- أتمنى تقديم فيلم من إخراج تارانتينو.. وأن يجمعنى عمل مع أنتونى هوبكنز
جمع الفنان الروسى العالمى ميخائيل جوريفوى بين عراقة المسرح وسحر السينما فى هوليوود؛ أنشأ مسرحه الخاص بروسيا عام 1996، وقدم عددًا من الأفلام العالمية، منها «bridge of spies» مع النجم توم هانكس و«die another day» مع بيرس بروسنان نجم أفلام جيمس بوند، كما شارك فى عدد من المسلسلات التليفزيونية العالمية؛ ومنها «genius» و«Ekaterina». ومن موقعه كمخرج مسرحى قدم رؤى إخراجية مبتكرة لنصوص كلاسيكية وحديثة، فهو نموذج فريد للفنان الأكاديمى المحترف، الذى يجمع بين التنظير والتطبيق وبين التعليم والأداء.
ميخائيل جوريفوى كرمه مهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى أخيرًا فى دورته التاسعة، والتقته «الشروق» فى كواليس المهرجان، وأجرت معه حوارًا حول رحلته الفنية، وعلاقته بالمسرح، وكيف كانت بدايته مع السينما العالمية، وأهم الشخصية التى غيرت مساره بين حين وآخر.
يقول ميخائيل جوريفوى: «سعيد بتكريمى من مهرجان شبابى مصرى، والشباب هم المستقبل ولدىّ مسئولية اتجاههم، خاصة بعد أن أصبح لدىّ مسرحى وفرقتى المسرحية، والتى أغلبها تقريبًا من الشباب، والذين قدمت بهم العديد من العروض المسرحية وخاصة بمسرح الطفل، والذى أراه مهمًا جدًا، وهو حجر الأساس لجيل قادم، والتكريم فى مدينة شرم الشيخ، التى زرتها قبل 20 عامًا كسائح، اليوم جئت لها كمكرم، والتى تشعرنى أجواؤها بالدفء والراحة، والواقع أن مصر خرجت منها الثقافة من قديم الأزل».
وأتمنى أن أشارك بفريقى فى الدورة العاشرة من المهرجان الذى آراه يصنع حالة من الاتصال بين الثقافات المختلفة والاطلاع عليها، والاستفادة بكل فعلياته من ورش وندوات وعروض مسرحية، وقدمت خلال فعاليات المهرجان ورشة «الممثل بين السينما والمسرح» طرحت بها منهجى فى التمثيل، وكيفية قراءة النص المسرحى، والوقوف على خشبة المسرح، وكيف يكون متصلًا بالجمهور، وفى نفس ذات الوقت يكون داخل الشخصية التى يلعبها دون أن ينفصل عنها أو عن الجمهور.
< كيف تابعت عروض المهرجان؟
- حرصت على حضور فعاليات المهرجان وخاصة العروض المسرحية، وكان مستوى العروض المصرية جيدة، فشاهدت العرض الذى فاز بأفضل عرض متكامل «مائة وثلاثون قطعة» وعلى الرغم من حاجز اللغة، لأنه باللغة العربية الفصحى، إلا أن ابنى الروحى المخرج جمال السروى ساعدنى فى فهم العرض، التى كانت رؤيته البصرية معبرة، وجعلتنى أفهم أحداثه من فكرة السفينة التى تتفكك على المسرح وتتحرك أجزاؤها مع حركة الممثل، إلى جانب البشرة السمراء للمثلين فى العرض وملابسهم، جعلتنى أفهم أن القصة ترتبط بالعبيد، وهو مستوحى من قصة حقيقية، كل هذه الأشياء جعلتنى مستمتعًا بالعرض وسعيد بمستوى هؤلاء الشباب الموهوبين.
< حدثنا عن بدايتك فى روسيا؟
- درست التمثيل والإخراج فى مدرسة موسكو للفنون المسرحية، بعد تخرجى فى استوديو المسرح سوفريمينيك، تخصصت فى مناهج ستانسلافسكى وتتطبيقاتها المعاصرة، ثم أنشأت عام 1996 مسرحى الخاص «مصنع الأحداث المسرحية»، ونقدم مختارات من الأدب الروسى المحلى، والتى يراها المشاهد الروسى شديدة المتعة، وداخل الفرقة أكون مسئولًا عن تدريب الممثلين وإعداد وإخراج العروض المسرحية.
< وماذا عن التحول من المسرح إلى السينما العالمية؟
- منذ طفولتى كنت أشعر بأننى سأصبح ممثلًا، وعندما حاولت الالتحاق بمدرسة موسكو للفنون المسرحية، لم أقبل بها فى أول سنة، وشعرت بالتوتر والإحباط وقتها، والآن أشكر هذه الصدفة فى حياتى، لأنها جعلتنى أعمل فى المسرح كعامل إضاءة لمدة عام كامل، وفى هذا العام تشربت بتفاصبل العمل فى المسرح، واكتسبت خبرة وبعد هذا العام تم قبولى فى مدرسة سانسلاسكى ومعهد إمخات، ودرست فيهما 4 سنوات، وكنت محظوظًا بأساتذتى، ومن دفعتى ظهرت مجموعة مهتمين بالمسرح الحديث.
وأرسلنى القدر إلى أمريكا، كنت مسافرًا بحثًا عن المستقبل، لكننى لم أتمكن من العودة لمدة ثلاث سنوات، وهناك تعلمت اللغة سريعًا، لكنى عدت إلى موسكو، وفتحت المسرح الخاص بى، وبالتوازى بدأت أقدم أفلامًا ومسلسلات تليفزيونية.
وأول مرة أشارك فيها فى السينما العالمية كان من خلال فيلم جيمس بوند، حيث أهدتنى الحياة كثيرًا من الهدايا الغريبة، شاب روسى يتعامل مع توم هانكس وسبيلبيرج وجاكى شان، إلى أن أصبح لدى أكثر من 30 عملًا سينمائيًا عالميًا، وفى روسيا أكثر من 250 عملًا ما بين السينما والمسلسلات والمسرح.
< وما الشخصية التى غيرت مسارك الفنى؟
- بيرس بروسنان بطل أفلام «جيمس بوند»، لأنه أثناء تصويره للفيلم قرر أن يؤدى مشهدًا «أكشن» بنفسه، ولم يكن صعبًا ويحتاج إلى دوبلير، وبالصدفة قدمه كُسرت، وبالتالى تغير جدول التصوير، وكان الممثل الروسى فيكتور سوخوروكوف، هو الذى سيقدم شخصية فلاديمير بوبوف، ولانشغاله بأعمال أخرى، لم يستطع أن يصور فى مواعيد التصوير الجديدة بعد شفاء بيرس بروسنان، وبالتالى بدأوا سريعًا فى البحث عن بديل، وقاموا بالإعلان عن كاستينج، ولأننى كنت جاهزًا فنيًّا وأتحدث اللغة الإنجليزية، تم اختيارى، وهذا الدور الذى جاء بالصدفة غيّر لى مسار حياتى، وأدخلنى السينما العالمية، وتوالت الأعمال بعد هذا الفيلم مع كبار النجوم منهم توم هانكس وجاكى شان وآخرون لذلك أستكمل نصائحى للشباب، وأُكد أن كل شخص سيأخذ فرصته، أهم شىء ألا تضيع منه هذه الفرصة، ويجب أن تكون جاهزًا لهذه الفرصة التى قد تأتى من أى زاوية غير متوقعة.
< هل هناك فرق بين التمثيل فى المسرح والسينما؟
- يختلفان بشدة عن بعضهما البعض، ربما يعتقد البعض أن الممثل يمثل بشكل واحد، لكن فى الواقع هذا غير صحيح، وليس معنى أن هناك ممثلًا جيدًا فى المسرح يجب أن يكون كذلك فى السينما والعكس صحيح، ممثل المسرح احتكاكه المباشر بالجمهور وبالنص الذى يلعبه ويصدره للمشاهد بشكل مباشر يجب أن تكون لديه خبرة معينة، أما فى السينما فالأمر أشبه بلعبة «البازيل»، فمن الممكن أن يكون أول مشهد تمثله فى الفيلم سيعرض فى آخره أو فى منتصفه وهكذا، فالتصوير ليس بتسلسل الأحداث، فأنت كممثل يجب تكون قادر على فك هذه «البازل» واستخدامها فى الوقت المطلوب لها.
وأرى أن السينما أصعب من المسرح لأن فى السينما المشهد الذى يتم تصويره النهائى لا يمكن أن نغيره، لكن فى المسرح من الممكن تغيير ذلك فى الليلة التالية للعرض، وفى المسرح هناك مشاهد حى يتنفس أمامك، من الممكن أن يكون بينكما اتصال مباشر وتحصل منه على كل المشاعر التى عنده أو تُصدّر له غيرها، لكن فى السينما، هناك فريق تصوير من الزملاء فى المهنة غير متفاعلين معك، وحلمهم الوحيد أن ينتهى يوم التصوير.
< ومن النجم العالمى الذى تتمنى أن يجمعك عمل معه؟
- كنت أتمنى أن أقدم فيلمًا من إخراج كوينتن تارانتينو، لكن أعتقد أنها أمنية غير قابلة للتحقيق، لأنه أعلن أنه لن يخرج أفلامًا أخرى، وأتمنى أن يرجع عن قراره هذا حتى تتحقق أمنيتى، كذلك أتمنى أن يجمعنى عمل سينمائى مع الفنان أنتونى هوبكنز.
< هل أنت متابع للفن المصرى ومَن مِن النجوم المصريين تعرفهم؟
- للأسف لست متابعًا للفن المصرى والعربى، لكننى الفترة المقبلة سأحاول أن أكون متطلعًا على ذلك أكثر، لكننى أعرف جيدًا عمر الشريف فهو من كلاسيكيات السينما، وهو فنان عالمى.
< هل لديك أعمال جديدة فى السينما الأمريكية؟
- تركيزى أكثر هذه الفترة مع مسرحى وفرقتى المسرحية بروسيا، وبالتوازى مع ذلك أقدم أفلامًا سينمائية ومسلسلات تليفزيونية بروسيا، وعملى كأستاذ التمثيل بجامعة السينما الحكومية الروسية، فالمسرح بمفرده غير مجدٍ ماديًا.