شرفت يا بلينكن بابا !! - خالد أبو بكر - بوابة الشروق
الأحد 28 أبريل 2024 2:48 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

شرفت يا بلينكن بابا !!

نشر فى : الثلاثاء 9 يناير 2024 - 7:50 م | آخر تحديث : الثلاثاء 9 يناير 2024 - 7:50 م

كلما شاهدت وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن فى المنطقة يتنقل بين هذه العاصمة العربية وتلك، أيقنت أن وقفا لإطلاق النار مازال بعيد المنال فى غزة؛ ذلك أنه يلعب بنفس الطريقة التى صارت محفوظة لكل المتابعين للسياسة الأمريكية إزاء القضية الفلسطينية، والتى تتلخص فى أن واشنطن تعمل طوال الوقت على خلق زخم وهمى يوحى بأن حركة دبلوماسية وسياسية وجهودا تبذل من جانبها للوصول إلى حلول ومخارج للقضية أو المواجهات التى تشهدها على مدى تاريخها الطويل.
تتعدد حيل هذا الزخم الأمريكى الوهمى بالقضية الفلسطينية كأن تدعو إلى مؤتمر دولى للسلام، أو ترعى جولات للمفاوضات.. التى حتما يسبقها مفاوضات على أجندة هذه المفاوضات وطائرات تذهب وأخرى تأتى، بما يصور للشعوب العربية أن هناك حلولا مطروحة على الطاولة، وأنه يجرى التداول بشأنها، مع موجات من التسريبات عن مقترحات وهمية تطرح للاستهلاك فى الشرق الأوسط ولملء المساحات فى الصحف والهواء فى الفضائيات.. فى حين أن الحقيقة أن الولايات المتحدة منذ الخمسينيات وهى تتبع سياسية «إدارة الصراع الفلسطينى ــ الإسرائيلى» لمصلحة إسرائيل لا العمل على حله.
***
انطلاقا مما سبق نستطيع أن نقول إن الجولة الرابعة للسيد بلينكن فى الشرق الأوسط منذ بدء العدوان على غزة، والطواف على العواصم العربية ليس الهدف منه البحث عن مخارج للأزمة أو وقفا لإطلاق النار.. بل إتاحة المزيد من الوقت لإسرائيل لمواصلة حربها العدوانية الوحشية على الشعب الفلسطينى لعلها تصل إلى تحقيق هدفها الذى أعلنه نتنياهو بالقضاء على حركة حماس.
يمنح وزير خارجية الولايات المتحدة تل أبيب الوقت للوصول لهذا الهدف البعيد عبر قيامه بمزاحمة صور قتل وتشريد الشعب الفلسطينى بصور انتقاله من هذه العاصمة إلى تلك.. وصورته مع هذا الزعيم أو ذاك.. والانشغال بمؤتمراته الصحفية الباهتة مع نظيره فى هذه الدولة أو تلك.. بما يوحى أن هناك جهودا أمريكية تبذل لوقف الحرب، فى حين أن الحقيقة أنها تعطى الضوء الأخضر لاستمرارها!.
***
المجهود الأمريكى الرئيسى فى هذه المرحلة من الحرب هو العمل على ضمان عدم توسع الحرب إلى صراع إقليمى، وتحديدا الإبقاء على سقف الاشتباك بين إسرائيل وحزب الله على الحدود الراهنة، وعدم انزلاق الأوضاع إلى مواجهة مفتوحة، حتى لو تمادت إسرائيل فى اغتيال القياديين فى حماس وحزب الله داخل الأراضى اللبنانية وقيادات الحرس الثورى الإيرانى على الأراضى السورية، وكأن ذلك من موجبات العملية العسكرية الإسرائيلية الراهنة.. فاغتيال القادة الكبار هو جزء أصيل من رواية النصر المزعوم التى سوف يسوقها المأزوم نتنياهو لشعبه الذى لم يعرف طعم الأمن منذ السابع من أكتوبر الماضى رغم المجازر المروعة التى يرتكبها جيشه فى حق المدنيين العزل.
الشواهد تقول إن إسرائيل سوف تتمادى فى تصفية القياديين الكبار سواء فى حماس أو حزب الله متى استطاعت إلى ذلك سبيلا ما لم تدفع ثمن ذلك على الأرض، وهو ما يبدو أن حزب الله والقوى الإيرانية الأخرى بخيلة فيه حتى الآن على الأقل.
***
لا جديد فى جعبة الوزير الأمريكى ليبيعه لنا فى العالم العربى، حتى تأكيده على رفض بلاده الطرح الأخير الذى يسمى «التهجير الطوعى» لسكان قطاع غزة ــ الذى طرحه أخيرا، وزير الأمن القومى الإسرائيلى المتطرف إيتامار بن جفير ووزير المالية المتطرف أيضا بتسلئيل سموتريش ــ يعد من باب «تحصيل الحاصل»، بعد أن سبقه فى ذلك حلفاؤه الأوروبيون خصوصا بريطانيا وألمانيا وفرنسا.
الجديد فى هذه الزيارة الذى يحمله بلينكن هو ما صرح به مسئول فى وزارة الخارجية الأمريكية لوكالة «فرانس برس» بأن الوزير الأمريكى «سوف يستغل جولته فى الشرق الأوسط للضغط على الدول الإسلامية المترددة فى المنطقة حتى تستعد للاضطلاع بدور فى إعادة الإعمار والحكم والأمن فى غزة، بعد أن تحقق إسرائيل هدفها المتمثل فى القضاء على حماس، إذا حققته».

التعليقات