أعلنت الأمم المتحدة يوم الخميس موافقة إسرائيل على هدن يومية محدودة فى القتال الدائر فى قطاع غزة اعتبارا من يوم الأحد المقبل للسماح بتطعيم مئات الآلاف من الأطفال ضد مرض شلل الأطفال.

ونقل ريب بيبركورن ممثل منظمة الصحة العالمية عن الهيئة الإسرائيلية المسؤولة عن الشؤون الفلسطينية، القول إن القتال سيتوقف في ثلاث مناطق من الأراضي الفلسطينية من الصباح إلى بعد الظهر على مدار ثلاثة أيام متتالية.

وقال بيبركورن إنه "تم الاتفاق على أن الحملة ستتم (...) بطريقة مرحلية على مدى ثلاثة أيام".

وأضاف أن حملة تطعيم شلل الأطفال ستنطلق في الأول من سبتمبر في وسط غزة وفي اليومين التاليين تنطلق في جنوبي وشمالي القطاع.

ووفقا للمسؤول بمنظمة الصحة العالمية فإنه قد تكون هناك حاجة إلى يوم رابع لكل منطقة.

وتابع بيبركورن:"نتوقع أن يلتزم جميع الأطراف بذلك، وإلا فإنه سيكون من المستحيل القيام بحملة مناسبة، لأنك لن تصل إلى 90%"، في إشارة إلى النسبة المطلوبة من الأطفال الذين يجب تطعيمهم ضد فيروس شلل الأطفال من النوع 2 لتجنب تفشي المرض في غزة، حسبما ذكرت منظمة الصحة العالمية.

وستبدأ الهدن اليومية التي ستسهل تطعيم ما يربو على 600 ألف طفل ستبدأ في السادسة صباحا وتنتهي الساعة الثالثة مساء.

وبعد اكتشاف فيروس شلل الأطفال في مياه الصرف الصحي في غزة،  تم إدخال لقاحات ضد المرض لأكثر من 26ر1 مليون شخص إلى القطاع الساحلي الأسبوع الماضي والذي يعاني من حصار إسرائيلي مستمر.

وتتطلع الأمم المتحدة إلى تطعيم حوالي 640 ألف طفل تحت سن العشر سنوات ضد الفيروس في جولتين من التطعيمات.

ومن أجل إعطاء الجرعات دعا مسؤولو الأمم المتحدة إلى وقف إطلاق نار مؤقت في الحرب الدائرة في غزة التي بدأت قبل نحو 11 شهرا.

وعلى منصة التواصل الاجتماعي "إكس"،أعرب رئيس منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبرييسوس يوم الجمعة، عن قلقه البالغ بشأن حالة طفل يبلغ من العمر 10 أشهر.

ويعتبر الطفل من منطقة دير البلح في وسط قطاع غزة هو أول حالة مؤكدة لشلل الأطفال في قطاع غزة منذ 25 عاما. وأظهر الطفل علامات الشلل في ساقه اليسرى، لكن حالته مستقرة.

ومنذ نشوب الحرب التي أعقبت هجمات مباغتة لحركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى على إسرائيل في السابع من أكتوبر، لم يتلق العديد من الرضع في قطاع غزة التطعيمات.

ويساور منظمة الصحة العالمية القلق من انتشار المرض دون رصده، وسط انهيار أنظمة الرعاية الصحية في القطاع.

وقال رئيس منظمة الصحة العالمية في وقت سابق من هذا الشهر: "نحتاج إلى حرية مطلقة في حركة العاملين في مجال الصحة والمعدات الطبية لتنفيذ هذه العمليات المعقدة بأمان وفعالية".

ووفقا لبيبركورن، تعتمد منظمة الصحة العالمية والشركاء على مزيج من مراكز التطعيم والفرق المتنقلة لتطعيم الأشخاص في قطاع غزة.

وتم توفير 392 مركزا للعائلات في جميع أنحاء المنطقة. وأضاف أن ما يقرب من 300 فريق متنقل يجري نشرهم أيضا لتقديم اللقاحات إلى الأشخاص المحتاجين.

وفي المجمل، يجري نشر أكثر من 2100 موظف طبي لهذا الغرض. ويجري عادة إجراء جولة ثانية من التطعيمات بعد أربعة أسابيع من الجولة الأولى.