-شيخ الأزهر حريص على كرامة مستحقي الزكاة ولا تصوير لحالة إلا بإذنها، وكلام رئيس «الأورمان» عن عدم وجود فقراء حماسي
-نقدم 30 مليون جنيه إعانة شهرية لـ85 ألف حالة اجتماعية ونتدخل لدفع مبالغ دائني الغارمين لأن القضايا «حبالها طويلة»
قال الأمين العام لبيت الزكاة والصدقات المصري صفوت النحاس، في حوار لـ«الشروق»، إن شيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب حريص على كرامة مستحقي الزكاة ولا يسمح بالتصوير لأي حالة إلا بإذنها، مؤكدًا أهمية تجربة صندوق «تحيا مصر» في هذا المجال هامة، كشريك أساسي في المشروعات الخدمية، مشددًا في الوقت ذاته أن البيت لا يقوم بعمل الحكومة.
وشدد «النحاس»، في حوار لـ«الشروق»، على أهمية التعاون العربي في مجال العمل الخيري، خاصة في رعاية الأطفال بلا مأوى، معتبرًا أن حديث رئيس جمعية الأورمان عن عدم وجود فقراء في مصر حماسي، لأن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء لديه حصر بالفقراء بالاسم.
وإلى نص الحوار:
• ما هي استراتيجيات بيت الزكاة والصدقات المصري الإعلانية لهذا العام؟
ــ فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب، يؤكد دومًا في أي اجتماعات له معنا، على الحفاظ على كرامة مستحقي الزكاة، سواء في حالات تيسير الزواج أو غيرها لكل الحالات بجميع أشكالها، ويُشدد على كرامة الحالات، ولا يتم تصوير حالة إلا بإذنها وموافقتها، وهو ما جرى مع حالات كثيرة منها حالات أهالي قرية الروضة في شمال سيناء.
وبيت الزكاة يستهدف أمرين، تعريف الناس بأهمية فريضة الزكاة وعلى ماذا تدفع، والتعريف بمشروعات البيت وإلى أين تذهب أموال المتبرعين، ونحن نحاول أن نوعي الناس بدفعها على العقارات والذهب والفضة والمعادن، والزراعات والحيوانات، وما يميزه أنه تحت إشراف شيخ الأزهر الشريف، بجانب تشكيل مجلس أمنائه من شخصيات هامة وذات خبرة وتاريخ، بالإضافة إلى أنه يعمل في مصارف الزكاة الثمانية وليس مصرفا واحدا.
•وكيف تُقيم تجربة صندوق «تحيا مصر» في العمل الخيري خاصة أن المفتي السابق الدكتور علي جمعة حث على أداء فريضة الزكاة عبر التبرع له؟
تجربة صندوق «تحيا مصر» هامة جدًا وله مشاريع قوية، خاصة في مجال مشاريع الأحياء السكنية لنقل سكان العشوائيات، مثل الأسمرات، ومشروع أهالينا للإسكان الاجتماعي، الذي ساهمنا فيه كبيت للزكاة، بتجهيز جميع الوحدات السكنية بالآثاث كاملًا.
كما يشارك بيت الزكاة مع صندوق تحيا مصر في تجهيز مركز لعلاج الفيروسات الكبدية في محافظة الأقصر، إذ تكفلنا بتوفير العقاقير الطبية لعلاج المرضى بتكلفة 100 مليون جنيه لعلاج 70 ألف حالة، ونشارك في أي مجال للتعاون مع الصندوق، ولدينا شراكة في عملنا مع بنك الطعام المصري في مجال مشاريع إفطار الصائم، وتوزيع حقائب رمضان.
•ماذا عن مشاريع بيت الزكاة الخاصة بدعم القرى الأشد فقرًا.. إلى أين وصلت ومن أين تحصلون على إحصائياتكم؟
ــ نعتمد على إحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عن أكثر 3 قرى فقيرة في كل محافظة، والمحافظ يخصص لنا قرية نعمل عليها، وبعد عيد الفطر بدأنا في محافظات الوجه البحري، بعد أن بدأنا في الوجه القبلي أولًا، ولم تتبق لنا سوى محافظتي الفيوم والجيزة.
•كيف رأيت تصريح رئيس جمعية الأورمان اللواء ممدوح شعبان بشأن عدم وجود فقراء في مصر؟
ــ ظني أنه تصريح حماسي، لأن الفقر ظهر في تقرير الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء الخاص بالتعداد السكاني، والجهاز لديه حصر بالفقراء بأسمائهم فردا فردا.
•ماذا عن الإعانات الشهرية التي يقدمها بيت الزكاة للأسر التي لا دخل لها؟
ــ نقدم 30 مليون جنيه شهريًا لـ85 ألف حالة اجتماعية، بما يصل إلى 360 مليون جنيه إعانات سنوية.
•وكيف تقيّم التعاون العربي في هذا المجال؟
ــ وجود رئيس بيت الزكاة الكويتي في تشكيل أمناء بيت الزكاة المصري، يأتي لخبرة البيت العريقة والقديمة منذ ربع قرن في خدمة ورعاية الأطفال الأيتام بعدد يقارب 40 ألف طفل.
كما أن لدينا مشاريع مشتركة مع المؤسسة العالمية الخيرية بالبحرين، في بناء وحدة صحية في قرية بلقطر في محافظة البحيرة، بجانب بناء معهد لتدريب الفتيات على أعمال التمريض في محافظة بورسعيد، وبدأنا الإنشاءات فيه الآن على مساحة 10 آلاف متر مربع، والهدف الأساسي لعضوية البحرين والإمارات والكويت هو الاستفادة من خبراتهم الكبيرة في المؤسسات الخيرية.
•ماذا عن عضوية رئيس اتحاد الصناعات ورئيس ائتلاف دعم مصر محمد السويدي في مجلس أمناء بيت الزكاة؟
ــ هو رجل صناعة هام وصاحب رؤية، ومساهم في وضع سياسات بيت الزكاة والصدقات المصري، قبل منصبه السياسي.
•وما هي إنجازات البيت في مجال رعاية الأطفال بلا مأوى؟
ــ بنينا الآن معهدا لتدريب الأطفال بلا مأوى في مركز بلبيس بمحافظة الشرقية؛ لتخصيص أماكن لتدريب الأطفال على حرف ميكانيكا وكهرباء سيارات، وكهرباء عقارات، وإصلاح مواتير، ولحام معادن، وتدريب خاص للفتيات على أعمال التمريض.
•يتكفل البيت بدفع مصاريف التعليم لعدد من الحالات، فهل يساهم في إنشاء أو ترميم مدارس؟
ــ لا نؤدي عمل الحكومة، لكننا مع دفع مصاريف التعليم للحالات المحتاجة، فالبيت يعتزم مستقبليًا المشاركة في ترميم بعض المدارس في القرى الأشد فقرًا، وما زلنا ندرس استراتيجية عمل ذلك، كما أننا في مجال مياه الشرب نقوم بعمل وصلات المياه فقط، لا إدخال الخدمة فتلك ليست مهمتنا.
•هل هناك ارتفاع في حجم التبرع لمصرف معين دون آخر؟
ــ بيت الزكاة في آليته يسمح بأن يختار المتبرع أيا من مصارف الزكاة الثمانية لوضع أمواله فيه، البعض يرى أن تذهب لتيسير الزواج، آخر لدفع ديون الغارمين، والبعض يتبرع دون أن يحدد المصرف.
•ماذا عن ملف الغارمين؟
ــ هو ملف مُتخم وقضية هامة، فمعظم الغارمين الذين يأتون إلينا يكونوا في حالات تجهيز زواج، وغالبيتهم من السيدات، إذ يأتينا يوميًا نحو 10 غارمات محكوم عليهن في قضايا، وبيت الزكاة دوره يبدأ من تيسير الزواج في الأصل وتجهيز العرائس، كي لا تضطر أسرهن لتحرير إيصالات أمانة لشراء أجهزة الزواج.
بجانب أننا نسعى ونتدخل لدى الدائنين أنفسهم لدفع المبالغ قبل تحريك دعوى قضائية، لأن الدعوى القضائية تستغرق 6 أشهر حتى يُفرج عن الغارمة، وهي فترة كبيرة يؤثر فيه غيابها عن المنزل على أسرتها، فالقضية «حبالها طويلة».