أعلن الدكتور محمد أحمد، مدير مشروع تعزيز التكيف مع تغير المناخ في الساحل الشمالي والدلتا، انتهاء 99% من الأعمال التي تغطي 69 كيلومترًا من الأراضي المنخفضة في 5 محافظات، هي: البحيرة، وكفر الشيخ، ودمياط، وبورسعيد، والدقهلية.
وأوضح أحمد، في لقاء مع عدد من الصحفيين الأربعاء، أن المشروع يوفر الحماية للمناطق المنخفضة الأكثر عرضة لمخاطر الغمر بمياه البحر، باستخدام مواد طبيعية صديقة للبيئة، مثل البوص والكثبان الرملية.
وأشار إلى أن فكرة استخدام البوص في الحماية من ارتفاع منسوب البحر جاءت من الأهالي، وخاصة في منطقة البرلس، الذين طبقوها أولًا لحماية منازلهم بطريقة بدائية.
وأضاف: "بدأنا التفكير في تطبيق الفكرة بتصميم هندسي ومواصفات معينة، ففوجئنا بوجود دراسة عن الأمر في مركز بحوث الصحراء، ثم بدأ معهد بحوث الشواطئ تطويرها ووضع الأسس الفنية لتطبيقها".
وأشار إلى بدء التنفيذ في منطقة تجريبية بامتداد 250 مترًا في كفر الشيخ عام 2016، وحققت نجاحًا كبيرًا، ثم بدأ التوسع في منطقة ثانية بامتداد 5 كيلومترات، حتى بدأ التعاون مع صندوق المناخ الأخضر في عام 2019.
وبيّن أحمد أن تنفيذ المشروع يتضمن عددًا من الضوابط، أهمها وجود شاطئ واسع، مما يجعل تنفيذه في محافظة الإسكندرية مثلًا يواجه صعوبة.
وأوضح أن التقديرات حتى عام 2100 تشير إلى ارتفاع منسوب البحر 60 سم، وأن المشروع يوفر حماية حتى متر، ويمكن زيادتها لاحقًا، مشيرًا إلى أن العمر الافتراضي لهذه الأعمال 25 عامًا.
وأضاف أن المشروع ممول بمنحة قدرها 31 مليون دولار من صندوق المناخ الأخضر، ويتضمن إلى جانب أعمال الحماية وضع خطة للإدارة المتكاملة للساحل الشمالي.
ونوه بأن خطة الإدارة المتكاملة تشمل وضع خرائط مخاطر للتنبؤ بالفيضان والنحر والترسيب وتسرب مياه البحر إلى المياه الجوفية، اعتمادًا على معادلات رياضية لأول مرة.
وبدوره، أكد الدكتور يسري الكومي، مسؤول التخطيط الاستراتيجي بالمشروع، انتهاء نحو 60% من خرائط المخاطر في 8 محافظات.
وأشار إلى أن الخرائط تتنبأ بالأماكن التي قد تتعرض للمخاطر الطبيعية خلال 5 أو 10 سنوات، وتصنيفها إلى متوسطة أو كبرى، مما يتيح إما عدم إقامة منشآت فيها أو تنفيذ أعمال حماية استباقية.
وأكد الكومي أن مشروع تعزيز التكيف مع تغير المناخ مصري 100%، وأنه لأول مرة يُجرى التدريب على إدارة الأزمات في مرحلة الوقاية، دون انتظار حدوثها.
ومن جانبه، قال حسن جبر الله، المنسق الإعلامي لمشروع تعزيز التكيف مع تغير المناخ، إن تكلفة أعمال الحماية باستخدام المواد الطبيعية تبلغ نحو 25% من تكلفة الحماية التقليدية باستخدام الأحجار والكتل الخرسانية.
وأضاف جبر أن أعمال الحماية بامتداد 69 كيلومترًا تحمي منشآت واستثمارات بقيمة 192 مليار جنيه، وتوفر فرص عمل لأهالي المنطقة، الذين يشاركون في التنفيذ.