تواجه نحو 6 ملايين أسرة بريطانية انقطاع التيار الكهربائي، اعتبارًا من ديسمبر المقبل (فصل الشتاء)، إذا استمرت الأزمة في سوق الطاقة الأوروبية في التعمق.

وقالت صحيفة «تايمز»، إنه تم تحذير أعضاء مجلس الوزراء البريطاني من أنه في أسوأ السيناريوهات، يجب تقنين إمدادات الطاقة في ساعة الذروة لجميع أشهر الشتاء الثلاثة.

ويمكن أن ينشأ وضع مماثل إذا استمر الصراع في أوكرانيا،في وقت تواجه فيه أوروبا نقصًا حادًا في الغاز.

وأضافت الصحيفة إن السيناريو الأسوأ الذي تدرسه السلطات البريطانية هو الوقف الكامل لإمدادات الغاز الروسي إلى الاتحاد الأوروبي.

وقال أحد أعضاء الحكومة البريطانية للصحيفة: «من بين أمور أخرى، إن هذا سيؤدي إلى انخفاض التوقعات لنمو الناتج المحلي الإجمالي في المملكة المتحدة في السنوات القادمة بسبب الزيادة الحادة في تكلفة الطاقة».

يأتي هذا فيما أضاف مصدر مسؤول: «من العدل أن نعد، كحكومة مسؤولة، خططًا لكل سيناريو يمكن أن يحدث، بغض النظر عن مدى احتمال حدوثه. بريطانيا مستعدة جيدًا لاضطرابات الإمدادات. على عكس دول الاتحاد الأوروبي، نحن نستفيد بشكل كامل من احتياطياتنا من الغاز في بحر الشمال، وترتبط منصات إنتاج الغاز النرويجي مباشرة بنظام نقل الغاز البريطاني، بالإضافة إلى ذلك، لدينا ثاني أكبر بنية تحتية للغاز الطبيعي المسال في أوروبا، بينما لا تمتلكها ألمانيا على الإطلاق، بالأخذ في الاعتبار اعتماد الاتحاد الأوروبي على الغاز الذي قدمه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فإن هذا الشتاء يمكن أن يكون صعبًا للغاية على دول القارة».

وتتلقى المملكة المتحدة حوالي 4% فقط من غازها من روسيا وتوفر بشكل مستقل 40-50% من احتياجاتها من خلال الودائع في بحر الشمال.

في الوقت نفسه، يعتمد سوق المملكة على الإمدادات من النرويج وقطر، وبالإضافة إلى ذلك، تتلقى المملكة الغاز عبر خطوط أنابيب الغاز البحرية التي تربطها ببلجيكا وهولندا.

وتشير «تايمز» إلى أن كلا البلدين يمكن أن يوقف الإمدادات عن المملكة المتحدة إذا واجهوا هم أنفسهم حالة طوارئ تتعلق بالطاقة، والأهم من ذلك كله، تخشى لندن من أنه على خلفية الزيادة الحادة في الطلب على الغاز في الاتحاد الأوروبي، يمكن أن تنخفض التسليمات من النرويج، التي قدمت العام الماضي 42% من إجمالي الغاز المستهلك في المملكة، إلى النصف.

وفقًا للصحيفة، سيؤدي النقص إلى توقف محطات الطاقة البريطانية التي تعمل بالغاز، والتي تغطي الآن ما يصل إلى ثلث إجمالي احتياجات المملكة من الكهرباء. كما ستضطر الشركات الصناعية التي تستخدم الغاز إلى التوقف عن العمل، وسيتعين على الأسر تحمل انقطاع التيار الكهربائي خلال ساعات الصباح والمساء في أيام الأسبوع، وفي أسوأ الحالات أيضًا في عطلات نهاية الأسبوع.

وفي هذا الصدد، طلب وزير الأعمال والطاقة والاستراتيجية الصناعية في المملكة المتحدة شبه كوارتنج من مالكي آخر ثلاث محطات طاقة تعمل بالفحم في البلاد، والتي كان من المفترض أن تغلق في أيلول، مواصلة العمل مؤقتًا.

كما يمكن تمديد فترة خدمة محطة الطاقة النووية البريطانية «Hinkley Point B»، التي بدأت العمل في عام 1976 وكان من المفترض أن تتوقف عن العمل هذا الصيف، لمدة عام ونصف.

بالإضافة إلى ذلك، تتفاوض الحكومة مع شركة »Centrica» للعودة إلى تشغيل مرافق تخزين الغاز المغلقة في عام 2017، حيث تعاني المملكة الآن من نقص في سعة تخزين الغاز. وفقًا لصحيفة The Times ، يمكن أن تحصل Centrica على مليار جنيه إسترليني (1.26 مليار دولار بأسعار الصرف الحالية) كدعم لهذا الغرض.