شكك الرئيس الأمريكي جو بايدن، في أرقام الضحايا التي قدمها المسئولون الفلسطينيون في غزة، جراء العدوان الإسرائيلي الواسع على القطاع، لكن وكالات الإغاثة الإنسانية الدولية تعتبرها دقيقة على نطاق واسع وموثوقة.
وعلى الرغم من أنه لا يوجد خلاف على أن الهجمات الإسرائيلية على غزة أدت إلى مقتل العديد من الأشخاص، إلا أن بايدن قال يوم الأربعاء إنه "ليس لديه ثقة في العدد الذي يستخدمه الفلسطينيون"، دون أن يوضح السبب.
ونشرت وكالة رويترز، تقريرا يجمع أغلب التصريحات التي طرحت أرقاما عن الضحايا، تشير فيه إلى دقة المعلومات المذكورة من السلطات الفلسطينية.
وردت وزارة الصحة في غزة، على بايدن، بنشر وثيقة من 212 صفحة تحتوي على أسماء وأرقام هويات حوالي 7000 فلسطيني قالت إنهم استشهدوا في القصف الإسرائيلي للقطاع، ولم تتمكن المجموعات الدولية، ووسائل الإعلام العالمية بما في ذلك رويترز، من التحقق من هذه الأرقام، لكن الصحفيين شاهدوا أعدادا كبيرة من الجثث، بحسب الوكالة.
وتقول الأمم المتحدة والوكالات الدولية الأخرى، إنه من الممكن أن تكون هناك اختلافات صغيرة بين الأعداد النهائية للضحايا وتلك التي أبلغت عنها وزارة الصحة في غزة بعد الهجمات مباشرة، لكنها تثق بها على بشكل كبير.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية (أوتشا) في بيان أرسل إلى رويترز: "نواصل إدراج بيانات الضحايا في تقاريرنا، ولكنه يكاد يكون من المستحيل في الوقت الحالي تقديم أي تحقق للأمم المتحدة على أساس يومي".
فيما قال الدكتور مايك رايان، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية التابع لمنظمة الصحة العالمية ومقره جنيف، الأسبوع الماضي، إن الأرقام التي نشرها الجانبان "تعكس بشكل صارخ مستوى الوفيات والإصابات".
وأشارت هيومن رايتس ووتش، ومقرها نيويورك، إن أرقام الضحايا موثوقة بشكل عام، وأنها لم تجد تناقضات كبيرة في التحقق.
وقال عمر شاكر، مدير مكتب إسرائيل وفلسطين في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بحسب هيومن رايتس ووتش: "من الجدير بالذكر أن الأرقام التي صدرت منذ 7 أكتوبر متسقة بشكل عام أو ضمن المنطق بالنسبة لحجم عمليات القتل المتوقعة، نظرا لكثافة القصف في مثل هذه المنطقة المكتظة بالسكان، هذه الأرقام تتماشى مع ما يمكن توقعه في ضوء ما نراه على الأرض من خلال الشهادات وصور الأقمار الصناعية وغيره".
ومما يؤكد الصعوبات في حساب عدد القتلى، قال مسئول بمنظمة الصحة العالمية، يوم الجمعة، إن المنظمة تلقت تقديرات بأن نحو ألف جثة مجهولة الهوية ما زالت مدفونة تحت الأنقاض في غزة ولم تدرج بعد في حصيلة القتلى.
وذكر أن المنظمة تسجل إجمالي الضحايا بناء على الأعداد التي تتلقاها من المستشفيات وسيارات الإسعاف وخدمات الطوارئ، بالتنسيق مع الهلال الأحمر، ويتم التعرف على الضحايا في البداية حسب العمر والجنس ونوع الإصابة، ويتم تأكيد الهويات الكاملة لاحقًا.
وأضاف أن الأرقام يتم نشرها في البداية في غزة، ويتم تحديثها في رام الله بعد التحقق منها، لكن التناقضات بشكل عام ضئيلة.
وقال مسئولون فلسطينيون إن حساب عدد القتلى في هجوم مستشفى المعمداني –على سبيل المثال- كان صعبا لأن بعض الضحايا قُطعت جثثهم وتحولوا لأشلاء متناثرة.
كما ذكر مركز القدس للشئون العامة، وهو مركز أبحاث إسرائيلي، إن أكثر من 2100 فلسطيني قتلوا، في حين قدرت منظمة بتسيلم الحقوقية الإسرائيلية هذا الرقم بـ 2202 فلسطينيا.