أظهرت تطورات أسعار النفط في الأسواق العالمية خلال الشهر الحالي، أن قرار تجمع أوبك بلس للدول المصدرة للبترول، في بداية أبريل الحالي المفاجئ خفض إنتاجها بمقدار 1.6 مليون برميل يوميا، كان صائبا لمنع تراكم فائض الإمدادات في السوق.
وأشارت وكالة بلومبرج للأنباء، إلى أن تراجع سعر خام برنت القياسي للنفط العالمي خلال تعاملات اليوم الأربعاء لأقل من 80 دولارا للبرميل، بدد المكاسب التي حققتها أسعار الخام منذ إعلان قرار أوبك بلس خفض الإنتاج اعتبارا من مطلع الشهر المقبل.
ونقلت بلومبرج عن هيلما كروفت رئيس إدارة استراتيجية السلع في شركة آر.بي.سي كابيتال ماركتس، القول إنه من المحتمل أن تصر المملكة العربية السعودية التي تقود منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وتجمع أوبك بلس الأوسع نطاقا، على أن الأسعار كانت ستنخفض بصورة أكبر لو لم يقرر أوبك بلس خفض الإنتاج في وقت سابق من الشهر الحالي.
وأضافت بلومبرج، أن الموقف الحالي يعيد التذكير بجولة تخفيضات إنتاج أوبك بلس السابقة في أكتوبر الماضي عندما أثارت موجة انتقادات حادة من جانب الولايات المتحدة والدول المستهلكة للنفط، لكن اتضح فيما بعد أنه كان قرارا صائبا ومنع الأسعار من الانهيار نتيجة الطلب والمضاربات الشديدة.
كان قرار أوبك بلس يوم 2 أبريل الماضي خفض الإنتاج بمقدار 1.6 مليون برميل يوميا قد دفع سعر خام برنت للارتفاع في اليوم التالي بنسبة 8% إلى 86 دولار للبرميل في تعاملات بورصة لندن.
وقالت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في ذلك الوقت إن هذا القرار خطأ، في إشارة جديدة إلى توتر العلاقات بين واشنطن وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وحذرت وكالة الطاقة الدولية الممثلة لمصالح الدول المستهلكة للنفط من أن خفض الإنتاج سيؤدي إلى زيادة الضغوط التضخمية على المستهلكين ويهدد الاقتصاد العالمي.
لكن الأيام التالية شهدت تصاعد المخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي وتراجع الطلب على الطاقة مما دفع أسعار النفط إلى التراجع مجددا.
وانخفض سعر خام برنت اليوم لأقل من 79 دولارا للبرميل.