بعد كمينها الأخير.. مدينة جنين أنشأها الكنعانيون ومر بها المسيح وفتحها صلاح الدين الأيوبي‬ - بوابة الشروق
الثلاثاء 2 يوليه 2024 1:09 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بعد كمينها الأخير.. مدينة جنين أنشأها الكنعانيون ومر بها المسيح وفتحها صلاح الدين الأيوبي‬

منال الوراقي
نشر في: السبت 29 يونيو 2024 - 11:53 م | آخر تحديث: السبت 29 يونيو 2024 - 11:53 م

عادت مدينة جنين الفلسطينية ومخيمها إلى الواجهة من جديد، بعد الكمين الذي تعرضت له قوة إسرائيلية أثناء اقتحامها المخيم فجرا، والتي أسفرت عن مقتل ضابط وإصابة 16 آخرين.

وبحسب ما نقلت شبكة "سكاي نيوز"، فقد أدى انفجار عبوات ناسفة مدفونة تحت الأرض إلى مقتل النقيب ألون سكاجيو، وإصابة 16 جندياً بجروح متفاوتة، من بينهم جندي إصابته خطيرة و5 إصابات متوسطة بينهم ضابط ومسعف، و10 أصيبوا بجروح طفيفة، بينهم ضابط وجندي احتياط.

ولكن، ماذا نعرف عن مدينة جنين؟ ولماذا يستهدفها الاحتلال باستمرار؟

وفقا لتقرير سابق لشبكة "بي بي سي"، فتعتبر جنين أكبر مدن محافظة جنين، وتقع شمال الضفة الغربية التابعة للسلطة الفلسطينية، حيث تبعد المدينة مسافة 75 كيلومترا عن القدس من ناحية الشمال، وتطل على غور الأردن من ناحية الشرق، وتقع على السفح الشمالي لجبال نابلس على الجانب المطل على مرج بن عامر.

جنين.. عين الجنان

ووفقا لوكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية، فجنين الحالية تقوم على البقعة التي كانت عليها مدينة عين جانيم الكنعانية التي تعني عين الجنان، وفي العهد الروماني أقيمت مكانها قرية ذكرت باسم جيناي من قرى مقاطعة سبسطية وقد مر السيد المسيح -عليه السلام- بجنين أو بالقرب منها وهو في طريقه من الناصرة إلى القدس.

وتقع مدينة جنين النهاية الشمالية لمرتفعات نابلس، فوق أقدم الجبال المطلّة على سهل مرج بن عامر، وهي خط لالتقاء بيئات ثلاث: الجبلية، والسهلية، والغورية؛ وبهذا أصبحت جنين مركزاً لتجمع طرق المواصلات القادمة من نابلس والعفولة وبيسان، وهي نقطة مواصلات هامة، حيث تربط الطرق المتجهة من حيفا والناصرة شمالاً إلى نابلس والقدس جنوباً.

قرية أنشأها الكنعانيون

ومدينة جنين مدينة قديمة أنشأها الكنعانيون كقرية تحمل اسم عين جيم في موقع جنين الحالية، وقد ترك هذا الموقع بصماته على مر التاريخ، حيث كانت المدينة عُرضة للقوات الغازية المتجهة جنوباً أو شمالاً.

وفي العهد الروماني أطلق عليها اسم جيناي، ولما ورث البيزنطيون حكم البلاد أقاموا فيها كنيسة جينا، وقد عثر المنقبون الأثريون على بقاياها بالقرب من جامع جنين الكبير، ويرجع تاريخ إنشائها إلى القرن السادس الميلادي.

استوطنتها القبائل العربية

وفي القرن السابع الميلادي نجح العرب المسلمون في طرد البيزنطيين منها، واستوطنتها بعض القبائل العربية، وعرفت البلاد لديهم باسم "حينين" الذي حرف فيما بعد إلى "جنين"، وقد أطلق العرب عليها هذا الاسم بسبب كثرة الجنائن التي تحيط بها، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية.

وفي فترة الحروب الصليبية كانت جنين بلدًا صغيرة وقعت في أيدي الإفرنج، وحصنوها بقلاع وأحاطوها بأسوار منيعة، في الفترة من 496 -1103، حينما وقعت جنين تحت حكمهم بعد أن داهمها الصليبيون بقيادة تنكريد دوق نورمانديا، وضمت لإمارة بلدوين ومملكة بيت المقدس، وأطلق عليها الصليبيون اسم جبرين الكبرى، وبنوا فيها القلاع وأحاطوها بالأسوار لأهمية موقعها.

دخول المسلمون جنين

وبعد معركة حطين عام 1187م، دخل المسلمون المدينة، ونزل بها السلطان صلاح الدين وهو في طريقه من القدس إلى دمشق، لكنها عادت جنين لسيطرة الصليبيين بموجب اتفاق الكامل الأيوبي والإمبراطور فريدريك الثاني سنة عام 1229م.

ثم نجح الملك الصالح أيوب في إخراجهم نهائياً منها سنة 1244م، وفي سنة 1255م، غدت فلسطين تتبع سلاطين المماليك، وكانت جنين تحت سيادتهم تتبع سنجق اللجون، وظلّت البلدة في حوزتهم إلى آخر عهدهم، حيث كانت جنين إحدى إقطاعيات الظاهر بيبرس.

الحكم العثماني والانتداب البريطاني
ووفقا لما ذكرته "بي بي سي"، فقد دخلت جنين تحت الحكم العثماني في القرن السادس عشر، ثم الحكم المصري لفترة وجيزة خلال القرن التاسع عشر، بعد أن نجح إبراهيم باشا ابن والي مصر محمد علي باشا في طرد العثمانيين منها، وعيّن حسين عبد الهادي حاكماً لها، كما جعلها مركز لواء خاصاً به، إلا أن حكم المصريين لم يدم طويلاً، حيث اضطرّ المصريون للخروج من بلاد الشام عام 1840م.

وفي القرن العشرين، خضعت المدينة للانتداب البريطاني، فكان لها سجل حافل بالنضال ضد الاستعمار البريطاني والصهيوني، حيث أعلنت أول قوة مسلحة ضد الاستعمار البريطاني عام 1935م بقيادة عزالدين القسّام، واشترك سكان المدينة في إضراب عام 1936م.

ووفقا لمركز المعلومات الفلسطيني، فقد تعرضت جنين أبان فترة الانتداب البريطاني إلى كثير من أعمال العنف، والتنكيل، والتخريب، وهدم البيوت على أيدي القوات البريطانية؛ نتيجة لبعض الحوادث، مثل: قتل حاكم جنين "موفيت" في عام 1938م.

مغادرة الإنجليز وقيام إسرائيل
وبعد أن غادرها الإنجليز في 14 مايو 1948، حاول اليهود السيطرة على المدينة لكنهم فشلوا أمام صمود المقاتلين الفلسطينيين بمساعدة الجنود العراقيين، وطرد اليهود منها وبقيت جنين مركزاً لقضاء يتبع دار نابلس.

وفي عام 1949، آلت المدينة إلى حكم الإدارة الأردنية، ودخلت هي وباقي أنحاء الضفة الغربية في اتحاد مع المملكة الأردنية الهاشمية، لكنها في عام 1964، أصبحت مركزا للواء جنين التابع لمحافظة نابلس.

وبقيت المدينة تحت الحكم الأردني حتى احتلالها من قبل إسرائيل خلال حرب عام 1967، واستمر ذلك الوضع حتى عام 1995، عندما خضعت مدينة جنين لإدارة السلطة الفلسطينية، التي تأسست عام 1994 بموجب اتفاق غزة-أريحا، وقد أصبحت مدينة جنين منذ ذلك الحين مركزا لمحافظة جنين.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك