في حياة المصري القديم (8).. كيف استخدم النحاس لتشكيل الأحجار الثقيلة؟ - بوابة الشروق
الأربعاء 8 يناير 2025 10:50 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

في حياة المصري القديم (8).. كيف استخدم النحاس لتشكيل الأحجار الثقيلة؟

الشيماء أحمد فاروق
نشر في: الخميس 30 مارس 2023 - 10:57 ص | آخر تحديث: الخميس 30 مارس 2023 - 10:57 ص

الراوي والحكايات جزء أصيل من ثقافتنا، كان الناس يجلسون أمام القهاوي يستمعون لحكايات أبوزيد الهلالي والزير سالم، وكان الأطفال يجتمعون؛ ليسمعوا قصص الجدة في الدار، وفي رمضان تجتمع الأسر حول الحكايات الدرامية وأمام الفوازير، ولأن الحكاية تجذب الكثيرين، نقدم في سلسلة مكتوبة خلال شهر رمضان الكريم مجموعة من الحكايات التي تتعلق بالحضارة المصرية القديمة، وتحديدا عن تفاصيل الحياة اليومية.

ويستمر حديثنا عن حياة الفرد المصري القديم، وعلاقته بالطبيعة من حوله، وتسخيره لها لصناعة أدوات مختلفة استخدمها في إنجاز مصالحه أو اعتبرها زينة وحُليا وغيرها ومواد أخرى وُظفت في البناء والتعمير، وهو ما تحدث عنه كتاب "المواد والصناعات عند قدماء المصريين"، تأليف ألفريد لوكاس، وترجمة الدكتور زكي إسكندر، وإصدار الهيئة المصرية العامة للكتاب، في الفصل الخامس تحديدا تحت عنوان: "مواد البناء".

ذكرنا في الحلقة السابقة، أن الحجارة كانت جزءا أساسيا اهتم به المصري القديم في بناء وتبطين المقابر، وتشييد المعابد، وأنواع الأحجار الموجودة في البيئة المصرية آنذاك، وتطرق" لوكاس" في نفس الفصل إلى كيفية استخراج الأحجار وتشكيلها.

وقال لوكاس: "لم يكن في الإمكان الشروع في استخراج الأحجار، إلا بعد تيسر وجود الأدوات المعدنية النحاسية فأصبح استعمال الحجر على نطاق واسع الأغراض، وكان يحصل على الحجر الذي يستعمل قبل ذلك في صنع الأواني من كتل سهلة المنال، ويكاد يكون من المحقق أن صناعة استخراج الأحجار بدأت في سقارة، ونشأت بسبب قطع الصخر الجيري اللين في عمليات نحت المقابر، وكان ذلك يتم من خلال تحديد الجوانب الأربعة للكتلة المراد استخراجها بأخاديد تقطع في الصخر الأصلي، ثم ينفصل الوجه الأسفل بفعل قضبان من خشب مبللة بالماء، وكان يستخدم في هذه العملية من الأدوات الأزميل من الحجر والمعدن والمدقات من الخشب والمطارق من الحجر، وكان الحجر يرفع طبقة فطبقة من السطح فنازلاً".

ووجد فريزر، في بني حسن التي يرجع تاريخ مقابرها إلى عصر الدولة الوسطى، أزاميلا حجرية قديمة كانت تستخدم في تسوية أسطح الجدران وهي عبارة عن شظيات من حجر جيري صلد متبلور، وقد قطعت من الصخور الكبيرة التي تكثر هناك، وكانت منتشرة طريقة الهرس بالمطارق.

ووجد كارتر، في طيبة مقادير كبيرة من المطارق والأزاميل المصنوعة من حجر صواني غير نقي؛ مما يدل على أن هذه الأدوات صنعت في ذات المان، ويرجع تاريخا إلى عهد الأسرة الثامنة عشرة.

وذكر لوكاس، بعض الأساليب التي استخدمت لتشكيل الحجارة الصلدة:

- الدق بحجر، وهو ما يحتمل أن يكون مثلا في مقبرة من عهد الأسرة الخامسة بسقارة، وفي آخرى من عهد الأسرة السادسة بدير الجبراوي.

- الحج بأحجار، وربما كان ذلك مصحوبا باستعمال مسحوق حكاك وهذه العملية ممثلة في مقبرة من عهد الأسرة الخامسة بسقارة، وفي أخرى من عهد الأسرة الثامنة عشرة بطيبة.

- القطع بمنشار نحاس مع استعمال مسحوق حكاك، ولا يعرف صور لهذه العملية حتى الآن.

- الثقب بمثقب أنبوبي ومسحوق حكاك والمثب في هذه الحالة أنبوبة جوفاء من النحاس، تدار عن طريق برمها بين اليدين، وكان يستخدم لتجويف الأواني الحجرية.

- الثقب بسن من النحاس أو الحجر، ويوجد منظر في مقبرة من عهد الأسرة الخامسة، يمثل هذا لخرق ختم من الحجر، وهناك رسم في مقبرة أخرى يمثل ثقب العقيق الأحمر.

اقرأ أيضا: في حياة المصري القديم (7).. استخدام الطين للمنازل والحجارة للمقابر



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك