أفاد تقرير حديث مدعم بأقوال محللين إسرائيليين وشهود عيان، بتنفيذ المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، عملية تحشد جديدة لجنودها شمالي القطاع، رغم مزاعم إسرائيلية بالسيطرة الكاملة عليه؛ بينما أشار التقرير لاقتدار الشرطة الفلسطينية الموالية للمقاومة على ضبط الأمن في مناطق الجنوب بالرغم من ضراوة القصف الإسرائيلي.

وقالت صحيفة الجارديان البريطانية، إن مقاتلي حماس عادوا إلى شمال غزة، حيث يقومون بالتعبئة ضد القوات الإسرائيلية وإعادة بناء نظام الحكم، حسبما يقول مسئولو الإغاثة وسكان غزة ومحللون ومسئولون إسرائيليون.

وذكر إيل هولتا رئيس مجلس الأمن الوطني الإسرائيلي السابق لصحيفة الجارديان البريطانية، أن أنباء تكررت على مسامعه تؤكد عودة مقاتلي المقاومة لشمال غزة، مضيفا أن ذلك خبر سيئ للإسرائيليين.

وقال مايك مايلستون محلل بمركز دراسات الأمن القومي بإسرائيل، إن المقاومة نجت من ضربة الاحتلال بالشمال، ويتواجد مقاتلو المقاومة في كل من مخيم الشاطئ وجباليا والشجاعية.

وأضاف أنه بالرغم من غياب تواجد نظامي للمقاومين؛ فإن القناصين ومخططي الكمائن لا يزالون فاعلين بالمنطقة.

وقال ضابط إسرائيلي مقاتل في غزة للجارديان، إنه سواء أن المقاومين لم يغيبوا عن الشمال أصلا أو عادوا من جديد فهم موجودين بالفعل.

وأشار مايلستون، إلى أن المقاومة تقوم بنوع من أعمال الشرطة في مناطق الشمال من خلال هيئة الدفاع المدني التي وصفها بأنها موالية لحركة حماس الفلسطينية.

وأشارت الصحيفة في تقريرها، إلى إن حماس ما تزال تحتفظ بسيطرة صارمة على الجنوب، حيث يتركز قسم كبير من السكان، على الرغم من انهيار النظام المدني في المناطق الوسطى.

وأكد عدد من موظفي الأمم المتحدة والصليب الأحمر للجارديان، أنه بالرغم من ضراوة القصف الإسرائيلي علي جنوب غزة؛ فإن الشرطة الفلسطينية الموالية للمقاومة تفرض الأمن بين الفلسطينيين وتقوم بحراسة شاحنات المساعدات من أعمال النهب.

وأضاف موظف بالأمم المتحدة، أن تواجد شرطة المقاومة يغيب عن مناطق وسط غزة على غرار مخيم المغازي، وبالتالي تكثر عمليات نهب شاحنات المساعدات من قبل عائلات فلسطينية تملك النفوذ والسلاح.

وعن مزاعم جيش الاحتلال بالقضاء على ثلث مقاتلي كتائب القسام، قال مايلستون، إنه من المتوقع أن تبدأ القسام بتجنيد الفلسطينيين، مضيفا أن قاذف الياسين سهل الاستخدام وبوسع شخص عمره 16 سنة أن يستخدمه.

وأوضحت الصحيفة، أن العودة الواضحة لحركة حماس في المناطق التي استولت عليها القوات الإسرائيلية وطهرتها خلال الهجوم الذي دام ما يقرب من 4 أشهر تؤكد الصعوبات التي يواجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في الوفاء بوعده بـ"سحق" حماس، بحسب قوله.