مستقبل الأنهار الكبرى فى العالم! - خالد أبو بكر - بوابة الشروق
الخميس 9 مايو 2024 4:54 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مستقبل الأنهار الكبرى فى العالم!

نشر فى : الثلاثاء 22 أغسطس 2023 - 7:30 م | آخر تحديث : الثلاثاء 22 أغسطس 2023 - 7:30 م

مستقبل الأنهار، مخاطر الفيضانات والجفاف وتأثيراتها على البشر والنقل النهرى والطاقة الكهرومائية.. الإدارة الذكية للمياه العذبة، والحاجة الماسة إلى تنظيم التعاون لتحقيق الاستدامة فى الأنهار الدولية.. كل تلك موضوعات تتناولها ثلاثة مؤتمرات مائية دولية تنظمها جامعة الموارد الطبيعية وعلوم الحياة النمساوية بالتزامن فى الفترة من 21 إلى 25 أغسطس الحالى فى فيينا. يأتى على رأسها مؤتمر «مستقبل الأنهار الكبرى فى العالم»، والثانى هو «الدورة الثلاثين لمؤتمر دول حوض نهر الدانوب»، أما الثالث فهو مؤتمر «الرابطة الدولية لأبحاث الهندسة المائية والبيئة (IAHR) » فى دورته الأربعين»، ويتناول قضايا مثل استخدام الذكاء الاصطناعى فى إدارة المياه.
من بين المؤتمرات الثلاثة التى احتشد فيها 1300 عالم جاءوا إلى فيينا من جميع أرجاء الأرض، لعرض نتائج بحوثهم فيما يزيد على 180 جلسة عمل، شدنى لمتابعة العديد من جلساته «مؤتمر مستقبل الأنهار الكبرى»، الذى ينطلق فى دورته الخامسة من أن الضغوط على هذه الأنهار زادت بشكل ملحوظ فى السنوات الأخيرة، خصوصا مع تضارب مصالح الدول المشتركة فى أحواضها، فى ظل مخاطر شديدة تتعرض لها بفعل التغيرات المناخية التى لم تعد ضربا من الخيال العلمى الذى ننتظر وقوعه فى المستقبل، بل صار واقعا بعد موجات الفيضانات أو الجفاف التى تضرب بقوة فى أحواض العديد من الأنهار الدولية.
كانت صياغة غاية فى البلاغة التى تحدث بها عالم الجيولوجيا الأمريكى جيم بست الذى قال إن الأنهار الكبرى «مريضة وفى حالة حرجة وتحتاج نقلها إلى العناية المركزة». وأوضح بأن هذه الأنهار تتعرض لمجموعة متنوعة من عوامل الإجهاد، منها ما هو متعلق بتغير المناخ وما هو متعلق بالتدخلات البشرية المباشرة، مثل التوسع فى مشاريع السدود، والتلوث البيئى وتدهور حالة الرواسب، مشددا على أن تلك كلها عوامل إجهاد للأنهار من صنع الإنسان. واعتبر أن السدود، «تؤثر سلبا وبسرعة كبيرة على الأنظمة البيئية داخل أحواض الأنهار».
تتضح المخاطر على الأنهار الكبرى من خلال حالة نهر الدانوب، فكشف هيلموت هابرساك، العالم الجيولوجى النمساوى ورئيس المؤتمر أن درجة حرارة الماء فى ذلك النهر الذى يضم حوضه عشر دول زادت بمقدار درجتين مئويتين خلال 30 عاما، وانخفض مخزون الأسماك فيه بمقدار الثلثين فى عشر سنوات، وأن 90٪ من إجمالى طول النهر البالغ 2600 كيلومتر يعانى من علامات تآكل على ضفافه أو هبوط، ولأجل ذلك كله انطلق مشروع الاتحاد الأوروبى المسمى «DANUBE4all» (الدانوب للجميع) فى بداية العام الحالى، كمشروع رئيسى لإعادة تأهيل النهر، ويهدف إلى تحسين المخزون السمكى وإعادة تكوين الضفاف، والقضاء على الاضطرابات فى نقل الرواسب، وتقليل مخاطر الفيضانات والجفاف، مع العمل على تأمين النقل والشحن عبر النهر مع تأمين إمدادات الطاقة التى تتولد عبر مشروعات على مجراه على خلفية التغيرات المناخية.
انطلقت النسخة الأولى لمؤتمر «مستقبل الأنهار الكبرى» من على ضفاف الدانوب فى فيينا سنة 2011، ومن وقتها واظب على الانعقاد كل ثلاث سنوات تقريبا على ضفاف نهر من الأنهار الدولية الكبرى، بهدف السعى للوصول إلى تقييم شامل للوضع الحالى للأنهار الكبرى فى العالم، وعقد مناقشة واسعة النطاق للقضايا الرئيسية المتعلقة بالبحوث فى تلك الأنهار وإدارتها الفعالة والمستدامة، تضم العلماء وصناع القرار.
فى سنة 2014 انعقد المؤتمر فى ماناوس بالبرازيل على نهر الأمازون، وفى عام 2017 انعقد فى نيودلهى بالهند على ضفاف نهر الجانج، وانعقد افتراضيا فى سنة 2021، بسبب وباء كورونا، وها هو يعود مجددا لضفاف الدانوب من فيينا فى 2023.
نتمنى أن ينعقد هذا المؤتمر الهام فى دورته القادمة على ضفاف النيل فى القاهرة، لتكون مصر أول بلد أفريقى يستضيفه، فما أحوجنا للحديث عن مستقبل نهر النيل، والأخطار التى تتهدده، خصوصا باعتبارنا دولة مصب، تكابد لحفظ حقوقها المائية.

التعليقات