لم يكن يخطر في بال «روان» أن يتحول يوم أمس الأحد من رحلة روتينية إلى كليتها «تجارة إنجليزية بجامعة دمنهور» لسحب ملفها للتحويل إلى جامعة الاسكندرية إلى يوم صعب ينتهي بتقديم بلاغ ضدها في أمن الدولة وتهديدها بالفصل من الكلية.

بحسب رواية «روان أحمد حميدة» للأزمة من بدايتها، فقد تقرر فتح باب التحويل من جامعة دمنهور إلى جامعة الاسكندرية، فذهبت روان يوم السبت وفوجئت أنه يوم إجازة في قسم شئون الطلبة، فحضرت في اليوم التالي ولم تجد أحد أيضا وقيل لها هي وآخرين من الطلاب وأولياء الأمور بأن يتوجهوا إلى مكتب العميد.

قابل الطلاب وأولياء الأمور عميد الكلية محمد بلال وطلبوا منه سحب الملفات حتى يتمكنوا من التحويل لأن باب التحويل سوف يغلق يوم 28 من الشهر الجاري، فرفض وقال لهم "مش بدّي لحد ملفات، ومشي وسابنا واتجه لمحاضرته"، بحسب تصريحات روان.

تضيف روان في تصريحات لـ«الشروق»، "أول ما دخل المحاضرة، وقفنا أمام الباب وطلبنا من الأمن مقابلته مرة أخرى، فخرج وأصر على عدم السماح للموظفين بإعطائنا الملفات"، فردت روان في ذلك الوقت على العميد قائلة "فيه 11 طالب سحبوا ملفاتهم الخميس الماضي، فلماذا هم تحديدا؟!"، فرد العميد "دي كانت غلطة موظف".

هنا قاطعته روان وقالت له "لأ، أكيد الموظف ده مرتشي"، فغضب العميد من كلامها وأمر أفراد الأمن "اتصرفوا معاها"، بحسب كلام روان.

وصفت الطالبة بجامعة الدمنهور المشهد بعد أوامر العميد، قائلة "أحد أفراد الأمن مسكني من يدي وزقني، فتدخل الطلاب وأولياء الأمور ووقعت مشادات بالأيدي بين الطرفين"، مضيفة "الأمن مسكني أنا واثنين من أصدقائي الطلاب وحبسونا في غرفة، ثم طلبوا من الولدين أن يخرجوا ويتركوني وحدي، ولكن أحدهم رفض وصمم على البقاء معي، فضربوه بشكل عنيف أدى إلى كسر أصابعه، ثم ضربوني ومسكني أحدهم من صدري وشعري وأنا أصرخ حتى يخرجني أحد، ولكن كسر فرد الأمن مقبض الباب حتى لا أتمكن من الخروج".

في الوقت نفسه، "دفعني فرد الأمن الآخر ناحية شباك من الزجاج، فأصبت في يدي نتيجة كسره، ولكن هذا الجزء المكسور من الزجاج هو الطريقة التي استطعت أن أخرج بها من الغرفة"، على حد قول روان.

اتجهت روان إلى الدور العلوي، فحاول أولياء الأمور تهدئتها، ولكنها بمجرد أن لمحت فرد الأمن الذي مسكها من صدرها هجمت عليه، ثم توجهت إلى مكتب العميد هي والولدين الذين كانوا معها في الغرفة ليستنجدوا به.

ولكن مقابلة العميد كانت عكس توقعهم "أمر العميد الأمن بأن يخرج الطالبين الآخرين خارج مكتبه ورفض خروجي حتى لا أخرج من الكلية، وعندما طلبت منه أخرج حتى أعالج يدي من الزجاج الذي دخل فيها، رفض وتركني ساعة كاملة داخل المكتب".

قامت روان بتصوير مقطاع فيديو للأحداث، فحاول الأمن أن يأخذ هاتفها ولكنها رفضت.

بسبب سوء الأحوال الجوية بالاسكندرية أمس، تأخرت والدة روان في الطريق، وعندما وصلت طلبت مقابلة العميد ولكن الأمن رفض، ووقعت اشتباكات مرة أخرى "وأصيبت والدتي في يدها نتيجة الإعتداء علينا بالشوم".

واختتمت روان حديثها قائلة "ليس لدي أي طلبت سوى سحب ملفي، وقمت بتحرير محضر رقم 75ح بتاريخ 25-10-2015 قسم سيدي جابر ضد العميد، كما عرفت من أحد أفراد الأمن أنه حرر محضر ضدي وصعد الأمر إلى أمن الدولة مهددا بفصلي من الكلية خاصة بعدما عرف أني قمت بتصوير ما حدث".