مسلسل لام شمسية.. لماذا لا يتذكر ضحايا التحرش تفاصيل الاعتداء عليهم؟ - بوابة الشروق
الإثنين 31 مارس 2025 12:20 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

مسلسل لام شمسية.. لماذا لا يتذكر ضحايا التحرش تفاصيل الاعتداء عليهم؟

الشيماء أحمد فاروق
نشر في: الجمعة 28 مارس 2025 - 6:55 م | آخر تحديث: الجمعة 28 مارس 2025 - 6:55 م

أصبح مسلسل "لام شمسية" من الأعمال المثيرة النقاشات على منصات التواصل الاجتماعي بعد النجاح الكبير الذي حققه منذ بداية عرضه في النصف الثاني من شهر رمضان، ويناقش المسلسل قضية شائكة وهي التعدي الجنسي على الأطفال، لذلك هناك الكثير من الأعراض النفسية السلبية التي تظهر على بعض الشخصيات في المسلسل ومن بينهم شخصية نيللي "أمينة خليل".

تعاني نيللي من الكوابيس والقلق والأحلام المخيفة أغلب الوقت ولكنها لا تفهم السبب، ومع مرور الأحداث نستكشف كمشاهدين الخط الدرامي الخاص بها ونفهم من خلاله أنها هي أيضا كانت ضحية تحرش جنسي في مرحلة الطفولة، لكنها لا تتذكر تفاصيل وعندما سألها من حولها عن الواقعة أجابت أنها لا تعرف من الفاعل ولا تستطيع استعادة ما وقع كاملا.

وتساءل البعض هل يمكن للضحية أن ينسى ما حدث له؟ وهذا السؤال يحيلنا إلى فهم التعقيدات النفسية لعمليات تخزين الذكريات أثناء فترات الصدمات.

الذاكرة البشرية لا تعمل كجهاز تسجيل، إذ تُسجِّل الأحداث بدقة متناهية ليتم استدعاؤها لاحقًا عند الطلب، ذاكرتنا عرضة للخطأ، وتحتوي على فجوات وتناقضات، ونتيجةً لذلك، نتذكر ونروي الأحداث المؤلمة بشكل مختلف عن الأحداث الروتينية.

وتقول إيمي هاردي، أخصائية علم النفس السريري في كينجز كوليدج لندن، إن طبيعة ذكريات الصدمات المتعلقة بالاعتداء الجنسي لا يتم تخزينها كالأحداث العادية؛ وذلك لأن ذكريات الأحداث الصادمة يتم وضعها بشكل مختلف عن الذكريات اليومية، عادةً ما يقوم الإنسان بتشفير ما يراه ويسمعه ويشمه ويتذوقه ويشعر به جسديًا، وجميعها تتحول لمعلومات تجعل الأحداث قصة متماسكة، لكن أثناء الأحداث المؤلمة، تغمر أجسامنا بهرمونات التوتر.

وأكملت: "نعلم أيضًا أن الشخص أثناء الصدمة يمكن أن ينفصل عما يحدث حوله، حيث يتوقف الجزء المعرفي من الدماغ ويصبح شبه مخدر، فهذا يزيد من عملية تجزئة المعلومات وشتاتها، لذلك لا تتمتع ذكرياتهم بجودة كبرى لتذكر التفاصيل"، بحسب موقع "بي بي سي".

وتفسر جيم هوبر، وهي خبيرة في الصدمات النفسية، طريقة عمل الدماغ وتخزين الذكريات، أن معالجة الذاكرة تتم على 3 مراحل، هي التشفير والتخزين والاسترجاع، وفق مجلة "التايم"، ويشير "التشفير" إلى التسجيل المؤقت للأحاسيس والأفكار في الذاكرة قصيرة المدى، وهو نوع من "المخزن المؤقت" أو ذاكرة الوصول العشوائي (RAM) التي يمكنها الاحتفاظ بالمعلومات حتى 30 ثانية فقط، والتخزين هو المرحلة التالية، ويتم فيها تحويل المعلومات المشفرة بحيث يمكن الاحتفاظ بها في الدماغ.


وتقف عدة عوائق أمام عملية الاسترجاع في حالات الاعتداءات الجنسية، ربما تحدث جميعها أو يحدث أحدها للمعتدى عليها، مثل: ذكريات التجارب المجهدة للغاية والمؤلمة، تميل إلى التلاشي مع مرور الوقت، وهذا ليس بسبب ضياع التفاصيل، لكن لأن في كثير من الأحيان، الناجية لا تريد أن تتذكر ما حدث لها حتى بعد مرور سنوات.

بعض الذكريات يتلاشى بشكل عام، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن ما يبدأ كذاكرة مفصلة نسبيًا يصبح أكثر تجريدًا بمرور الوقت، ويتذكر الفرد جوهر ما حدث وبعض التفاصيل الأساسية، لكنه يفقد بعضها.


ومن العوامل المؤثرة على قوة التخزين، هي الأهمية العاطفية للتفاصيل بالنسبة للشخص، وهل هي سلبية أم إيجابية، وبعض العقول تختار الانحياز للتشفير السلبي، أي عدم التخزين، لتمكين الشخص الذي تعرض للصدمة من البقاء وعدم الانهيار.


كما يمكن للبالغين تطوير أعراض اضطراب ما بعد الصدمة، حتى لو لم يكن لديهم ذاكرة صريحة لصدمة الطفولة المبكرة، وفقًا لبحث أجراه علماء النفس في جامعة كاليفورنيا، ووجدت تقارير أخرى تم حصرها، أن بعض الأشخاص الذين عانوا من أحداث حياتية مروعة، كالاعتداء الجنسي، أدت إلى تلف في الدماغ، وطوروا متلازمات مشابهة لاضطراب ما بعد الصدمة على الرغم من أنهم لم يتذكروا الأحداث بصورة كاملة، بحسب موقع "جامعة كاليفورنيا".


وتشير نتائج الدراسة التي أجريت في جامعة كاليفورنيا، إلى أن عدم تذكر حدث صادم لا يمنع الشخص من المعاناة من بعض النتائج السلبية للصدمة، مثل القلق والخوف المتزايد، وهو ما تعاني منه شخصية نيللي في المسلسل.

مسلسل لام شمسية تأليف مريم ناعوم "ورشة سرد"، وإخراج كريم الشناوي، وبطولة أحمد السعدني، وأمينة خليل، ومحمد شاهين، ويسرا اللوزي، وثراء جبيل، وصفاء الطوخي، وأسيل عمران، وعلي البيلي.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك