انخفضت أسعار النفط، اليوم الجمعة، متجهةً نحو تسجيل أول انخفاض شهري منذ نوفمبر الماضي، مع تقييم المستثمرين لتداعيات تصعيد الرئيس الأميركي دونالد ترمب من تهديداته الجمركية ضد الشركاء التجاريين الرئيسيين للولايات المتحدة.
وانخفضت عقود مايو لخام برنت، الأكثر نشاطًا، بنسبة 0.4% أو 31 سنتًا لتصل إلى 73.26 دولارًا للبرميل، كما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنسبة 0.4% أو 30 سنتًا ليصل إلى 70.05 دولارًا للبرميل، بعد ارتفاعه بأكثر من 2% يوم الخميس.
ويرجع ذلك إلى تأثير الضبابية بشأن النمو الاقتصادي العالمي والطلب على الوقود، جراء تهديدات واشنطن بفرض رسوم جمركية والمزيد من علامات التباطؤ الاقتصادي الأميركي، على المخاوف المتعلقة بالمعروض.
وأكد دونالد ترمب، خططه لفرض تعريفات جمركية على الواردات من كندا والمكسيك اعتباراً من 4 مارس، بما في ذلك رسوم محتملة بنسبة 10% على المنتجات الكندية للطاقة، مما قد يؤدي إلى رفع تكاليف النفط الخام، على الرغم من أن فرض رسوم أعلى على جميع السلع الأخرى قد يبطئ النمو ويؤثر سلباً على الطلب على النفط.
كما قام ترمب برفع الرسوم الجمركية على الصين، التي تُعد أكبر مستورد للنفط الخام في العالم.
على صعيد الإمدادات، قد يتم استئناف صادرات النفط عبر خطوط الأنابيب من إقليم كردستان العراق، ومع ذلك، يُعتقد على نطاق واسع أن تحالف "أوبك+" سيؤجل أي زيادة في الإنتاج.
وصرّح ترمب، بأن المفاوضات بشأن اتفاق يتعلق بإنهاء الحرب في أوكرانيا "متقدمة للغاية"، لكن لم يتم التوصل إلى نتيجة حاسمة بعد.
وأضاف أن الولايات المتحدة ستكون شريكاً رئيسياً في تطوير قطاع استخراج الموارد في أوكرانيا، بما في ذلك النفط والغاز، وكذلك المعادن والعناصر الأرضية النادرة.
وقال توني سيكامور، محلل الأسواق لدى "آي.جي"، إن هناك قائمة طويلة من العوامل المؤثرة، تشمل مخاوف التباطؤ الاقتصادي في الولايات المتحدة، والرسوم الجمركية، وخطط أوبك+ لزيادة المعروض في أبريل، وآمال السلام في أوكرانيا، مما يُضعف شهية المستثمرين للمخاطرة ويضغط على الأسعار.