احتشد آلاف المتظاهرين فى العاصمة الماليزية كوالالمبور، أمس، فى ثانى يوم من الاحتجاجات، للمطالبة باستقالة رئيس الوزراء نجيب عبدالرزاق، بسبب فضيحة مالية يبلغ حجمها ملايين الدولارات.
وتلقى المتظاهرون دعما غير متوقع، أمس الأول، من رئيس الوزراء السابق مهاتير محمد، الذى ظهر فى موقع الاحتجاج بالعاصمة، حسب رويترز.
جاءت مظاهرات أمس، بعد أن قضى المئات من المتظاهرين، ليلة السبت، فى العراء، بوسط كوالالمبور بعد نهاية أول يوم من تجمع لفت أنظار الشارع إلى أزمة سياسية أثارتها تقارير عن تحويل غامض لأكثر من 600 مليون دولار إلى حساب باسم نجيب.
وصمد نجيب الذى ينفى ارتكابه أى خطأ فى وجه العاصفة حتى أمس. ويقول محللون إنه من غير المحتمل أن يدفع التجمع رئيس الوزراء للاستقالة، بسبب افتقاره لزعيم قوى.
إلى ذلك، شددت السلطات اجراءات الأمن فى العاصمة، ووقفت شاحنات شرطة مكافحة الشغب على أهبة الاستعداد.
كانت السلطات رفضت طلبا قدمته منظمة «بيرسيه» المطالبة بالديمقراطية، قبل انطلاق المظاهرات، للحصول على تصريح بتنظيم احتجاج. كما أوقفت الحكومة الدخول إلى موقع المنظمة على الانترنت وحظرت ارتداء قمصانها الصفراء اللون على الرغم من أن اللون الأصفر كان هو السائد فى الحشد، طوال اليومين الماضيين.
وقدر مراقبون عدد المتظاهرين فى أول أيام الاحتجاجات، بعشرات الآلاف. وشعر المحتجون بسعادة غامرة لدى حضور مهاتير محمد بشكل مفاجئ للتجمع، حسب رويترز.
وقالت منظمة بيرسيه إن هذا الدعم الصريح من مهاتير قد يضيف قوة زخم لحركتها. ومهاتير زعيم يحظى باحترام كبير ويبلغ من العمر 90 عاما وكان فى الماضى نصيرا لنجيب وهو الآن من أشد منتقديه.
ومنذ يوليو الماضى، يسود ماليزيا تقارير تقول إن المحققين الذين يتولون التحقيق فى سوء إدارة وفساد فى صندوق تنمية ماليزيا (وان إم.دى.بي) المثقل بالديون اكتشفوا تحويل ما يربو على 600 مليون دولار لحساب رئيس الوزراء. فيما ينفى نجيب (62 عاما) حصوله على أى أموال لمكاسب شخصية.