يهدد دول البحر الأحمر بكارثة.. قصة سفينة النفط «صافر» المهجورة - بوابة الشروق
السبت 19 أكتوبر 2024 7:33 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

يهدد دول البحر الأحمر بكارثة.. قصة سفينة النفط «صافر» المهجورة

بسنت الشرقاوي
نشر في: الثلاثاء 25 يوليه 2023 - 8:53 م | آخر تحديث: الثلاثاء 25 يوليه 2023 - 8:58 م

أعلنت الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، أنها ستبدأ بنقل النفط من الناقلة "صافر" المتوقفة قبالة السواحل اليمنية في البحر الأحمر، إلى الناقلة البديلة "يمن" في خلال 19 يوما.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، في بيان، إن الأمم المتحدة تحملت المخاطرة بإجراء هذه العملية البالغة الدقة في غياب أي جهة أخرى لديها استعداد أو قدرة على أداء هذه المهمة"، بحسب موقع "الشرق" الإخباري.

وكانت سفينة النفط "صافر" أو" خزان صافر" معرضة لخطر التداعي أو الانفجار، مما قد يسبب كارثة بيئية وإنسانية، فيما كانت الناقلة البديلة "يمن" وصلت إلى موقع صافر في 30 مايو الماضي.

* أصل القصة

صُمم خزان صافر العملاق قبل نحو 45 عاما وهو عبارة عن محطة عائمة لتخزين وتفريغ النفط، ويوجد حاليا داخل الحدود البحرية اليمنية، في ميناء رأس عيسى بمحافظة الحديدة.

بدأت الأزمة في عام 2015 بسبب نشوب حرب بين الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا آنذاك والمتمردين الحوثيين، أدى لسيطرة الحوثيين على الميناء ومنع اي إجراءات لصيانة السفينة منذ هذا الوقت.

وفي يوليو من العام 2020، باتت دول البحر الأحمر بما فيها مصر، تترقب كارثة بيئية تنذر بتدمير الحياة البحرية، بعد ظهور أول تسريب بترولي من "خزان صافر" النفطي العملاق.

هذه الكارثة وصفها وزير الخارجية اليمني محمد الحضرمي، بالقنبلة الموقوتة التي تهدد المنطقة والعالم بكارثة بيئية خطيرة؛ مفسرا أن التسرب نتج بسبب تآكل أحد الأنابيب وتسرب النفط لمسته البحر الأحمر، بعد منع مليشيات جماعة الحوثي صيانة وتفريغ الخزان النفطي منذ عام 2015.

* أين يقع خزان صافر النفطي؟

يقع خزان صافر النفطي أو "سفينة صافر" العملاقة، في ميناء رأس عيسى، بمحافظة الحديدة باليمن، وهو ياباني الصنع وكان مخصص لنقل البترول الخام اليمني.

تحمل السفينة المهجورة مليون و140 ألف برميل من النفط الخام، ومنذ اجتياح مليشيات الحوثي لمدينة رأس العين، على البحر الأحمر، ولم تحصل على أي صيانة دورية، وتحديدا منذ أواخر العام 2014.

في عام 2020، قالت فضائية العربية في تقرير لها، إن أكثر الدول التي من المتوقع تضررها من كارثة التسرب في حال استمرارها، هي اليمن والسعودية وإريتريا والسودان.

* لماذا ينذر الخزان بكارثة دولية؟

في أبريل الماضي، قالت الأمم المتحدة، إن تسرب النفط من صافر، سيؤدي لتدمير الشعاب المرجانية وأشجار المنغروف الساحلية وغيرها من الحياة البحرية في البحر الأحمر، وتعريض ملايين البشر للتلوث الهوائي؛ إذ سيفقد مئات آلاف العاملين في مجال الصيد مصادر رزقهم بين ليلة وضحاها، وسيستغرق الأمر أكثر من 25 عاما لاسترداد مخزون الأسماك.

في عام 2020، أكد أمين عام الهيئة الإقليمية للمحافظة على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن، الدكتور زياد أبو غرارة، أنه في حال حدوث تسرب أو غرق للخزان قبالة سواحل محافظة الحديدة، فذلك سيسبب كارثة غير مسبوقة على الجوانب الإنسانية والبيئية والاقتصادية.

وعبر قائلا: "التسريب سيحدث انقراض أنواع بحرية لا توجد إلا في البحر الأحمر، مما يعني فقدانها إلى الأبد كجزء مهم من التراث الطبيعي الحي والثروة الجينية الهامة للعالم بالإضافة إلى التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية الأخرى".

* لماذا تمسك الحوثيون السيطرة على الناقلة؟

لفت الحضرمي في تصريحات سابقة إلى أن مليشيات الحوثي قابلت طلب الحكومة اليمنية لتنفيذ الصيانة منذ سنوات بالتعنت والرفض في محاولة لاختطاف الخزان لتحقيق مكاسب سياسية.

فيما ذكرت "العين" الإخبارية، أن جماعة الحوثي استخدمت الخزان للضغط على الدولة لبيعه لصالحها فقط بما فوق ال50 مليون دولار، من أجل الحصول على تمويلات جديدة لنزاعاتها.

* على طاولة مجلس الأمن.. الحوثي يقبل والحكومة تشكك

في عام 2020 وبعد مرور 11 يوما من مطالبة الحكومة اليمنية تدخل مجلس الأمن لحل أزمة الخزان الممتدة لسنوات، قرر المجلس طرحها على طاولة البحث، مع مطالبة الحكومة اليمنية بضرورة اتخاذه قرارات حازمة إزاء استمرار تلاعب الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران ومراوغتها دون اتخاذ معالجات حقيقية تنهي مخاطر التسرب.

على الرغم من موافقة جماعة الحوثي على السماح لفريق أممي للوصول إلى الخزان للحيلولة دون منع الكارثة، إلا أن الحكومة اليمنية وصفت تلك الخطوة بالمراوغة السياسية المعتادة والدعاية الإعلامية لتحقيق ضغط دولي، حسبما صرح وزير الخارجية اليمني آنذاك.

* فشل عملية أممية لجمع أموال كافية لتفريغ السفينة

في وقت سابق من العام الجاري، فشلت الأمم المتحدة في جمع المبلغ المتبقي المطلوب لبدء تفريغ 1.1 مليون برميل من النفط من ابسفينة "صافر" المتهالكة وجمعت المنظمة الأممية نحو 100 مليون دولار من الحكومات والجهات المانحة الخاصة والأشخاص العاديين من اجمالى 29 مليون دولار.

* حل الأزمة.. ناقلة بديلة لصافر تبحر لليمن لتفادي كارثة تسرب نفطي في البحر الأحمر

في أول أبريل الماضي، صرح المتحدث باسم الأمم المتحدة بأن الناقلة البحرية "نوتيكا" التي اشترتها المنظمة لاستبدال ناقلة النفط العملاقة المتهالكة "صافر"، كان من المقرر لها أن تُبحر من تشوشان في الصين متجهة إلى البحر الأحمر.

وكان برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وقع اتفاقية لتأمين شراء الناقلة الضخمة نوتيكا لتفريغ أكثر من مليون برميل من النفط من الناقلة صافر الراسية قبالة ساحل الحديدة اليمني.

وكان من المفترض أن تصل الناقلة إلى اليمن أوائل مايو الماضي، بعد توقفها في الطريق لإجراء بعض التعديلات التقنية.

لكن السفينة نوتيكا وصلت اليمن في 16 يوليو الجاري، وبدأت في سحب النفط من خزان صافر، اليوم الثلاثاء، حيث يتعاقد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مع شركة كبرى في المجال البحري لإعداد الناقلة صافر وتنفيذ عملية نقل النفط بين الناقلتين.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك