أدى ارتفاع درجات الحرارة مع تزايد منسوب الجفاف في العالم، إلى تعرض أنهار عملاقة لانخفاض حاد في مستوياتها وهو ما يهدد بلدان تلك الأنهار بأزمات غذاء، قد تصل إلى الدول العربية بحسب تقارير إعلامية.
وخلال الأيام الماضية، تعرضت أنهار كبيرة في قارات أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية إلى جفاف شديد، قد ييدفع إلى أزمة عالمية ستطول الدول المصدّرة للغذاء، بالإضافة إلى الدولة المستوردة له على غرار البلدان العربية.
ويعتبر الجفاف والاحتباس الحراري من العوامل التي تهدد المحاصيل الزراعية كالقمح والحبوب، والتي يوجه جزء كبير من الدول العربية.
يقول معهد أبحاث السياسة الخارجية، إن الجفاف المستمر بالإضافة إلى عدم الاستقرار الاقتصادي والغزو الروسي لأوكرانيا ساهم في أزمة الغذاء المتزايدة.
وضرب المعهد مثلا بدولة الصومال العربية، فقال إن القرن الأفريقي تعرض لجفاف شديد هو الأكبر منذ أربعة عقود، ما أدى إلى فشل المحاصيل ونفوق الحيوانات .
وذكر تقرير صادر عن المركز أن الظروف القاحلة المستمرة تساهم في زيادة انعدام الأمن الغذائي ، وزيادة المنافسة على الموارد ، والنزوح الداخلي والهجرة، مضيفًا أن فترة الجفاف الحالية أكثر حدة مما كانت عليه في الماضي. في عام 2021 حيث انخفض إنتاج المحاصيل المحلية بنسبة 80 في المائة، وقد يمتد بالجفاف إلى عام 2023 بحسب التقرير.
ويقول التقرير: "نفق أكثر من ثلاثة ملايين رأس من الحيوانات في العام الماضي بسبب الجفاف ما أدى إلى هلاك اللحوم وإنتاج الحليب وزيادة سوء التغذية بين الأطفال الصغار، وتحديدا في المجتمعات الرعوية".
ما تأثير الجفاف على الغذاء؟
يقول موقع "رومانيا إنسايدر" إن 64 سفينة أجبرت على انتظار الجرافات في ميناء زيمنيسيا على نهر الدانوب بسبب انخفاض مستويات المياه بشكل قياسي ما جعل النهر غير قابل للملاحة.
ويؤدي الجفاف في أوروبا حاليًا إلى جعل الممرات المائية غير قابلة للملاحة، ما يؤثر على شحن المواد الخام.
وأدى انخفاض منسوب المياه في نهر الراين إلى منع سفن الشحن من استكمال الشحنات؛ ما أثر على سلاسل التوريد في أوروبا.
ومكمن الخطورة لدى الدول العربية بصفتها تستورد الحبوب الغذائية من أوروبا بشكل متفاوت، وهو ما قد يثقل فاتورة الغذاء العربية، خصوصًا في ظل إحجام عدد من الدول بما فيها العربية عن تصدير فائضها من القمح والأرز والذرة، بفعل تأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية.
وبحسب تقرير لمنظمة الغذاء العالمي، فإن الصومال واليمن من أشد البلدان العربية تضررًا من أزمة الغذاء، كما تعتبر مصر والجزائر أكثر البلدان العربية استيرادا للقمح من روسيا وأوكرانيا وفرنسا.