قال النائب محمد عبدالعزيز، وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب: "يأتي اجتماعنا اليوم في توقيت غاية في الأهمية، حيث ترتكب سلطات الاحتلال الصهيوني ضد المدنيين في قطاع غزة أكبر مجازر ضد الإنسانية في العصر الحديث، وسط صمت فاضح وكاشف من المجتمع الدولي، إلا من بعض الإدانات ذات الصوت الخافت، والتأثير الضعيف".
وأكد عبدالعزيز، "لقد رأينا جميعا ازدواجية المعايير في التعامل مع الانتهاكات الوحشية الخطيرة التي ترتكب ضد المدنيين والنساء والأطفال، ونحن نندرك أن القانون الدولي الإنساني ينبغي ألا يفرق بين حياة المدنيين على أساس اللون أو العرق أو الجنسية، لكننا رأينا من المجتمع الدولي تمييزا فاضحا يقسم المدنيين لدرجات تقلب الدنيا حين يتم المساس ببعضهم، بينما يغمض العالم العيون عن قتل النساء والأطفال، ويصم الآذان عن صوت القصف الموجه للمستشفيات والمدارس ضد أهلنا في غزة من قبل سلطات الاحتلال الصهيوني".
يأتي ذلك خلال اجتماع لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، والتي تستهدف تجهيز ملف متكامل عن الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني الأعزل واستهداف النساء والأطفال، لفضح الكيان الصهيوني.
وأوضح عبدالعزيز، "لقد جاء اجتماعنا اليوم بدعوة من لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب للعمل المشترك من أجل توثيق جرائم الحرب الصهيونية ضد المدنيين وما أكثرها".
ولفت إلى انتهاك سلطات الاحتلال كل العهود والمعاهدات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، ومن أهمها اتفاقيات جنيف الأربعة، وأخص بالذكر الاتفاقية الرابعة المعنية بحقوق المدنيين في حالات الحرب.
وأضاف، "فقد رأينا قصف للمستشفيات والمدارس ومقار منظمات الأمم المتحدة مثل الأونروا، كما تمتد انتهاكات سلطات الاحتلال الصهيوني لتخالف القانون الدولي الإنساني، وتعمل بكل وحشية على ارتكاب جرائم ضد الإنسانية منها جريمة التهجير القسري التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية عبر إزاحة أهل غزة إلى شبه جزيرة سيناء، وهو الأمر الذي ترفضه مصر قيادة وشعبا لما يمثله من تهديد خطير بتصفية القضية الفلسطينية، وكذلك يعتبر تهديدا مباشرا لأمن مصر القومي الذي هو خط أحمر لا يمكن المساس به أو الاقتراب منه".
وتابع عبدالعزيز، "كما تستمر الجرائم الصهيونية بعدم وجود مسارات آمنة لدخول المساعدات الطبية والغذائية والوقود، وهو الأمر الذي يعد كذلك جريمة حرب لا تسقط بالتقادم"، ونؤكد أن قطاع غزة بات في كارثة إنسانية كبرى، بسبب قطع الكهرباء والاتصالات والمياه ومنع دخول الوقود، مما جعل المنظومة الصحية في قطاع غزة على شفى الانهيار التام.
وأكد أن الكثير من المستشفيات توقفت عن تقديم الخدمات الطبية، إما بسبب عدم وجود وقود بسيارات الإسعاف أو قصف هذه السيارات نفسها أو عدم وجود وقود لتوليد الكهرباء للمستشفيات أو قصف المستشفيات نفسها كما حدث في مجزرة المستشفى الأهلي المعمداني.
وتابع، "ومن هنا فنحن نتوجه بكل الشكر والتقدير للرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي أصر بوضوح على دخول المساعدات عبر معبر رفح رغم صعوبة الموقف، وكذلك نتوجه بالتحية والتقدير للتحالف الوطني للعمل الأهلي والتنموي، الذي رابط شبابه المتطوعين أمام معبر رفح يصلون الليل بالنهار ليضمنوا دخول المساعدات إلى أهل غزة الصامدين أمام آلة القتل الصهيونية".
وقال: "إننا نحيي نضال الشعب الفلسطيني في نيل حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس، ونؤكد أهمية التوثيق المستمر لكل الجرائم الصهيونية، والتواصل مع برلمانات العالم والمنظمات الدولية لعرض كل هذه الحقائق حتى يعود الحق إلى أصحابه، وإننا نؤمن أن صوت الإنسانية لابد له أن ينتصر أمام مدافع القتل والدمار".
شارك في الاجتماع، كلً من المجلس القومي لحقوق الإنسان، والتحالف الوطنى للعمل الأهلي التنموي، ومنظمات المجتمع المدني، المنظمة العربية لحقوق الإنسان، التحالف المصري لحقوق الإنسان والتنمية، الشبكة العربية للإعلام الرقمي وحقوق الإنسان، المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، مؤسسة التنمية الإيجابية للشباب، المؤسسة العربية للدراسات الديمقراطية وحقوق الإنسان.