الاتحادية والپاستور.. كتاب يحلل مسار العلاقات المصرية ـ الإيرانية من عبد الناصر إلى پزشكيان - بوابة الشروق
الخميس 30 يناير 2025 7:21 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

الاتحادية والپاستور.. كتاب يحلل مسار العلاقات المصرية ـ الإيرانية من عبد الناصر إلى پزشكيان


نشر في: الإثنين 27 يناير 2025 - 2:23 م | آخر تحديث: الإثنين 27 يناير 2025 - 2:23 م

صدر حديثًا للدكتور محمد محسن أبو النور، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، كتاب "الاتحادية والپاستور.. العلاقات المصرية ـ الإيرانية من عبد الناصر إلى پزشكيان 1952 ـ 2025"، الذي يحلل مسار العلاقات بين القاهرة وطهران خلال الفترة الزمنية الممتدة من قيام ثورة يوليو عام 1952 حتى يناير من العام 2025.

ويتتبع هذا الكتاب الفصول الدرامية في العلاقات المصرية ـ الإيرانية، بدءًا من الصدام بين البلدين في عهد عبد الناصر، ثم الوفاق في عهد السادات، ثم الصدام مرة أخرى في عهد الجمهورية الإسلامية بزعامة الخميني، وصولًا إلى النفور في عهد مبارك، وانتهاءً بالتقارب والتنسيق والاستكشاف في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ عام 2014 وما بعده.

وتعزز ذلك التقارب والتنسيق في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي على نحو واضح خلال فعاليات قمة الدول الإسلامية النامية الثماني التي عُقدت في القاهرة في ديسمبر من العام 2024 بمشاركة إيران على مستوى القمة، وفقًا للكتاب الصادر عن دار جسور، والذي يقع في نحو 550 صفحة من الحجم المتوسط.

يقول الكاتب على ظهر غلاف الكتاب، الذي صممه الفنان التشكيلي حسين جبيل: "لقد كنت مشغولًا طوال الوقت بتتبع ما يدور في كواليس السياسة بالقاهرة وطهران، وفي ما يجري بداخل الغرف المغلقة في دوائر الحكم بالعاصمتين الكبريين، وتتبع ما وراء الأحداث وتحليل مضمون المواقف المعلنة وفهم ذلك من صناع الأحداث أنفسهم، وشرح ما يفكر فيه الساسة وصناع القرار ومتخذيه في قصور الحكم؛ لذلك وقع اختياري على "الاتحادية والپاستور" عنوانًا لهذا الكتاب، بحكم أن أغلب القرارات المركزية في معظم فترات التاريخ التي تعرض لها الكتاب اتُّخِذَتْ في "قصر الاتحادية" بمصر منذ عهد السادات وحتى الآن، وبحكم أن القرار في إيران على مستوى رئاسة الجمهورية يصنع كذلك في مبنى أو "قصر الپاستور" في العاصمة طهران".

وقد قسّم الكاتب هذا العمل الضخم إلى بابين، يضم كل باب منهما خمسة فصول. شرح في (الباب الأول) كل تفاصيل العلاقات المصرية ـ الإيرانية في عهد الشاه محمد رضا بهلوي، مع التركيز في (الفصل الأول) على العلاقات المصرية ـ الإيرانية إبان ثورة 23 يوليو 1952 وبداية تفاعل العلاقات منذ قيام ثورة 23 يوليو لعام 1952 وحتى العام 1967. وفي (الفصل الثاني) تناول مسألة العلاقات المصرية ـ الإيرانية في ضوء صراع القوى الكبرى، ومحاولات القوتين العظميين مد نفوذهما إلى الشرق الأوسط، والموقف المصري والإيراني من سياسة الأحلاف والتكتلات.

أما (الفصل الثالث) فتناول العلاقة بين الرئيس السادات وشاه إيران وأثرها على علاقات الدولتين، في خضم تحسن العلاقات بين النظامين السياسيين في البلدين، ثم الاتصالات المباشرة بين الزعيمين. وكان للموقف الإيراني من القضية الفلسطينية وأثره على العلاقات بين البلدين مكان خاص في الكتاب، إذ تناول (الفصل الرابع) بالشرح والوصف والتحليل أسباب موقف إيران من العدوان الإسرائيلي على مصر في الخامس من يونيو عام 1967 ونتائجه، ثم معطيات تغير الموقف الإيراني تمامًا من القضية المصرية في حرب السادس من أكتوبر عام 1973، والدعم الإيراني لمصر، ومكتسبات إيران في عهد الشاه من الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية، وكيف استطاع جمع ثروة طائلة من حصيلة بيع المنتجات النفطية جعلت وسائل الإعلام تصفه بـ"إمبراطور البترول"، في تلك الفترة التي امتنع فيها العرب عن تصدير النفط إلى الدول الحليفة لإسرائيل، خاصة الولايات المتحدة وأوروبا.

واستعرض الكتاب في (الفصل الخامس) العلاقات المصرية ـ الإيرانية الاقتصادية، والثقافية، والاجتماعية، في الفترة الواقعة بين عامي 1970 و1980، التي أخذت في التطور على نحو بارز، ومثّلت أشكالًا من التعاون بين البلدين، أدت في النهاية إلى زيادة متانة العلاقات بينهما على صعيد السياسة خلال تلك الحقبة التاريخية.

واشتمل (الباب الثاني) الذي حمل عنوان "العلاقات المصرية ـ الإيرانية في عهد الجمهورية الإسلامية" على خمسة فصول أيضًا، وتناول في (الفصل السادس) الموقف المصري من الثورة الإيرانية 1979. أما (الفصل السابع) فحاول تتبع العلاقات الإيرانية ـ المصرية في ضوء معاهدة السلام والحرب العراقية، خاصة أن الفترة الواقعة بين عامي 1978 و1981 تُعتبر واحدة من أهم الفترات التاريخية بسبب ما شهدته العلاقات الثنائية خلالها. فقد بدأت بتوقيع اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل يوم 17 سبتمبر 1978، ومرت بتوقيع معاهدة السلام المصرية ـ الإسرائيلية يوم 26 مارس 1979، ونجاح الثورة الإيرانية ضد الشاه محمد رضا بهلوي يوم 16 يناير 1979، وإيواء مصر له على أراضيها حتى وافته المنية يوم 27 يوليو 1980، ثم قرار آية الله الموسوي الخميني قطع العلاقات مع مصر يوم 3 مايو 1979 على خلفية توقيع معاهدة السلام، وانتهاءً باغتيال الرئيس محمد أنور السادات يوم 6 أكتوبر 1981 وما تبعه من رد فعل إيراني احتفائي بقاتله خالد الإسلامبولي.

ثم أفرد الكتاب (الفصل الثامن) للحديث عن العلاقات الإيرانية ـ المصرية في عهد الرئيس مبارك 1981 ـ 2011، حيث تسببت القطيعة الدبلوماسية في انخفاض وتيرة التفاعل بين البلدين إلى الحد الأدنى.

وخصص الكتاب (الفصل التاسع) لتحليل العلاقات المصرية ـ الإيرانية بين ثورتي يناير 2011 ـ يونيو 2013. وأخيرًا حاول (الفصل العاشر) سبر أغوار العلاقات المصرية ـ الإيرانية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ توليه الحكم في قصر الاتحادية يوليو 2014 حتى يناير 2025. وقد مرت العلاقات المصرية ـ الإيرانية في عهد السيسي بحالة سكون لم تشهد فيها العلاقات بين البلدين توترًا، بل ظلت في حالة ترقب دائم، خاصة من جانب إيران، التي غيّرت نهجها سريعًا تجاه ثورة الثلاثين من يونيو 2013، على عكس المواقف التركية التي لم تتغير إلا بعد مضي سنوات.

وفي عهد السيسي، اتسمت العلاقات المصرية ـ الإيرانية بتلاقي وجهات النظر في العديد من الملفات، منها على سبيل المثال الرغبة المشتركة في الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السورية. وفي الأزمة السورية تحديدًا، كانت مصر الوسيط النزيه لدى أطراف الصراع فيما يتعلق بالهدنة، مع تطابق موقفي البلدين بخصوص الأزمات الإقليمية إبان سقوط نظام الأسد في دمشق يوم 8 ديسمبر 2024 وما تلاه.

يُشار إلى أن الدكتور محمد محسن أبو النور هو باحث خبير في الشؤون الإيرانية، يعمل رئيسًا للمنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، وهو حاصل على درجتي الدكتوراه والماجستير في التاريخ الإيراني المعاصر. كما أنه عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، وعضو اتحاد المؤرخين العرب، وعضو الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، وعضو الجمعية العمومية بنقابة الصحفيين. وقد نشر نحو 50 كتابًا وبحثًا متخصصًا في تحليل تفاعلات إيران داخليًا وخارجيًا، مع تركيزه على العلاقات المصرية ـ الإيرانية، كما يتضح من هذا الكتاب.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك