نتنياهو ما بعد حرب غزة.. الغموض يحيط بمستقبله على أطراف الحلبة السياسية - بوابة الشروق
السبت 6 يوليه 2024 7:26 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

نتنياهو ما بعد حرب غزة.. الغموض يحيط بمستقبله على أطراف الحلبة السياسية


نشر في: السبت 28 أكتوبر 2023 - 12:12 م | آخر تحديث: السبت 28 أكتوبر 2023 - 12:13 م

لم تضع حرب غزة أوزارها بعد؛ إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بدأ يواجه حملات من السياسيين ووسائل الإعلام، تُحمّله مسئولية كل تبعات هجوم حركة حماس المفاجئ على مستوطنات غلاف غزة في الـ7 من أكتوبر الجاري، فما إن تهدأ قضية، حتى تظهر أخرى تهاجم رئيس الوزراء.

ويوما الأربعاء والخميس الماضيين، ذهبت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى ملاحقة نتنياهو ونجله، الذي التقطت صور له على شواطئ ميامي الأميركية في الوقت الذي ينتشر فيه الجيش على جبهات القتال.

وبعد ذلك، فجرت القناة 13 في هيئة البث الإسرائيلية قصة جديدة، حيث كشفت عن أن رئيس الوزراء وزوجته انتقلا للإقامة في منزل ملياردير أمريكي في مدينة القدس، وأخذا معهما الطباخ الحكومي لإعداد الطعام لهما هناك، وهو ما اعتبرته مخالفة قانونية، وذلك وفق وكالة أنباء العالم العربي.

وسبقت ذلك دعوات من سياسيين إسرائيليين لنتنياهو بإعلان تحمل مسئوليته عمّا حدث في الـ7 من أكتوبر الجاري.

وقالت صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية، الأسبوع الماضي، إن 3 وزراء يفكرون في الاستقالة لإجبار نتنياهو على إعلان تحمله مسئوليته، على غرار ما فعله رئيس هيئة أركان الجيش، الذي قال في خطاب أمام الجنود إنه يتحمل المسئولية، وكذلك فعل رئيس جهاز الأمن العام "الشاباك".

ويعتقد محللون ونواب في الكنيست الإسرائيلي، أن نتنياهو يريد الإفلات من تحمل المسئولية عن نتائج الحرب الحالية ويحاول مسبقا خلط الأوراق.

وهذا الأسبوع، أكدت هيئة البث الإسرائيلية، أن نتنياهو يريد تشكيل لجنة تحقيق حكومية، وليست رئاسية أو مستقلة، بشأن نتائج هجوم حماس وحرب غزة.

وأوضحت هيئة البث، يوم الاثنين الماضي، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يريد تشكيل لجنة تحقيق حكومية تظل صلاحياتها تحت إدارة الحكومة للتحقيق في نتائج هجوم حماس، وأكدت أن نتنياهو يهدف من هذا إلى إبقاء كل صلاحيات اللجنة في يده.

ويعتقد مراقبون أن نتنياهو يخشى النتائج، لهذا يريد أن تكون اللجنة "على مقاسه".

وأثار المقترح غضب أعضاء في الائتلاف الحكومي، حيث شعر مختلف الأحزاب بالصدمة إزاء خططه واعتبروه "لا يدرك حجم الحادث والضرر الذي لحق بثقة الجمهور"، لكن حزب الليكود، قال إن نتنياهو "مشغول الآن فقط بالقتال من أجل النصر".

- غضب في إسرائيل
وقالت عايدة توما، عضو الكنيست الإسرائيلي، إن هناك حالة غضب ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي، "فهو رئيس الحكومة ومن يتحمل المسئولية عن أداء حكومته وأداء مؤسسات الدولة، بما في ذلك أداء الجيش" يوم السابع من أكتوبر، مشيرة إلى أن الغضب كبير داخل المجتمع الإسرائيلي.

وأكدت توما في حديث لوكالة أنباء العالم العربي "AWP"، أن هناك مطالبات جديّة بتحمل نتنياهو مسئولية ما حدث، بالإضافة إلى مطالبته بمغادرة الحلبة السياسية، لافتة إلى أن الأيام القادمة هي التي ستحكم على مصير رئيس الوزراء بشكل أكبر.

وأردفت، "مستقبل نتنياهو متعلق بما سيجري في الأيام القادمة وما ستسفر عنه هذه الحرب، هل ستطول وتكون نتائجها وخيمة على المجتمع، الأمر الذي سيزيد الغضب داخل إسرائيل؟، أم إن هناك تحركا سريعا لإنقاذ المختطفين يُجَمّل صورة نتنياهو؟".

وأشارت عضو الكنيست الإسرائيلي، إلى أن استطلاعات الرأي تتوقع أن نتنياهو سيغادر اللعبة السياسية.

من جهته، يرى عضو الكنيست الإسرائيلي، عبدالله أبو معروف، أن الأمور ما زالت غامضة بشأن مستقبل نتنياهو، لكنه اعتبر في حديث لوكالة أنباء العالم العربي، أن مستقبله متعلق بحرب غزة.

وبحسب توقعات أبو معروف، فإن بيني غانتس، رئيس حزب "معسكر الدولة"، سيكون رئيس الحكومة الإسرائيلية القادم خلفا لنتنياهو، في ظل إخفاقات رئيس الوزراء الحالي والمطالبات برحيله عن سدة الحكم.

وشدد أبو معروف، على أن نتنياهو كرئيس حكومة هو المسئول الأول والأخير عن ما جرى ويجري الآن من إخفاقات، سواء على المستوى السياسي أو الأمني أو حتى العسكري.

ونقلت صحيفة جيروزاليم بوست، عن الشرطة الإسرائيلية القول، إنها لن تسمح باحتجاجات مقررة مساء اليوم السبت قرب مقر إقامة أسرة نتنياهو، حيث "لا تسمح باحتجاجات حول قضايا سياسية أو أمنية أثناء الحرب".

وحذرت الشرطة الإسرائيلية من أن قوات الأمن ستعمل على تفريق أي مظاهرات من هذا النوع.

- فقد الثقة

في هذا السياق، قال المحلل السياسي المصري، سمير غطاس، إن نتنياهو فقد نحو 50% من أصوات الإسرائيليين الذين كانوا يؤيدونه قبل هذه الحرب، وإنه المسئول عن تشكيل هذه الحكومة اليمينة الدينية المتطرفة.

وأشار غطاس، في حوار مع وكالة أنباء العالم العربي، إلى أن نصف المجتمع الإسرائيلي كان يخرج أسبوعيا احتجاجا على حكومة اليمين وضد نتنياهو، الذي قال عنه، إنه أول رئيس وزراء في تاريخ إسرائيل يمتنع الرئيس الأمريكي عن مقابلته لنحو 10 أشهر تقريبا.

وأوضح غطاس، أن الرئيس الأميركي جو بايدن التقى نتنياهو لأول مرة على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة وليس في البيت الأبيض، مؤكدا أن دلالات هذا الأمر أن شرعية نتنياهو تبدو منقوصة ومشكوكا فيها أميركيا.

وتابع: "نتنياهو هو المسئول الأول عما يجري من هذه الحرب، لأنه من رسم السياسة الخاصة بالنسبة لحركة حماس، والذي كان يسمح بدخول 30 مليون دولار شهريا من قطر عبر مطار تل أبيب إلى قطاع غزة، وهو الذي أشرف على هذه السياسة، وقال علنا إنه يوافق عليها ليستمر في فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية".

ويرى غطاس، أن موقف نتنياهو هذا أسهم في تخدير أجهزة الأمن في تقديراتها حول احتمالات أن تقوم حماس بعمل ضد إسرائيل.

واعتبر أن حكومة الطوارئ تشكلت رغما عن نتنياهو إلى جانب حكومته، خصوصا أنها ضمت بيني غانتس، رئيس المعارضة ووزير الدفاع السابق، مشيرا في ذات الوقت إلى أن كل استطلاعات الرأي تشير إلى أن هناك تفوقا لبيني غانتس على نتنياهو وتفضل بأن يكون رئيسا للوزراء بدلا منه.

وأردف، "حتى حزب غانتس يتفوق على حزب الليكود، وحصل في آخر استطلاع للرأي عل 41 مقعدا مقابل 18 لليكود، فيما أظهرت الاستطلاعات أن أصوات من حزب الليكود تطالب نتنياهو بالاستقالة فورا بعد الانتهاء من هذه الحرب".

ويتوقع غطاس، أن اللجنة التي ستُشكل لدراسة هذه الحرب "سوف تدين نتنياهو في كثير من المسائل، إلى جانب أنه ستنتظره أيضا محاكمة بشأن قضايا الفساد الداخلي"، واعتبر أن "مصير نتنياهو انتهى يوم السابع من أكتوبر".

وبحسب المحلل السياسي، فإن الحكومة الجديدة التي ستتشكل في إسرائيل ستكون بدعم أميركي، حيث إن الولايات المتحدة كانت عاملا إضافيا لحماية إسرائيل من خلال إمدادها بالأسلحة الحديثة ودعم سياسي وعسكري، لافتا إلى أن واشنطن ستكون لها الكلمة الأولى في تشكيل الحكومة وسياساتها.

أما بشأن الحروب السابقة وإسقاطها حكومات في إسرائيل، فإن غطاس يرى أنها كانت مختلفة عن تلك الحرب "التي تختلف معادلتها تماما عمّا في السابق".

وأوضح أن الحروب السابقة كانت لردع حماس، لكنها كانت تصل إلى تسوية، لكنه قال "الآن، نحن أمام معادلة مختلفة، معادلة صفرية، لأنه اتُّخذ قرار من كل الحكومة الإسرائيلية والقطاعات الأوسع في إسرائيل حول ضرورة صد حركة حماس وإخراجها من المعادلة وبالتالي هذه معادلة جديدة".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك