من هو نبيل العربي وما أبرز ما قدمه للدبلوماسية المصرية والعربية؟ - بوابة الشروق
الجمعة 13 سبتمبر 2024 5:46 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

من هو نبيل العربي وما أبرز ما قدمه للدبلوماسية المصرية والعربية؟


نشر في: الإثنين 26 أغسطس 2024 - 6:28 م | آخر تحديث: الإثنين 26 أغسطس 2024 - 8:25 م

رحيل وزير الخارجية المصري والأمين العام لجامعة الدول العربية سابقا عن عمر يناهز 89 عاما

توفي اليوم الاثنين 26 أغسطس 2024 الدبلوماسي المصري الكبير نبيل العربي عن عمر يناهز 89 عاما بعد حياة حافلة تاركا خلفه بصمات لا تنسى وإرثا لا يُمحى في مسار العمل الدبلوماسي والقانوني الدولي على المستويات المصرية والعربية والدولية.

من كلية الحقوق إلى أعلى المناصب الدبلوماسية في مصر والعالم العربي

ولد نبيل عبد الله العربي في 15 مارس 1935، وتخرج في كلية الحقوق بجامعة القاهرة عام 1955، وحصل على ماجستير في القانون الدولي، ثم على الدكتوراه في العلوم القضائية من مدرسة الحقوق بجامعة نيويورك.

ترأس نبيل العربي وفد مصر في التفاوض لإنهاء نزاع طابا مع إسرائيل بين عامي 1985 و1989، وقبلها كان مستشارًا قانونيًّا للوفد المصري أثناء مؤتمر كامب ديفيد للسلام في الشرق الأوسط عام 1978.

عمل نبيل العربي سفيرًا لمصر لدى الهند (1981 - 1983)، وممثلاً دائمًا لمصر لدى الأمم المتحدة في جنيف (1987 - 1991)، وفي نيويورك (1991 - 1999).

كما عمل مستشارًا للحكومة السودانية في التحكيم بشأن حدود منطقة أبيي بين حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان.

وفي الفترة بين 2001 و2006 عمل العربي قاضيًا في محكمة العدل الدولية، وقبلها كان عضوًا بلجنة الأمم المتحدة للقانون الدولي من 1994 حتى 2001، ثم عمل كعضو في محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي منذ 2005.

وفي 7 مارس 2011 اختير نبيل العربي كأول وزير للخارجية بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير في حكومة عصام شرف، ثم عين أميناً عاماً لجامعة الدول العربية خلفاً لعمرو موسى في 15 مايو 2011.

مكانة خاصة في القانون الدولي

مما جاء فى السيرة الذاتية الغنية والمتنوعة للدكتور نبيل العربى، اقتطف السفير الراحل إبراهيم يسري في مقاله سابق له في "الشروق": أنه تمتع بعضوية لجنة القانون الدولى للأمم المتحدة منذ عام 1994، وقاض فى محكمة منظمة الأوابك 1990، وعضو فى لجنة الأمم المتحدة للتعويضات بجنيف اعتبارا من 1999، وعضو فى لجنة إدارة معهد استكهولم لأبحاث السلام، ومدير للإدارة القانونية والمعاهدات بوزارة الخارجية من 1976 إلى 1978 ومن 1983 إلى 1987، ومندوب عن حكومة مصر أمام محكمة تحكيم طابا ومستشارا لوفد مصر فى مباحثات كامب ديفيد. وأنه شغل المناصب التالية فى وزارة الخارجية المصرية: مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة فى نيويورك، ممثل مصر الدائم لدى المقر الأوروبى للأمم المتحدة فى جنيف، وفى الأمم المتحدة شغل منصب رئيس مجلس الأمن فى شهر يونيو سنة 1996، ونائب لرئيس الجمعية العامة سنوات 1993 و1994 و1997، ورئيسا للجنة الأولى المختصة بنزع السلاح، ورئيس للجنة الخاصة لدعم مبدأ منع استخدام القوة فى العلاقات الدولية. وكان توليه القضاء فى محكمة العدل الدولية شرفا لمصر، وفى المحكمة لم يحد عن إيمانه بالعدالة فى قضية الجدار العادل الشهيرة وصمد بتأييد من كل قضاة المحكمة أمام حملة أمريكا وإسرائيل للتشكيك فى حيدته.

وهكذا انضم السفير نبيل العربى إلى جيل العمالقة من رواد القانون الدولى المصريين، إلى جانب عبدالحميد بدوى، وعبدالله العريان، وبطرس غالى، ومحسن شفيق، ووحيد رأفت، وحامد سلطان، وحافظ غانم، وواصل بين جيلهم وبين جيله من فقهاء القانون الدولى فى مصر.

"عدو إسرائيل"

وخلال عمله الدبلوماسي والقضائي الدولي كان نبيل العربي يوصف في الإعلام الإسرائيلي والموالي لإسرائيل بأنه "معاد لإسرائيل".

كما حاولت إسرائيل رده عن المشاركة في نظر قضية عدم مشروعية إنشاء الجدار العازل أمام محكمة العدل الدولية، لكن المحكمة رفضت ذلك.

مواقف بارزة مصرية وعربية

في 24 سبتمبر 2006 كتب نبيل العربي مقالا في "الأهرام" حول تصحيح مسار السلام مع إسرائيل ثم تحدث بنفس الاتجاه في قناة الجزيرة بتاريخ 23 يونيو 2007.

ومن مواقفه الشهيرة في أعقاب ثورة الخامس والعشرين من يناير عندما كتب مقالا في "الشروق" في العاشر من فبراير 2011 وانتقد فيه السياسية الخارجية المصرية خلال السنوات الاخيرة ودعا الى "مراجعتها" لاسيما ما يتعلق بموقف مصر من الحصار المفروض على قطاع غزة.

فكتب نبيل العربي: لم تكن سياسة مصر الخارجية فى السنوات الأخيرة تعالج بأسلوب علمى عصرى يؤدى إلى اتخاذ القرارات بعد دراسة متأنية لجميع أبعاد المسائل المطروحة بواسطة خبراء متخصصين. وكانت لا تعدو أن تكون ردود أفعال للأحداث وكانت القرارات تتخذ بأسلوب فردى وقد يكون أيضا أحيانا عشوائيا يتم بدون الدراسة المطلوبة.

وأكمل: مصر لها وزن كبير ولها دور تاريخى مهم ولها إسهامات فى جميع المجالات الدولية وليس فقط فى العالم العربى ومحيطها الأفريقى. ولا يليق بمصر أن تتسم سياساتها الخارجية والمواقف التى تتخذها بالارتجالية أو بمخالفات جسيمة لقواعد أساسية فى القانون الدولى مثل الموقف الذى تتبناه مصر تجاه الحصار المفروض على قطاع غزة والذى يتعارض مع قواعد القانون الدولى الإنسانى التى تحرم حصار المدنيين حتى فى أوقات الحروب. هذا الأسلوب فى اتخاذ قرارات تتعلق بالأمن القومى لا يتفق مع مكانة مصر وتاريخها".

وفى الأيام القليلة التى قضاها فى منصب وزير خارجية مصر شكل الدكتور نبيل العربى فى يناير 2012 لجنة قومية لدراسة وإعداد انضمام مصر الى النظام الاساسى للمحكمة الجنائية الدولية، ضمت كبار القانونيين فى مصر والتى شرفت بعضويتها حيث تناولت الموضوعات المطروحة بكثير من التعمق ومواكبة العصر، و تعاونت فيها أجهزة الدولة المختلفة و تبلورت توصياتها فى محضر اجتماعها المؤرخ 1 يناير 2012 الذي توصى فيه بالانضمام لنظام روما الأساسى.

وكان العربي على رأس جامعة الدول العربية عندما اتخذت قرارا تاريخيا لم يتم تنفيذه في مارس 2015 بإنشاء قوة عربية مشتركة، ووصفه بأنه حلم للعرب.

مذكرات نبيل العربي

وأصدر نبيل العربي مذكراته في كتاب عن دار الشروق بعنوان «طابا.. كامب ديفيد.. الجدار العازل» قدم فيه إطلالة واسعة للأحداث التى عاصرها وشارك فى جانب منها.

فقد كان الطريق لاسترداد طابا رحلة شاقة من العمل الدبلوماسى والقانونى، استغرقت نحو 7 سنوات، بدأت فى 25 أبريل 1982، مع رفع العلم المصرى على حدود مصر الشرقية عقب الانسحاب الإسرائيلى، وانتهت فى 15 مارس 1989، بعودة جزء عزيز من أرض سيناء إلى حضن مصر عقب معركة التحكيم الدولى، بفضل جهود كوكبة من الخبراء ورجال القانون والدبلوماسية والتاريخ المصريين الذين شكلوا اللجنة القومية لاسترداد طابا.

وفى كتاب نبيل العربي «طابا.. كامب ديفيد.. الجدار العازل.. صراع الدبلوماسية من مجلس الأمن إلى المحكمة الدولية»، قدم نبيل العربى سجلا لمجريات ملف المفاوضات المصرية ــ الإسرائيلية لاسترجاع طابا بوصفه رئيس الوفد المصرى فى تلك المفاوضات.

وعلقت اللجنة العلمية لمركز الدراسات التاريخية بدار الشروق على الكتاب فكتبت: المصداقية والشفافية والتلقائية تجمعت فى كتاب نبيل العربى فى مقدمة كتاب الدكتور نبيل العربى «طابا.. كامب ديفيد.. الجدار العازل.. صراع الدبلوماسية من مجلس الأمن إلى المحكمة الدولية».

وكتبت الدكتورة لطيفة محمد سالم مقررة اللجنة العلمية لمركز الدراسات التاريخية بدار الشروق قائلة : «إن ما كتبه الدكتور نبيل العربى لا يدخل تحت المذكرات، وإنما الذكريات التى تصاحبها رؤية تحليلية، ولم تكن تلك الأخيرة قد ران عليها الزمن، وإنما هى شاخصة فى ذاكرته، يستحضرها بسرعة فائقة وبجميع تفصيلاتها، ففى أثناء لقاءاتنا معه، كنا نرى ــ وهو يقص علينا ما كان يحدث وخاصة المتعلِّق بصعوبة التفاوض مع إسرائيل ــ كأنه ينقل لنا صورا قد التقطها بالأمس القريب. ومن ثم فإن المصداقية والشفافية والتلقائية تجمَّعت فى شكل كلمات وسطور وصفحات، تبيِّن وتوضح ماذا حدث فى صراعنا مع العدو، وتبرز كيفية التشدّد والتصلب معه، وما هى الطرق والمسالك والدروب التى توصل إلى تحقيق المراد، وهل يمكن الاستفادة من تجارب منْ سبقونا، وإلى أى مدى نستطيع تحقيق ذلك.

 

اقرأ أيضا:

فى الذكرى 42 لتحرير سيناء الطريق لاسترداد طابا محفوف بجهود دبلوماسية شاقة (1-3)

فى الذكرى الـ42 لتحرير سيناء.. الطريق لاسترداد طابا محفوف بجهود دبلوماسية شاقة (2-3)

فى الذكرى الـ42 لتحرير سيناء.. الطريق لاسترداد طابا محفوف بجهود دبلوماسية شاقة (3-3)

أحدث مقالات نبيل العربي

قراءات فى مذكرات نبيل العربى (طابا.. كامب ديفيد.. والجدار العازل) (الأخيرة)

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك