"إجازة لفترة الحيض".. ربما جملة غير معتادة في مصر ولكن بعض الدول انتبهت للأعراض والآلام التي تمر بها المرأة خلال تلك الفترة، فأقدمت على منح إجازات للعاملات في هذه الفترة، مع اختلاف القانون المنظم لكل بلد، ومن تلك البلدان تيوان واليابان وايطاليا والفلبين.
وطرحت الفكرة في مصر من خلال مجموعة من النساء، أثناء تدريب "الجندر داخل غرف الأخبار"، والذي أقامه الاتحاد الدولي للصحفيين في مصر، ولم تظل الفكرة داخل القاعة التي أقيم فيها التدريب بل خرجت لساحات النقاش على موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك"، حيث حدثت نقاشات مختلفة بين السيدات حول الفكرة وإمكانية تطبيقها والمعوقات التي تواجهها.
وعن أسبابهن في المطالبة بهذه الإجازة تحدثت "الشروق" لبعض السيدات، تقول "أوليفيا محسن": "أؤيد بالتأكيد وجود إجازة للمرأة أثناء فترة الحيض حتى وإن كانت أول يوم فقط منها، ولكن عندي بعض التخوفات من كون هذا الطلب قد يُعد معوق أو أداة تستخدم للتقليل من أداء المرأة وقدرتها على العمل".
بينما قالت "رباب عزام": "موافقة جدا على هذا المقترح ولكن مع وجود أمرين الأول هو إجازة موازية خاصة بالرجال أيضاً، والثاني إيجاد طريقة لتعويض فترة الإجازة للمساواة ولكي لا يشعر الرجال أننا مميزون عنهم".
بينما عرضت "نهى لملوم" الفكرة من جوانب مختلفة، فقالت: "الموضوع يحمل أكثر من وجه البعض قد يراه تحيز وتمييز إيجابي للمرأة العاملة على حساب الرجل بمنحها إجازة أثناء الدورة الشهرية، والبعض الآخر قد يرى أنه نوع من تطبيق النوع الاجتماعي داخل بيئة العمل، لأن المرأة لها طبيعة بيولوجية خاصة زى الحمل والرضاعة واللى بيتطلبوا إجازات منحها القانون لها وتضيف لكننا هنا أمام أمر يعتبره المجتمع "عيب" الكلام عنه بالتالى لن يتقبل طرحه من الأساس، ولكننا إذا نظرنا إلى تجارب الدول الأخرى نجد مثلا اليابان كوريا الجنوبية إيطاليا والفلبين وغيرهم أقروا بهذا النوع من الإجازات لكن منهم جعلها بنصف أجر ومنهم من جعلها إجازة ولكن ليست كل شهر والبعض اشترط تقرير طبي يثبت ما تعانيه المرأة من الآم".
وقالت إيمان عوف: "أوافق ولكن في وجود إطار تغيير ثقافة ووعي مجتمعي حقيقي عن الطبيعة البيولوجية للنساء، فقد تكون المرأة ذاتها معوق لتلك الفكرة نتيجة لإحساسها بالخجل".
وتحكي حنان الجندي: "أخشى من الفكرة نتيجة لنظرة المجتمع، رغم أنه أمر طبيعي ولا يوجد به خجل، وأن الله عز وجل رفع بعض المهام عن المرأة أثناء فترة الحيض، ولكن المجتمع له رأي آخر لذلك أرى أن من الأفضل أن تستغل المراة رصيد إجازتها المرضى العادي دون الإعلان عن سبب الإجازة".
وكان رأي الدكتور إبراهيم عبد الرشيد أستاذ الطب النفسي، أن من الأفضل العمل في هذه الفترة، لأنه يساعد في التحكم في الأعصاب وتفريغ الطاقة السلبية داخل المرأة في مرحلة متقلبة الهرمونات، وقد تكون الإجازة ذات تأثير سلبي وليس مساعد لها.