة والبنوة بين سعيد ونعمة، لأن والدها متوفى، وتحدثت معها بالفعل من أجل تهدئتها لتتوقف عن البكاء المستمر، وأخبرتنى خلال المكالمة أنها عندما شاهدت مدى حنيتى على ابنتى فى المسلسل، جعلتها تتذكر والدها وكل ما كان يفعله معها، وهذه كانت لحظة مؤثرة جدا بالنسبة لى، وسعدت أن ما ظهر على الشاشة وصل للجمهور بكل هذا الصدق، الحمد الله.

< وكيف كانت كواليس التعامل الأول لك مع المخرج محمد سامى؟

ـــ بالفعل هذا هو التعامل الأول بينى وبين المخرج محمد سامى، وهذه أول مرة نلتقى، والكواليس كانت جيدة وممتعة، والعلاقة بين فريق العمل بأكمله كانت مليئة بالتعاون والحب والرغبة على النجاح.
ومحمد سامى كان يصنع جوا من الألفة بين كل الممثلين، حيث كان يجمعنا قبل كل مشهد، ونقرأه معا، بشكل جلسة ودية أسرية، وكنت دائما أنبه على مى عمر أن تتعامل معى طوال الوقت وتفكر فيه كأننى والدها بالفعل، حتى نصنع حالة من المعايشة للشخصية، ومن جانبى قمت أنا أيضا بذلك، كنت أحيانا أنسى أنها مى عمر، ولا أراها إلا ابنتى «نعمة»، حتى نصنع هذه الحالة التى ظهرت الحمد الله بهذا الصدق على الشاشة.

< يرى بعض الجمهور أن هناك أحداثا فى المسلسل غير واقعية.. كيف ترى مثل هذه التعليقات؟

ـــ يسأل عن ذلك مخرج ومؤلف المسلسل محمد سامى فى حالة وجود خلل فى منطقية الأحداث، العمل الدرامى مبنى على وجهة نظر مؤلف ومخرج، ولكن بشكل عام، الدراما يجب أن تكون حتمية، بمعنى أن ما يحدث فيها بالضرورة يجب أن يحدث بالفعل فى الواقع، ليس بها فرضيات، بمعنى أن الواقع يجب أن يكون موجودا فى الدراما بالشكل الذى يراه المؤلف والمخرج، إذا افترضنا أنه تجاوز، فيسأل هو عن سبب قيامه بذلك؟

< هل مسلسلات الـ15 حلقة يحل أزمة المط والتطويل فى مسلسلات الـ30 حلقة؟

ـــ عدد الحلقات ليس مقياسا، هناك أفكار تحتمل 30 حلقة وأخرى تحتمل 100 حلقة، وهذا يتوقف على قدرة المؤلف على إيجاد أحداث داخل العمل تجذب الجمهور، لأن الحدث هو ما يجذب الجمهور لمشاهدة العمل، ولكن المشاهد السلبية التى ليس بها أفعال، تجعل المشاهد ينفر أو لا يهتم بالعمل، ففى النهاية الأمر يرجع للمؤلف وعلى حسب قدرته على بناء العمل وعلى وجود صراعات داخل العمل بين أطراف معينة داخل أحداث العمل.
فعدد الحلقات ليس مقياسا كل ما تضمن العمل أحداثا شيقة وجاذبة للجمهور، كل ما كان العمل مضمون نجاحه.

< هل السباق الرمضانى يعطى للعمل حقه فى المشاهدة أم أن هناك أعمالا تظلم عند عرضها فى الموسم؟

ـــ بالفعل هناك أعمال كثيرة تظلم عند عرضها فى الموسم الرمضانى، ومن ضمن الأعمال التى شاهدتها هذا العام، مسلسل «مسار إجبارى» إخراج نادين خان ابنة المخرج الكبير محمد خان، من المسلسلات الجيدة التى ظلمت عندما تم عرضها فى هذا الموسم الملىء بالأعمال الدرامية.
أتمنى توزيع هذا الكم من الأعمال على مدى العام، أعتقد ذلك سيكون أفضل، حتى يأخذ كل عمل حقه من المشاهدة، ويأخذ حقه من ردود الأفعال ورأى الجمهور والنقاد، سواء إشادات فى صالح العمل أو ضده، فى كل الأحوال النقد البناء يفيد العمل وصناعه.

< ما هى المسلسلات الأخرى التى توقفت عندها فى الموسم إلى جانب «مسار إجبارى»؟

ـــ الحقيقة أننى أشاهد مقاطع من كل مسلسل عبر مواقع التواصل الاجتماعى والمنصات، فلم أشاهد مسلسلا كاملا بعد، لأن الأعمال عددها أكثر من 30 عملا، مثلى مثل كل المشاهدين، ربما هم يختارون فى الأيام الأولى من رمضان الأعمال الذين قرروا أن يتابعوها، ولكننى أستغرق وقتا أكثر، ربما فى نهاية الشهر الكريم أكون كونت رؤية واخترت عملا أو عملين جذبتنى وجعلتنى أتابعها، مثل «مسار إجبارى» والذى وجدته عملا جيدا من وجهة نظرى.

< هل الأعمال التى تعرض على المنصات تكون مشاهداتها أعلى من التليفزيون؟

ـــ لاحظت أن هناك العديد من الناس انصرفت عن التليفزيون واتجهوا للمنصات، لمشاهدة المسلسلات عليها بدون إعلانات، وأنها أيضا تتيح فرصة مشاهدة أكثر من حلقة فى زمن حلقة واحدة يشاهدونها على التليفزيون، وأراها أصبحت ظاهرة، وأن الجمهور أصبح يفضل ذلك حتى يستمتع بالعمل أكثر، دون أن يكون مضطرا أن يرى هذا الكم الهائل من الإعلانات، والذى يفصله عن متابعته لأحداث العمل، لأكثر من مرة خلال الحلقة، واستمرار فقرة الإعلانات خلال الحلقة لفترة زمنية كبيرة.