أحمد طيباوى: أقدم كتابة ذات أبعاد متعددة.. ولا أوافق من يطلقون على ما أكتبه صفة «الرواية السياسية» - بوابة الشروق
الأربعاء 29 يناير 2025 1:58 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

صدر له حديثا رواية «الحب عربة مهترئة»..

أحمد طيباوى: أقدم كتابة ذات أبعاد متعددة.. ولا أوافق من يطلقون على ما أكتبه صفة «الرواية السياسية»

حوار - محمود عماد:
نشر في: الأحد 26 يناير 2025 - 10:01 م | آخر تحديث: الأحد 26 يناير 2025 - 10:03 م

- هناك من يرى بأن الآداب والفنون قد تم تسليعهما.. والجوائز ليست بدعة فى الرواية
- تعاونى مع دار الشروق مثمر وأتمنى أن يستمر بهذا النجاح

 

أحمد طيباوى الكاتب والروائى الجزائرى المتميز، والذى صنع اسما أدبيا مميزا فى الوطن العربى فى السنوات الأخيرة، هو أحد الأصوات الأدبية التى على صوتها من جيل جزائرى هو جيل تعاطى مع الأحداث السياسية للجزائر، وللمنطقة بشكل عام أثرت فيه بشكل ملحوظ وطيباوى هو ابن هذا الجيل. لطيباوى حضور كبير فى الكتابات الإبداعية المختلفة، ومنها: روايات «المقام العالى»، «موت ناعم»، «مذكرات من وطن آخر»، «البياض المتهم بالبراءة»، «اختفاء السيد لا أحد»، «باب الوادى»، وروايته الأخيرة «الحب عربة مهترئة»، والصادرة حديثا عن دار الشروق، وهى التعاون الثانى لطيباوى مع دار الشروق بعد رواية «باب الوادى».

وحصل طيباوى على عديد الجوائز، ومنها: جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابى عن روايته «موت ناعم».

جائزة نجيب محفوظ للأدب عام عن روايته «اختفاء السيد لا أحد»، وجائزة الشارقة لأفضل كتاب عربى فى مجال الرواية عن روايته «باب الوادى».

< نرى الفلسفة حاضرة فى أعمالك المختلفة، وروايتك الأخيرة «الحب عربة مهترئة» خير دليل على ذلك، فهل تلك كتابة فلسفية وهل أنت كاتب فيلسوف؟

ــــ ليس بالإمكان ضبط الحدود الفاصلة بين الأدب والمحمولات الفكرية وأنساق التفكير التى نجدها ضمنية وصريحة داخل ما يندرج تحت مسمى نصوص أدبية، كما أن محاولة تحقيق ذلك غير مجدية. أرى أثرها عكسيا، إذ ما يغنى الأدب، ونتحدث هنا تحديدا عن فن الرواية، لا يقتصر على الحكاية والشخصيات والبناء الفنى وغير ذلك على أهميته، وإنما التمثلات والمرجعيات التى يكتشفها القارئ أو تقدم له بهذه الدرجة أو تلك من التصريح والمباشرة. تؤدى الرواية وظيفة إمتاع، ليس معطى جافا أو كميا، الفن واقتدار الروائى هو ما يضمن ذلك، إلا أن ما يحقق الإمتاع يكون عرضة للتقادم، فماذا يبقى إذن؟ يبقى العمق الفكرى وما تحمله الرواية من أفكار وخطاب ورمزية لقراء زمن من كتبها وللقراء الذين يأتون بعدهم. أنا أكتب وما ذكرته فى ذهنى، أى من منطلق رؤية، ولى مشروع أشتغل عليه، هناك إطار من الأفكار والآراء التى تشكل هوية رواياتى.

< نجد بعدا سياسيا فى نصوصك، وما رأيك فيمن يصنف روايتك هذه والتى قبلها بأنها روايات سياسية؟

ـــــ بالنسبة للشق الأول من السؤال، هذا صحيح، أنا من جيل كانت متابعة السياسة ضمن يومياته، يقرأ ما يكتب فى الصحف وما تبثه وسائل الإعلام، حتى من كانوا ينأون بأنفسهم عن أى جدل أو انحياز انتهوا مثلنا مسيّسين دون أن يشعروا. وبالتالى حضور السياسة فى رواياتى يبدو متسقا مع مراحل تكوينى الأولى، لكنى لا أقحمها إقحاما، أحاول دائما بقدر معقول من الانتباه لذلك والنجاح فيه ألا أفرضها فرضا لأجعل كل شخصياتى مهتمة بالسياسة. السياسة تطارد الفرد العربى، ولا أوافق من يطلقون على ما أكتبه صفة «الرواية السياسة»، إذ أقدم كتابة ذات أبعاد متعددة، فكرية وإنسانية واجتماعية لا سياسية فقط.

< «الحب عربة مهترئة» عنوان مميز كيف وقع اختيارك عليه؟

ـــــ ما من طريقة أو وصفة للوصول إلى عنوان مناسب لرواية. تلك الصيغة المختزلة والمثيرة للانتباه وذات الأثر التسويقى، يجد الكاتب نفسه عاجزا عن الوصول إليها دون عناء وتفكير طويل وتجريب خيارات وبدائل كثيرة، ثم عليه أن يستشير من يثق بهم. من جرب حالة العجز عن إيجاد عنوان يرضيه يعرف ما أتحدث عنه.

< يشعر القارئ بأن بطلك فى «الحب عربة مهترئة» وكأنه يدون مذكراته أو يحكى حكايته، واتخذت من ضمير المتكلم ساردا.. هل تشعر أن ذلك يقرب من شخصيات أعمالك أكثر؟

ــــــ نعم هذا يساعد إلى حد كبير، لكن هناك محددات أخرى تحكم خطاب الشخصيات، من يروى بنفسه ومن يكون أشبه بدمية حية يحركها راو عليم لا يشارك مباشرة فى الرواية ولا يشتبك مع شخصياتها باعتباره إحداها. يجب ملاحظة أن مسألة اختيار الراوى البطل تنطوى على انحياز فنى وذهنى ونفسى. بالنسبة لى أترك لبطل رواية لى أن يكون ساردا عندما يتعلق الأمر بالحفر داخل شخصيته بالأساس. عالمه الداخلى أولوية، لأرى ويرى القارئ معى كيف تنظر تلك الشخصية لذاتها وللعالم. فى روايات أخرى، عمدت إلى أن يكون الراوى بطلا وفى فصول أخرى أعود لصوت السارد المحايد.

< جاءت لغة الرواية سلسة للغاية، والفصحى غلبت على كل الخطاب والحوارات داخل النص، لم لم تفكر فى استخدام العامية الجزائرية بكثرة، وما قولك فى استخدام العامية داخل الروايات؟

ـــــ اللغة هى أول ما يتلقى القارئ من الرواية، وواحدة من الأدوات المهمة التى إذا تمكن منها الروائى سوف تساعده فى ربط صلة وثيقة مع من يقرأ، وداخل النص أيضا، لذا أوليها أهمية خاصة، لا أحاول أن أتصنع ليكون هدفى هو التنميق وإظهار «عضلات لغوية» إذا جاز لى التعبير. اللغة أداة، لا يجب أن تتحكم الأداة فى صاحبها أو توجهه. فيما يتعلق بالعامية لكل كاتب الحرية فى ذلك، أنا ضد الحجر على خيارات المبدع، العبرة بالنتيجة، فقط أن تكون هناك حاجة حقيقية لاستخدام العامية. لست مع إقحامها بشكل فج.

< كيف تقيّم تعاونك مع دار الشروق؟

ـــــ أعتبره تعاونا مثمرا حتى الآن، أصدرت لى الدار روايتين هما «باب الوادى» ثم «الحب عربة مهترئة»، وأتطلع إلى أن يستمر ذلك بالنجاح نفسه.

< حصلت فى مشوارك الأدبى على جوائز أدبية، كيف ترى تأثير الجوائز على الكاتب والمشهد الأدبى بشكل عام؟

ـــــ هناك من يرى بأن الآداب والفنون قد تم تسليعهما، بالنظر لطرح المقابل المادى نظير ما هو فنى وقيمى، وظهور الكتّاب النجوم والأكثر مبيعا. الجوائز ليست بدعة فى الرواية، هناك جوائز فى كل المجالات: البحث الأكاديمى والعلوم والرياضة، وحتى كبار الشعراء العرب كانوا يتبارون فيما بينهم ليحظوا بعطايا وهدايا من ذوى السلطان والوجهاء. الجدل حولها طبيعى ومشروع، وتطرح أسئلة حول كيفية جعلها تخدم الأدب والإبداع الحقيقى، لجهة الأطراف الممولة وكفاءة وحيادية المحكمين معايير اختيار الروايات. أفرزت الجوائز لجمهور الأدب نصوصا جميلة وقوية، وأعطت دفعة لكثير من الموهوبين الذين كانوا مغمورين، لكن ليست كل النصوص المتوجة تستحق، يعزو بعضهم ذلك لكون القراءة ذاتية ولجنة التحكيم لها وجاهة اختيار هذه الرواية أو تلك، ومع ذلك فإن الروايات المتوسطة أو البائسة ستبقى كذلك مهما نالت من جوائز.

 


صور متعلقة


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك