الديمقراطية وسلفية الفكر وعبد الناصر والسادات في لقاء المثقفين السنوي بالإسكندرية - بوابة الشروق
السبت 6 يوليه 2024 9:36 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الديمقراطية وسلفية الفكر وعبد الناصر والسادات في لقاء المثقفين السنوي بالإسكندرية

هدى الساعاتي وإسماعيل الأشول:
نشر في: الأربعاء 26 ديسمبر 2018 - 1:39 م | آخر تحديث: الأربعاء 26 ديسمبر 2018 - 1:39 م

مصطفى الفقي: عواطفي مع عبد الناصر وعقلي وراء السادات
علي الدين هلال: لا ديمقراطية إلا بوجود مجال عام تتصارع فيه الأفكار
صلاح فضل: الطابع السلفي استشرى بين كثير من المثقفين


اختتمت مكتبة الإسكندرية، ظهر اليوم الأربعاء، فعاليات اللقاء السنوي للمثقفين، الذي استمر ليومين، بمشاركة واسعة لمثقفين مصريين وعرب.

وعقدت المكتبة جلسة افتتاحية، مساء أمس الثلاثاء، شارك فيها عدد من رموز الفكر والثقافة في مصر، وفي اليوم الثاني، شارك الحضور في 3 جلسات متوازية، ناقشت 3 موضوعات هي: «محنة اللغة والعربية»، و«تجديد الفكر في مصر»، و«إشكاليات الفن والثقافة».

وقال الدكتور مصطفي الفقي، رئيس مكتبة الإسكندرية إن المكتبة تحاول أن توازن بين دورها العالمي وبين امتداداتها على المستوى المصري والعربي والإفريقي.

وأضاف الفقي أن المكتبة تحتضن كل المؤتمرات المتصلة بالتنمية المجتمعية، مثل مؤتمر التعليم، وكذلك دعم المشروعات التي تخدم المجتمع انطلاقا من دورها المجتمعي، لافتا إلى أنهم وقعوا عقد للحصول على الوثائق والمقتنيات الخاصة بالراحل محمد حسنين هيكل، بما في ذلك الوثائق السرية والمحادثات بين الرئيس جمال عبد الناصر ورؤساء الدول.

وأشار رئيس المكتبة إلى أنهم احتفلوا بمئوية الرئيس أنور السادات، قائلا: "تاريخ مصر وحدة متصلة الحلقات فأنا عواطفي مع عبد الناصر، ومع ذلك أعتقد أن جزء كبير من عقلي يمضي وراء السادات"، لافتا إلى أنه كان رجل دولة بالمعني الحقيقي، وهو ثاني رجل دولة بعد محمد علي، فكان سياسي ومناور.

بدوره، قال الدكتور مفيد شهاب وزير التعليم العالي الأسبق، إن كل التحديات التي تواجهها مصر وكل الدول العربية لها جذور ثقافية، والتعامل الآن مع هذه التحديات يجب أن يكون من خلال تعامل جاد مع الثقافة.

وأشار شهاب إلى أن الحديث باعتبار الثقافة هي قضية النخبة، جعل الاهتمام بها يعود إلى الخلف رغم أن لها دور أساسي، فهناك علاقة بين التقدم والازدهار الثقافي والتقدم والازدهار في شتى المجالات، والواقع العربي يقول تاريخيا إن الفترات التي شهدت تقدما ثقافيا تزامن معها تقدما في كل المجالات.

ورأى شهاب أن قوة الدول لا تقاس أبدا بقدراتها العسكرية والاقتصادية فقط، ولكن تقاس بقدراتها الفكرية والمعنوية وعلى الإسهام في الحضارة الإنسانية.

وتابع: "لابد أن نقر بأن الثقافة العربية باتت مأزومة ولم يعد هذا محل خلاف ليس فقط بوضع الثقافة، ولكن بين كل المهتمين بتلمس طريق النهضة الحقيقية"، مشيدا بإطلاق العقد العربي للحق الثقافي 2018 – 2027 تنفيذا لقرار وزراء الثقافة العرب، الذي عقد بتونس قبل عامين، والذي يمكن أن يكون قاطرة نجاح في العمل العربي الوحدوي.

وواصل شهاب حديثه، قائلا: "طالما حلمنا في شبابنا تحقيق وحدة عربية سياسيا واقتصاديا، ولعلنا عندما نقترب من تقارب ثقافي عربي، يمكن أن نصل إلى تحقيق الوحدة العربية الحقيقية".

من جانبه، تحدث الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق، عن كتاب "مستقبل الثقافة في مصر" لعميد الأدب العربي دكتور طه حسين، والتي أعادت مكتبة الإسكندرية طبعه والاهتمام به، وذلك بعد مرور 80 عاما على إصداره.

ورأى عصفور أن هذا الكتاب هو أخطر كتاب ظهر في تاريخ الثقافة المصرية الحديثة، لما فيه من تصورات وأحلام للمجتمع ومستقبله، فهو عمل نادر لا تكرر إلا كل قرن.

وقال: "إن هذا الكتاب مكتوب منذ 80 عاما، ولكن عندما تقرأه تشعر أن طه حسين كتبه الآن، فهو تحدث مرتبطا بواقعه ومستقبل الثقافة في بلده، مركزا في الدرجة الأولى على العوائق التي من الممكن أن تعوق حركة الثقافة في مصر".

في سياق متصل، تحدث الدكتور علي الدين هلال أستاذ العلوم السياسية، وزير الشباب والرياضة الأسبق، عن إشكاليات الثقافة وتعريفاتها، مشيرا إلى أن الثقافة المصرية هي ثقافة سماعية.

وقال هلال إن المجال العام في مصر ضيق ومحدود، بسبب هيمنة الخطاب الديني على المجال العام، فالخطاب الديني أصبح جزءا من أي موضوع، متابعا: "أعتقد أنه لا تقدم ولا استنارة ولا ديمقراطية إلا بوجود مجال عام تتصارع فيه الافكار وتتنافس فيه الاجتهادات، والتي لا يملك أحد باجتزاءه في نص أو اقتباس، بل هو فكر واجتهاد بشري".

وأضاف أن الجميع منشغل بمعارك الماضي أكثر من الانشغال بالحاضر والمستقبل وهي معارك المنتصر والمهزوم فيها سيان، مشيرا إلى أنه عند الحديث عن معركة التقدم والاستنارة والتخلف فيقل فيها الحديث.
من جانبه طالب الناقد الأدبي الكبير الدكتور صلاح فضل، بضرورة انشاء مشروع ثقافي جديد، قائلا:" أن الطابع السلفي استشرى بيننا ليس لدي العوام فقط ولكن لدى الكثير من المثقفين"، لافتا إلى أن هناك طابع استبدادي في الثقافة المصرية مع أننا من أوائل الدول التي نشدت الحرية والديمقراطية ولكن ثقافتنا لا تملك النظام الذي يمكن أن يحرض على الإبداع.
وتابع :"لكي يمكن أن نتمثل بشكل واضح نظاما ثقافيا عربيا جديدا لابد أن نقسم القطاعات الثقافية وهي تنقسم إلى أربعة قطاعات".
ودعا مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية أسامة الأزهري، إلى طي صفحة الاحتقان والتناحر بين أبناء الوطن، وعمل ورش ولقاءات علمية لنزع فتيل التعصب، مضيفا :"أدعو جميع أبناء الوطن إلى عمل حوار علمي فلا تقدم للوطن بدون حوار علمي يقبل الرأي والرأي الآخر".
وتابع:" هيا بنا إلى تعليم جديد يتبني هذه القيم القائمة على التسامح والحضارة والعمران والتقدم والتمدن والعلم والتعليم والصناعة والتكنولوجيا وتعارف الحضارات وليس صدامها".
بدورها قالت الإعلامية الدكتورة درية شرف الدين، إن حال الثقافة في مصر سيئ ولا يليق بمصر ولا بتاريخها، موضحة أن الثقافة الجماهيرية التي تمس عموم الناس تتمثل في السينما والمسرح والاذاعة والتليفزيون، متسائلة:" هل ما تقدمه السينما من أفلام تليق بمصر وهل المسرح المصري بحالة جيدة؟".
وتحدث أستاذ العلوم السياسية أحمد يوسف، عن أهمية قمة الثقافة العربية التي من المقرر أن تعقد خلال العام المقبل، مشيرا إلى أن الأوضاع الثقافية العربية ف منتهي السوء ولكن هناك أمل في أن يخلق العمل الثقافي العربي المشترك نوع من التقارب رغم التحديات التي ستواجه هذا العمل.
وقال إنه لديه هاجس قوي أن يتم تأميم هذه القمة ومن هنا لابد أن يكون للمثقفين دورهم، وهي محاولة توصيل رسالة المثقفين إلى المستوى الرسمي. ومحاولة عقد قمة عربية غير رسمية لمناقشة الأوضاع الثقافية العربية.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك