اعتاد المتهم أسامة البالغ من العمر 31 عاما، على البلطجة وفرض الإتاوة على أصحاب المحلات التجارية بالمنطقة، بالإضافة إلى تعاطيه المواد المخدرة، الأمر الذي تسبب في إدخال الرعب في قلوب الجميع: "الكل بيخاف منه ويعمل له ألف حساب"، ليقرر الأهالي باللجوء إلى والده المقيم في منطقة القومية للتدخل لفض تلك المهزلة.
ونظرا لطيبة قلب الأب وعلمه بسوء خلق ابنه الذي طرده من شقتهم بإمبابة.
وقبل وقوع الحادث، هرول الأب غاضبا من أفعال نجله بصحبة ابنته وزوجته لوقف تلك الوضع السيء، ولكن لم يعلم الأب أن حياته هي الثمن، فحين التقى ابنه بدأ الجدال حول الحصول على المال، لتبدأ مشادة كلامية استل على إثرها المتهم سلاحا أبيضا "مطوة" يحمله بملابسه.
ووجه الابن العاق عدة طعنات لوالده على إثرها سقط جثة هامدة ولفظ أنفاسه الأخيرة، لتدخل الابنة الأربعينية بالصرخات ومحاولة إسعاف والدها، فلم تلقِ إلا طعنات بجسدها من قبل المتهم، لتسقط هي الأخرى غارقة في دمائها بجانب جثة أبيها ويختلط دمائهما معا.
صرخات فزعة من الأم في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، حولت حال شارع أبو بكر الصديق في أرض الجمعية بمنطقة إمبابة من الهدوء الذي يغلب عليه كل يوم إلى ضجيج فرضه الحادث البشع، هرول الأهالي ناحية الصرخات لاستبيان ما في الأمر فلم يجدا إلا الأب والابنة والدماء تنزف من أنحاء جسدهم، والمتهم ممسكا بمطواه وملطخ الدماء.
الكل واقف لا حول ولا قوة خائفين من هول الموقف، فلم يملكون إلا إبلاغ الأجهزة الأمنية، التي انتقلت على الفور لمحل البلاغ، حمل الأهالي الفتاة على الأكتاف محاولين إنقاذها لكن فور وصولها المستشفى علم بوفاتها، لتبدأ القوات في كشف ملابسات الواقعة، وضبط المتهم واقتياده لديوان القسم، ونقل الجثث إلى المشرحة تحت تصرف النيابة.
وتوصلت التحريات أن المتهم طلب من أسرته المال لشراء المواد المخدرة، ولكنهم رفضوا وعلى إثر ذلك استل سلاح أبيض مطواه، وطعن والده 5 طعنات و3 طعنات لشقيقته.
ويقول أحد الجيران، إن تلك الأسرة تقيم منذ 30 عاما فلم نرِ منهم إلا الخير، لكن المتهم يعرف عنه بسوء الخلق.
وأشار إلى أن المتهم طرد أسرته من الشقة، ومن هنا بدأ يعيش بمفرده، ليزداد الأمر سوءًا بالبلطجة وفرض الإتاوة بأخذ المال من أصحاب المحلات التجارية حتى حارسي العقارات كان لهم نصيب من تلك الإتاوة.
وأضافت الجارة، في حديثها لـ"الشروق"، أن المجني عليها الثانية شقيقة المتهم لأبيها فقط، وأنه قبل وقوع الحادث بأسبوعين طعن المتهم شقيقه الأكبر ليسبب له جرح غائر بالظهر على إثرها تم القبض عليه، لكن شقيقه تنازل عن المحضر ليفرج عنه وتقع تلك الجريمة البشعة.
أما عن يوم الحادث المشئوم تقول، إن المتهم لم يكتف بقتل والده وشقيقته داخل الشقة، بل سحل جثة والده من الطابق التالت إلى مدخل العقار، "الدم غرق الدنيا كلها"، وأن المتهم هدد الجميع بعدم التدخل: "كلنا كنا خايفين دا قاتل أبوه وأخته"
وتلقى ضباط مباحث قسم شرطة إمبابة من غرفة النجدة، بلاغا يفيد بوقوع جريمة قتل والعثور على رجل مسن وابنته غارقين في دمائهما، وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية مدعومة بسيارات الإسعاف لمحل البلاغ.
وتبين وجود جثة مسن ونجلته، بهما عدة طعنات، وأن وراء ارتكاب الواقعة نجل المجنى عليه، نقلا الجثث إلى المشرحة تحت تصرف النيابة.
تمكنت القوات من ضبط المتهم، وتحرر المحضر اللازم بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيقات.