نظمت وزارة الصحة والسكان جلسة حوارية تحت عنوان «رأس المال البشري وصحة السكان: مفاتيح بناء مجتمع قادر على الصمود»، وذلك ضمن فعاليات النسخة الثانية من المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية (PHDC'24)، الذي يعقد برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، تحت شعار «التنمية البشرية: من أجل مستقبل مستدام»، بالعاصمة الإدارية الجديدة.
وأوضح الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن الجلسة ناقشت العلاقة الوثيقة بين الصحة ورأس المال البشري والنمو السكاني، وأثر الاستثمار في رأس المال البشري على النتائج الصحية، فضلاً عن أهمية هذا الاستثمار في بناء مجتمع صحي مرن.
ومن جانبها، تحدثت الدكتورة نعيمة القصير، الممثل السابق لمنظمة الصحة العالمية في مصر، عن أهمية مواصلة الاستثمار في الصحة والتعليم باعتبارهما ركيزتين أساسيتين للارتقاء بجودة الحياة وتعزيز النمو الاقتصادي المستدام، مما يساهم في تنشئة عائلات أصحاء، مشددة على ضرورة توفير التغطية الصحية الشاملة لضمان حصول الأشخاص على كافة الخدمات الصحية اللازمة.
وأكدت الدكتورة نهلة عبدالتواب، ممثل مجلس السكان الدولي، على قدرات المجتمعات على التعافي من الكوارث ومواجهة التحديات، بما في ذلك التغيرات المناخية، وأهمية تعزيز الصحة البدنية والعقلية.
كما أشارت إلى أن هناك إجراءات بحثية أثبتت أن تمكين الفتيات في سن المراهقة يساهم في بناء مجتمع صحي وقوي، لافتة إلى أن المجلس القومي للسكان، بالتعاون مع الجهات المعنية، يعمل على تحسين خدمات تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية للنساء، وتقليل الحمل غير المرغوب فيه.
وأشار الدكتور سامح السحرتي، مستشار أول في السياسات الصحية بالبنك الدولي بالولايات المتحدة الأمريكية، إلى أن الاستثمار في الصحة يُعتبر ركيزة أساسية من أجل رأس المال البشري، موضحاً أن رأس المال البشري يمثل 64% من إجمالي الثروة العالمية، مع وجود اختلافات إقليمية واسعة النطاق.
ولفت إلى أن رأس المال البشري يشمل المعرفة والمهارات والصحة التي يكتسبها الأشخاص طوال حياتهم، مما يمكنهم من الاستفادة بإمكاناتهم كأعضاء منتجين في المجتمع.
ونوه الدكتور سامح إلى أن رأس المال البشري يبدأ منذ فترة الحمل، مروراً بفترة المراهقة، ووصولاً إلى سن الشيخوخة، مشيدًا بمبادرة «بداية جديدة لبناء الإنسان» التي تهدف إلى ضمان حصول النساء على رعاية عالية الجودة أثناء الحمل والولادة، مما يحسن الإنتاجية المستقبلية، مؤكدًا أهمية الاستثمار في التعليم خلال مرحلة الطفولة المبكرة.