وبدأ عصر الهيدروجين الأخضر.. وقود المستقبل يبدأ التدفق (2-2) - بوابة الشروق
السبت 5 أكتوبر 2024 8:29 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

وبدأ عصر الهيدروجين الأخضر.. وقود المستقبل يبدأ التدفق (2-2)

مشروع نيوم للهيدروجين في منطقة الأوكساجون
مشروع نيوم للهيدروجين في منطقة الأوكساجون
تحقيق - مجدى أبوالفتوح
نشر في: السبت 30 ديسمبر 2023 - 8:09 م | آخر تحديث: السبت 30 ديسمبر 2023 - 8:29 م

• محمود محيى الدين: الهيدروجين الأخضر إضافة مهمة لمزيج الطاقة وفقاَ لظروف كل دولة
• طارق الملا: إنتاج الأمونيا الخضراء سيحقق عوائد بالعملات الأجنبية من التصدير لأوروبا
• ديفيد إدموندسون:جارٍ إنشاء أكبر مصنع للهيدروجين الأخضر فى العالم بنيوم.. والإنتاج فى 2026
• مدير هيدروجين عمان: وقعنا اتفاقية مع ميناء أمستردام لتصدير الهيدروجين.. وإنتاج مليون طن فى 2030
• «مصدر الإماراتية»: نتوقع وصول حجم سوق الهيدروجين إلى 11 تريليون دولار بحلول 2050
• نائب وزير المناخ الإستونى: ننفذ مع فنلندا مشروع وادى الهيدروجين الأخضر


فى خطوة تواكب التوجه العالمى نحو الاعتماد على مصادر الطاقة الجديدة النظيفة، بدأت العديد من الدول تنفيذ مشروعات الهيدروجين الأخضر انتظارا لبدء الإنتاج التجارى فى عام 2026.

ويتركز رهان قطاع الهيدروجين الأخضر على التطور التكنولوجى والتوسع فى مشروعاته لخفض تكلفة إنتاجه فى المستقبل القريب حتى يصبح قادرا على منافسة الوقود الأحفورى الملوث للبيئة، فيحقق المعادلة الصعبة وهى المحافظة على البيئة وتوفير الطاقة بتكلفة مقبولة.

تحتاج مشروعات الهيدروجين الأخضر، إلى مليارات الدولارات على مدى عدة سنوات، وبنية أساسية خضراء مساندة لها حتى تتوافق مع القواعد الخاصة باستخدام هذه الطاقة فى الداخل والخارج، بحسب الدكتور محمود محيى الدين، رائد المناخ للرئاسة المصرية لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخى COP27 والمبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل أجندة 2030 للتنمية المستدامة.

محيى الدين قال لـ«الشروق»: إن النظام الاقتصادى يعتمد على نسقٍ عام، ولا يمكن فصل مكوناته عن بعضه البعض، ويحتاج إلى القطاعات الإنتاجية المختلفة.

وفى مجال طاقة الهيدروجين الأخضر لا يمكن القول أنه المنقذ أو قاطرة التنمية ولكنه يعمل جنبا إلى جنب بنسب محددة وفقا لقدرات الدول على تحمل تكاليف هذا المجال؛ لأنها ليست مجرد إقامة مشروع ولكن إقامة شبكة متكاملة معه لتطوير هذه المشروعات، ولذلك لا يمكن التقليل فى حالة مصر من المزيج الأمثل للوقود.

وأضاف محيى الدين أن الهيدروجين الأخضر وقود المستقبل وهو يعتمد على الطاقة المتجددة، وعلى تطوير التكنولوجيا والاستثمار فيها لتخفيض تكلفتها وتحسين صياغتها لمصر.

وأكد محيى الدين أن مصر لديها منذ فترة طويلة جدا مجالات لتطوير مصادر الطاقة المائية من خلال بناء القناطر والسدود على مجرى نهر النيل واستخدامها فى توليد الكهرباء، كما أن مصر تتمتع بفرصة فى المرحلة الانتقالية لتخفيض الاعتماد بزيادة كفاءة استخدام جميع مصادر الطاقة المتعارف عليها.

قال المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، إن مصر تستهدف التحول إلى واحدة من رواد العالم فى اقتصاد الهيدروجين منخفض الكربون، وتعظيم فرص توطين صناعة مكونات إنتاج الهيدروجين، وتأمين وتنويع مصادر للطاقة وتعزيز خفض الانبعاثات بما يتفق والجهود الوطنية لحماية البيئة.

وأضاف الملا لـ«الشروق»: نجحت وزارة البترول بجذب شركة سكاتك النرويجية لتنفيذ مشروعين بالتعاون مع الشركات التابعة لقطاع البترول لإنتاج الميثانول الحيوى والأمونيا الخضراء، وتصل التكلفة الاستثمارية الإجمالية للمشروعين نحو 3 مليارات دولار، مشيرا إلى أن مشروع إنتاج الأمونيا الخضراء سيسهم فى استمرار شركات القطاع فى تحقيق عوائد بالعملات الأجنبية من التصدير للاتحاد الأوروبى دون التأثر بإعلان الاتحاد الأوروبى بدء تطبيق أعباء ضريبية وجمركية على واردات الأمونيا التقليدية ضمن آلية تعديل حدود الكربون (CBAM) بدءًا من عام 2026.

وتابع الملا: كما تم توقيع مذكرة تفاهم مع مؤسسة الطاقة الصينية لتعزيز التعاون فى إنشاء مشروع مشترك لإنتاج الهيدروجين الأخضر فى شركة شمال أبو قير للمغذيات الزراعية.

وأوضح أن الشركات التابعة لقطاع البترول تعكف بالتعاون مع شركة سكاتك النرويجية على دراسة مشروع لإنتاج الميثانول الحيوى فى مصر كوقود أخضر للشحن البحرى وذلك باستخدام الهيدروجين الأخضر، وسيعزز هذا المشروع، والذى يعد الأول من نوعه فى مصر والشرق الأوسط، من دور مصر كمركز إقليمى للوقود الأخضر فضلا عن وضع مصر على خريطة الممرات البحرية الخضراء.

مشروعات سلطنة عمان

أكد المهندس عبدالعزيز الشيذانى المدير العام لشركة هيدروجين عمان، أن سلطنة عمان قطعت خلال العامين الماضيين شوطًا كبيرًا فى إطلاق إمكانات القطاع للهيدروجين الأخضر، وإطلاق رؤية عمان 2040 التى أكدت تنويع مصادر الطاقة ومصادر الدخل الوطنى وخلق فرص عمل للشباب والالتزام بالأبعاد البيئية.

وأضاف الشيذانى أن عمان أعلنت العام الماضى التزامها بالوصول للحياد الكربونى بحلول عام 2050 وأطلقت استراتيجية عمان للهيدروجين الأخضر.

وقال الشيذانى إن أهداف استراتيجية سلطنة عمان إنتاج ما لا يقل عن مليون طن بحلول عام 2030 وصولا إلى 3.75 بحلول 2040 منها، وصولا من 8 إلى 8.5 مليون طن سنويا من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2050.

وتابع: «فى يونيو الماضى وقعنا خمس اتفاقيات لتنفيذ المشروعات فى منطقة الدقم القريبة من ميناء الدقم»، مشيرا إلى وجود 14 شركة عالمية شكلت خمسة تحالفات وقعنا معها بتكلفة إجمالية 30 مليار دولار تستثمر فى السلطنة خلال الـ 7 سنوات القادمة حتى 2030.

وحول تصدير الهيدروجين، قال الشيذانى: «وقعنا اتفاقية مع ميناء أمستردام الهولندى لتصدير الهيدروجين، وسنصدره إلى الأسواق الحالية فى كوريا واليابان وربما الصين فى الشرق، وفى الغرب إلى دول هولندا وألمانيا وبلجيكا، مؤكدا أن الخيارات المتاحة إما أن ينقل فى صورة أمونيا وبالتالى سيتم تكسير الأمونيا مرة ثانية لإخراج هيدروجين مرة ثانية، وهناك مؤشر جيد حول هذا الخيار فى عدد من موانئ أوروبا.

وتابع الشيذانى، أن الخيار الثانى هو الميثانول، بينما الخيار الثالث هو استخدام الهيدروجين كطاقة مباشرة، ولكن خيار إسالة الهيدروجين على غرار الغاز الطبيعى المسال ونقله بصيغته السائلة إلى الأسواق، ليعاد تحويله إلى الحالة الغازية لاستخدامه، صعب فى الوقت الراهن ومكلف بصورة كبيرة.

وأشار الشيذانى إلى أنه جارٍ دراسة تقييم الجدوى الاقتصادية والفنية والجوانب المتعلقة بالسلامة فى خلق مسار مباشر بين ميناء الدقم فى سلطنة عمان إلى ميناء أمستردام فى هولندا.

«نيوم» تنفذ أكبر مصنع فى العالم

أكد الرئيس التنفيذى لشركة نيوم للهيدروجين الأخضر السعودية ديفيد إدموندسون، أن أهمية إنتاج الهيدروجين الأخضر فى نيوم تكمن كونه يوفر مصدرا للوقود للقطاعات التى يصعب تخفيف حدة الانبعاثات فيها مثل وسائل النقل كالحافلات والشاحنات والقطارات، بالإضافة إلى شركات الصلب، والأسمنت الملزمة بتخفيض بصمتها الكربونية وتحقيق صافى صفر انبعاثات، لذا يمثل استخدام الهيدروجين الأخضر فرصة مهمة للغاية بالنسبة لها لبلوغ هذا الهدف.

وأوضح إدموندسون لـ«الشروق»، أنه من المقرر البدء فى إنتاج الأمونيا الخضراء فى نهاية عام 2026 ليتم التشغيل التجارى الكامل بإنتاج ما يصل إلى 600 طن مترى من الهيدروجين الأخضر يوميا.

وأعرب إدموندسون، عن اعتقاده بأن إنتاج الهيدروجين الأخضر فى الوقت الحالى أمر اقتصادى، قائلا: «المنتج الذى ننتجه يكون بالسعر الذى يمكننا بيعه فى السوق، وأبرمنا صفقة مع شركة «إير برودكتس»، لشراء 100% من الهيدروجين الأخضر الذى سيجرى إنتاجه فى المصنع ونقله على شكل أمونيا خضراء لمدة 30 عاما.

وأوضح إدموندسون، تقود شركة نيوم للهيدروجين الأخضر المساعى العالمية الرامية إلى التحول نحو وقود خالٍ من الكربون، عبر إنشاء أكبر مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر فى العالم، مشيرا إلى أن المصنع يمتاز بموقعه الاستراتيجى فى «أوكساجون» فى نيوم، للحصول على مصادر موثوقة ومستدامة من الطاقة المتجددة عبر محطات برية لتوليد طاقة الرياح والطاقة الشمسية.

وأضاف إدموندسون، كما يسهم تواجد المصنع على مقربة من البحر وحصوله على ميناء خاص به فى تسهيل عمليات التصدير إلى كل أنحاء العالم؛ حيث يقع فى قلب طرق الشحن الرئيسية.

وتابع إدموندسون، يتكون المشروع من مصنع إنتاج الهيدروجين الأخضر، ومحطة الطاقة الشمسية بقدرة إنتاجية تصل إلى 2.2 جيجاوات فى منطقة شقرى، ومحطة طاقة الرياح بقدرة إنتاجية تصل إلى 1.6 جيجاوات بالقرب من العقبة، مشيرا إلى أن شركة نيوم للهيدروجين الأخضر عبارة عن مشروع مشترك بالتساوى بين «أكوا باور» و«إير برودكتس» و«نيوم».

وحول استثمارات المشروع قال إدموندسون، إنها بلغت 8.4 مليار دولار، وإبرام اتفاقيات تمويل المشروع مع مجموعة متنوعة من 23 مصرفا وجهة استثمارية محلية وإقليمية ودولية.

وعن تنفيذ أعمال المشروع، قال إدموندسون، تمت ترسية جميع العقود الفرعية الرئيسية للمشروع، وجارٍ أعمال البناء فى المصنع.

وأضاف إدموندسون: «بدأت أولى الشحنات الرئيسية بالوصول إلى ميناء نيوم فى أوكساجون، وتركيب توربينات الرياح التى تم استلامها فى أكتوبر الماضى ونقلها إلى الموقع بالقرب من خليج العقبة.

تطبيق التقنيات

ومن الشرق الأوسط إلى شمال أوروبا، قال نائب وزير المناخ الإستونى كيت كاسيميت، إن إستونيا بدأت تطبيق تقنيات الهيدروجين الأخضر على نطاق تجريبى فى بعض مشاريع الطيران كوقود نظيف وبنسبة قليلة كوقود للقطارات والسيارات، وأنشأنا بعض محطات الوقود التى تزود السيارات به.

وأضاف كاسيميت: «نستخدم تقنيات التحليل الكهربائى لإنتاج الهيدروجين الأخضر بهدف استخدامه على نطاقات أوسع فى قطاع المواصلات والعبارات والحافلات الثقيلة والقطارات، ونسعى إلى توفيره للاستخدام فى قطاع صناعة الطاقة».

وأوضح كاسيميت لـ«الشروق»: «نحن فى المراحل الأولى من مشاريع كبرى مع بعض الشركات، وهدفنا رؤية نتائج ملموسة على نطاق أوسع بحلول عام 2026، وفى 2030 نهدف إلى توسيع استخدام الهيدروجين بشكل أكبر».

وتابع «على الرغم من أن إستونيا دولة صغيرة، إلا أنها تحافظ على علاقات وثيقة مع جارتها فنلندا، ومنخرطون معا فى مشروع مشترك يسمى «وادى الهيدروجين الأخضر»، ورغم أن مشروعنا أصغر نسبيًا، إلا أننا ملتزمون بزيادة استخدامنا للهيدروجين بحلول عام 2030.

وقال كاسيميت، إننا نستكشف مختلف القطاعات فى الوقت الحالى، ونرى الآفاق الواعدة فى مجال النقل البحرى، سواء الداخلى أو عبر الحدود، بالإضافة إلى ذلك، نقوم باختبار استخدام الهيدروجين فى سيارات الأجرة، ولكن الشاحنات الثقيلة قد تكون أكثر كفاءة من حيث التكلفة، وبشكل عام، ينصب تركيزنا على تطوير تكنولوجيا الهيدروجين وتطبيقاتها، مع رؤية للعب دور مهم فى حلول الطاقة المستدامة للمستقبل.

وأوضح كاسيميت أن إستونيا ستستخدم لإنتاج الهيدروجين طاقة الرياح بشكل رئيسى، حيث لدينا كمية كبيرة من طاقة الرياح، وعلى الرغم من أن لدينا أيضا العديد من مجمعات الطاقة الشمسية، إلا أن ضوء الشمس المحدود يجعل الطاقة الشمسية أقل كفاءة بالنسبة لنا.

وأوضح كاسيميت أن تكنولوجيا الهيدروجين الأخضر باهظة التكلفة، وتتطلب استثمارات كبيرة، ونظرًا لصغر حجم السوق الإستونية نسبيا، فإننا نتوخى الحذر بشأن تحديد هدف ملموس للهيدروجين إلى أن ننشئ وسائل موثوقة لنقل الهيدروجين، ونحن بحاجة إلى إجراء اختبارات أولا لفهم أفضل لجدوى وإمكانات دمج الهيدروجين الأخضر كمصدر للطاقة المتجددة فى بلدنا.

الإمارات والطاقة النظيفة

قالت الدكتورة فىء الحرش رئيس قسم تطوير الأعمال فى إدارة الهيدروجين الأخضر بشركة أبوظبى لطاقة المستقبل «مصدر» إن «شركة مصدر تعتبر رائدة فى استكشاف فرص إنتاج الهيدروجين منذ عام 2008، ونحن ماضون فى تسريع وتيرة الاستثمار فى قطاع الهيدروجين الأخضر بهدف تطويره ودعم التنويع الاقتصادى لدولة الإمارات والتحول العالمى نحو الطاقة النظيفة حيث اعتمدت إدارة الهيدروجين الأخضر فى «مصدر» نهج «المبادرة الذكية» من خلال التطوير والاستثمار فى المشاريع الاستراتيجية وبناء منصات قابلة للتطوير فى الأسواق الرئيسية، وبناء على ذلك، تستهدف «مصدر» إنتاج مليون طن من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030، إلى جانب 100 جيجاوات من الطاقة المتجددة.

وأضافت الحرش لـ«الشروق» من المتوقع وصول حجم الطلب العالمى على الهيدروجين الأخضر إلى نحو 20 مليون طن سنويا بحلول عام 2030، ولهذا يجب العمل على تحقيق زيادة كبيرة فى إنتاج الطاقة المتجددة فى العالم ومواصلة التركيز على تطوير سلسلة قيمة الهيدروجين الأخضر بالكامل، بما فى ذلك البنية التحتية، ونشرها.

وحول المشروعات الجارى والمخطط تنفيذها لشركة مصدر، قالت الحرش، إنه على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة، تعمل «مصدر» مع شركائها على تطوير مشاريع طموحة لإنتاج الهيدروجين الأخضر فى أبوظبى، ونخطط لإنتاج نصف الطاقة المستهدفة من الهيدروجين الأخضر فى أبوظبى، لترسيخ دور أبوظبى الريادى فى قطاع نقل الطاقة وجعل أبوظبى منصة دولية لإنتاج وتصدير الهيدروجين منخفض الكربون إلى العالم.

وأضافت الحرش: «وقعنا اتفاقية لتطوير محطة متكاملة لطاقة الرياح البحرية والهيدروجين الأخضر فى أذربيجان بقدرة 2 جيجاوات، ووقعت «مصدر» مؤخرا اتفاقية مع شركة الطاقة اليابانية «إنبكس» لاستكشاف فرص إنتاج ميثان صناعى فى أبوظبى».

وحول مشروعات مصدر فى مصر، قالت الحرش: تلتزم «مصدر» بتعزيز التزامها بدعم تحقيق أهداف الحياد المناخى لجمهورية مصر العربية، حيث نعمل على تطوير مشروعات للهيدروجين الأخضر فى مصر بقدرة إجمالية تبلغ 4 جيجاوات بحلول عام 2030 حيث نتعاون مع الشركاء فى مصر على تطوير محطتين لإنتاج الهيدروجين الأخضر واحدة فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وأخرى على ساحل البحر الأبيض المتوسط. ويسعى الائتلاف لإنتاج ما يصل إلى 480 ألف طن من الهيدروجين الأخضر سنويا، من خلال محللات كهربائية بقدرة 4 جيجاوات بحلول عام 2030.

وتابعت الحرش: «يخطط الائتلاف خلال المرحلة الأولى إنشاء محطة لإنتاج الهيدروجين فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، بحلول عام 2026، بهدف تموين سفن النقل البحرى فى القناة، وسيتم زيادة محطات تصنيع المحللات الكهربائية ضمن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وعلى ساحل البحر الأبيض المتوسط لتوفر طاقة إنتاجية قد تصل إلى 4 جيجاوات بحلول عام 2030 لإنتاج 2.3 مليون طن من الأمونيا الخضراء المعدة للتصدير إلى جانب تزويد الصناعات المحلية بالهيدورجين الأخضر».

وحول تكلفة إنتاج كيلو الهيدروجين الأخضر، قالت الحرش، لا يوجد حاليا تصور قاطع ومحدد لتكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر، لأنه يعتمد على عدة عوامل من ضمنها الموقع، وتوفر مصادر الطاقة المتجددة، ومدى توفر البنية التحتية اللازمة، والأطر التنظيمية والحوافز الاقتصادية وغيرها، ونسعى جاهدين لأن تكون أبوظبى من الأماكن الأكثر تنافسية فى إنتاج الهيدروجين الأخضر عالميا.

وأشارت الحرش إلى أن استراتيجية الإمارات للطاقة 2050 تستهدف الاستحواذ على 25 فى المائة من سوق الهيدروجين منخفض الكربون العالمى بحلول عام 2030، ما يسهم فى دفع عجلة تطوير قطاع الهيدروجين الأخضر فى جميع أنحاء العالم. ومع توقعات بأن يصل حجم السوق إلى 11 تريليون دولار بحلول عام 2050، فإننا نستثمر فى تكنولوجيا الهيدروجين ونعمل على الاستفادة من الهيدروجين كمصدر للطاقة لتلبية الطلب العالمى على الطاقة.

تطوير التكنولوجيا

قال خافيير كافادا الرئيس والمدير التنفيذى لشركة ميتسوبيشى باور فى أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، إن ميتسوبيشى باور تهدف إلى أعلى موثوقية للمنتج من خلال الحرق المشترك وإطلاق الهيدروجين بنسبة 100% فى توربينات الغاز، ويأتى هذا تأكيدا على التزامها بتطوير تكنولوجيا الهيدروجين الأكثر تقدما، وتستمر الشركة بتنفيذ التوسع المتتالى من خلال تقديم الجيل الجديد من تكنولوجيا إنتاج الهيدروجين بما فى ذلك أنظمة التحليل الكهربائى لخلايا وقود الأكسيد الصلب (SOEC)، ومحلل الهيدروجين بغشاء تبادل الأنيون (AEM).

وأضاف كافادا لـ «الشروق» أنه فى إطار التطور المستمر لزيادة الطاقة الإنتاجية للهيدروجين، قامت شركة هيدروجين برو النرويجية الشريك الصناعى لميتسوبيشى باور بتصنيع المحلل الكهربائى الذى بإمكانه أن ينتج 1100 نيوتن متر مكعب فى الساعة من الهيدروجين، وهى القدرة الإنتاجية الأعلى فى العالم.

وعن تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر، قال كافادا، تختلف تكلفة كيلو الهيدروجين باختلاف البلدان ومصادر إنتاجه وطلب العملاء والمواصفات المطلوبة، موضحا أن إنتاج الهيدروجين سيكون اقتصاديا بزيادة تسويقه تجاريًا، وخفض تكلفته، وهذا ما شهدناه عندما زادت مبيعات السيارات الكهربائية والألواح الشمسية مثلا.

وأضاف شهدنا زيادة ملحوظة فى مشاريع استثمار الهيدروجين فى السنوات الأخيرة فى المنطقة، بما فى ذلك الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر وسلطنة عمان، وسيؤدى ذلك إلى زيادة حجم الطلب مما يمكن المنطقة من التصدر عالميا فى تصنيع وتصدير الطاقة النظيفة إلى مناطق أخرى حول العالم.

وقال إيلى رزق، نائب الرئيس للعملاء الرئيسيين فى ميتسوبيشى باور بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إن «ميتسوبيشى باور تعد شريكا استراتيجيا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية فى مصر، وأسهمت تقنياتها فى تقديم أفضل حلول الطاقة لرفع قدرات البنية التحتية لقطاع الطاقة فى مصر.

وأضاف رزق، لـ«الشروق»، «تتطلع مصر إلى اعتماد تقنيات الهيدروجين لزيادة تنويع مزيج الطاقة، وذلك إلى جانب مواصلتها تجديد قطاع الطاقة الذى يتوسع بوتيرة سريعة، وسيدعم إنشاء منشآت الهيدروجين الأخضر خطة الحكومة لجعل مصر مركزا عالميا رائدا فى مجال الطاقة، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030.

وتابع رزق أن ميتسوبيشى باور لديها تكنولوجيا عالية لإنتاج الهيدروجين وتخزينه ونقله وتقوم بتطويرها، مشيرا إلى أن توليد الكهرباء يكون بنسبة 100% من الغاز، وحاليا ندخل نحو 30% من الهيدروجين الأخضر فى توليد الطاقة، موضحا أنه بتطوير التكنولوجيا سنصل إلى 100% من طاقة الهيدروجين الأخضر.

وأكد رزق أن أجهزة التحليل الكهربائى الموجودة حاليا تنتج كميات قليلة من الهيدروجين، لكن بتطور التكنولوجيا وزيادة الاستثمارات ستنخفض التكلفة ويصبح مثل سعر الغاز الطبيعى الذى يبلغ حاليا أقل من ثلث سعر الهيدروجين.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك