استيرادنا عدو اقتصادنا.. الغذاء والمحاصيل الزراعية - شيرين عبد الرءوف القاضى - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 7:18 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

استيرادنا عدو اقتصادنا.. الغذاء والمحاصيل الزراعية

نشر فى : الإثنين 6 فبراير 2012 - 9:15 ص | آخر تحديث : الإثنين 6 فبراير 2012 - 9:15 ص

 من هو العدو الحقيقى لاقتصادنا؟ فى رأيى هو الاستيراد العشوائى والمخرب لكل مقوماتنا الوطنية. يقول لنا تحليل ما استوردناه فى سنة مالية واحدة 2010/2011 وفقا لبيانات جهاز التعبئة والإحصاء إن إجمالى وارداتنا وصل إلى 50,8 مليار دولار فى 30/6/2011 تمثلت فى 6000 منتج وسلعة استوردناها من 180 دولة.

 

وتعتبر وارداتنا من الغذاء والمحاصيل الزراعية والتجارية فى وجهة نظرى المسمار الأول فى نعش اقتصادنا مما له تأثير بالغ الخطورة على أرضنا الزراعية ومجتمع الفلاحين والصيادين وهم نصف مصر تقريبا وكذلك الصناعات المرتبطة والتأثير السلبى لتلك الواردات على استثماراتها وأرباحها والعمالة بها علاوة على استنزاف الاحتياطى الأجنبى. وقد بلغت أهم الواردات الغذائية والزراعية قرابة 10 مليارات دولار (20 % من إجمالى وارداتنا) على النحو التالى: أولا، قمح بقيمة 2.9 مليار دولار ومازلنا نؤكد أننا لا نحتاج معظمه ولابد من التخطيط الزراعى. ثانيا، ذرة بقيمة 1.6 مليار دولار برغم أنه أسهل محصول للفلاح المصرى. ثالثا، سكر قصب خام باجمالى 400 مليون دولار وذلك بعد اغتيال مزارع القصب فى الصعيد. ورابعا، نستورد فول وعدس بحوالى 326 مليون دولار.

 

أضف إلى ذلك واردات بطاطس بـ115 مليون دولار، وحمص ورز بـ28 مليون دولار، وفول سودانى بقيمة 8 ملايين دولار، وطماطم وفاصوليا وتوم ولوبيا بـ  15مليون دولار. ولا يتوقف الأمر هنا فمصر تستورد برقوق وتين وموز وعنب بـ18 مليون دولار ! ناهيك عن بذور خضار وترمس وكسبرة وكتان بــ7 ملايين دولار بالرغم أن الفلاحين يعرفون إنتاج البذور منذ التاريخ.

 

أما عن القطن (الذهب الأبيض) فعلى النحو التالى، قطن خام بقيمة 340 مليون دولار، مع أنه مخزن فى بيوت الفلاحين إلى الآن، وخيوط القطن بحوالى 448 مليون دولار،  مع أن مصانع الحليج تنتظر القطن. كما نستورد أقمشة منسوجة  بـ536 مليون دولار، مع أن شركات النسيج ممكن أن تنتج معظم هذه المنسوجات محليا، وسجاد بـ 48 مليون دولار، وشالات وأوشحة ومناديل رأس بنحو 19 مليون دولار، والتى تقتل مجتمع الحرف المنزلية البسيطة.

 

وتستورد مصر من  غذائها البروتينى علفا  بحوالى 524 مليون دولار فى حين لو أن دورتنا الزراعية متكاملة يمكن لنا إنتاجه، ولحوم مجمدة وقطع وأحشاء إلخ بقيمة 1 مليار دولار ومعظمها لا يصلح وغير مطابق للمواصفات، وأسماك بحوالى 475 مليون دولار بالرغم من كل ما لدينا من مياه. بالإضافة إلى ألبان وجبن وزبدة ونشا بقيمة  935 مليون دولار لأن مصانعنا «بتتدلع» ولا يوجد منظومة لشراء الألبان من المربين بأسعار عادلة. ولا ننس وارادت بـ40 مليون دولار من العصائر وزيت الزيتون والنشادر.

 

هل أدركتم المؤامرة والخراب؟ فنحن لا نأكل من أرض مصر وبيد فلاحى مصر ولا نتغذى من منتجات مصر ولا نلبس أقطان مصر. يمكننا أن نوفر قدرا كبيرا من هذه الـ10 مليارات دولار سنويا وننقذ نزيف الاحتياطى الأجنبى، إذا تواجدت العزيمة الصادقة لإنقاذ الوطن والعناية بمجتمع الفلاحين والصيادين وأسرهم. أما عن زراعة القطن وحلجه ونسجه وغزله فإلى متى سنتجاهل الأمر تاركين مصيرهم فى يد المحليات التى تتقاضى رشاوى مقابل التعدى على الأراضى الزراعية من جهة أو يد المتآمرين فى الوزارات المعنية والموانى الذين يسهلون دخول منتجات ومحاصيل غير مطابقة من جهة أخرى. فزارعو القطن وعمال المصانع أصبحوا قنبلة موقوتة. وإذا تساءلنا عن وضع الثروة البروتينية فالأمر أصبح لغزا، لدينا مربو مواشٍ ولحوم بلدى ومصانع الأعلاف متوفرة. ومع ذلك نهدر هذه الثروة من أجل استيراد لحوم غير صالحة وأعلاف مضرة.

 

وأطرح سؤالا على المسئولين، ماذا لو نفد رصيد الاحتياطى؟ هل ستطعمنا أمريكا والصين وباقى الدول بدون مقابل؟

التعليقات