تبدأ صالات الألعاب الرياضية في عدد من الدول، إعادة الفتح وممارسة نشاطها مرة أخرى، فقد أكدت الحكومات أنه يجب على جميع الأشخاص ارتداء أغطية الوجه في وسائل النقل العام وفي الأماكن التي لا يمكن فيها التباعد الاجتماعي، وأصبح التساؤل الأهم من قبل الأشخاص الرياضيين الذين ينون العودة لممارسة نشاطهم مرة أخرى: "هل يجب ارتداء قناع الوجه أثناء ممارسة الرياضة؟".

يقول الأطباء إنه لا توجد نصيحة رسمية تطلب من الأشخاص الذين يمارسون الرياضة في مساحة مفتوحة واسعة ارتداء قناع الوجه؛ طالما يحافظون على المسافات الاجتماعية فلا داعي لارتداء غطاء الوجه أثناء ممارسة الرياضة، وفقا لصحيفة "تليجراف" البريطانية.

وقال الدكتور بن كيلينجلي، استشاري الطب الحاد والأمراض المعدية في مستشفى جامعة لندن كوليدج لندن: "لا يوجد سبب يتبادر إلى ذهني أننا يجب أن نوصي باستخدام أقنعة الوجه أثناء التمرين، لأنه من المتوقع أن يتم إبعاد الناس اجتماعياً أثناء التمرين، ولن تكون هناك حاجة إلى أقنعة الوجه".

واتفق العديد من المتخصصين على أن ارتداء القناع يتعلق أكثر بمنع انتشار فيروس كورونا للآخرين، وليس حماية نفسك، خاصة إذا كنت غير مصاب بأعراض، حيث أثبتت دراسة نشرت في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية (JAMA) أن 42% من 78 من المقربين من مرضى فيروس كورونا في مستشفى في ووهان ليس لديهم أي أعراض للمرض، لذلك إذا كنت تريد الركض في منطقة ذات كثافة سكانية عالية، فقد يكون من المستحسن الاحتفاظ بقناع للوجه في جيبك ووضعه أثناء تمرير أي حشود من الناس.

وحذر الدكتور تشين باوجون، كبير الأطباء في مستشفى ووهان، من أنه ينبغي على الناس تجنب ارتداء أقنعة الوجه أثناء ممارسة الرياضة لأن أغطية الوجه يمكن أن تعرقل تداول الأكسجين، وقد تسبب ذلك في حدوث حالة وفاة لرجل بعد الركض لمسافة كبيرة وهو يرتدي قناع الوجه، متابعا: "لم نكن متأكدين أن القناع هو السبب الرئيسي، لأن من المحتمل أنه كانت هناك حالات صحية كامنة، أو عوامل أخرى مثل قناع غير لائق أو مجهود مفرط في اللعب، ولكن من المؤكد أن القناع قلل من فرص دخول الأكسجين".

ونصحت الدكتورة هيلاري جونز بأن ارتداء قناع الوجه أثناء التمرين قد لا يكون فكرة جيدة، خاصة عند ممارسة رياضة الجري لمسافات كبيرة، قائلة: "إذا كنت تمارس الرياضة في الهواء الطلق وكنت تركض، فأنت لا تحتاج حقًا إلى قناع، طالما أنك لست مع أشخاص آخرين، وذلك لأنه يغطي فمك وأنفك، ويمنع تنفسك إلى حد ما، حيث أكد الأطباء وخبراء الصحة أن معدل مستويات ثاني أكسيد الكربون الذي تتنفسه يرتفع أثناء ممارسة الرياضة وهذا على الأرجح ليس جيدًا بالنسبة للصحة".

وأكد البروفيسور أندرو لين، أستاذ الرياضة والتعلم، أنه يفضل ارتداء قناع الوجه داخل صالات الألعاب الرياضية المغلقة، خاصة في حالة عدم ممارسة التباعد الاجتماعي، موضحا أن هناك عددا من الشركات التي تنتج أقنعة مناسبة للوجه أثناء ممارسة الرياضة، حيث تستخدم مواد مسامية حتي تساعد في خروج ثاني أكسيد الكربون، ويساعد أيضا في حماية الوجه من الرطوبة المفرطة، وذلك لأن التنفس من خلال القناع سينتج الماء، ولكنه شدد على أن كل ذلك يقلل من نسب الأكسجين الضروري لأجسامنا ولبناء العضلات.

وتابع الأستاذ لين "ليس هناك شك في أن الناس سيجدون أن الركض أو ممارسة الألعاب الرياضية مع القناع أكثر صعوبة، حيث أن قناع الوجه يقلل من تدفق الهواء إلى رئتيك، وبالتالي سيكون لديك كمية أقل من الأكسجين في مجرى الدم، وهذا يعني أنه يمكنك توقع التعب بشكل أسرع".

ومع ذلك، يؤكد البروفيسور لين أنه قد لا يؤدي ذلك إلى أي ضرر خطير، لشخص لا يعاني من أمراض مزمنة، وأنه يمكن أن يعتاد الشخص على التمرين بالقناع يوما بعد يوم، ناصحًا الصالات الرياضية بحماية عملاءها من خلال الإلتزام بالتباعد الاجتماعي، وتنظيف الأجهزة بشكل دوري، وإبعادها عن بعضها، حتى يتمكن اللاعبون من ممارسة الرياضة بشكل آمن ولا يجبرون على ارتداء الأقنعة.