إلى لجنة الدستور: «مصر جزء من أفريقيا»
الأحد 10 نوفمبر 2013 - 7:06 ص
يتحرَج المرء من العودة مرة بعد أخرى إلى الموضوع نفسه، يقلب فى جوانبه ويحاول قدر إمكانه بيان أهمية كل منها. إلا أن الحرج مقبول على النفس طالما كان الموضوع حيويا وتتعلق بالمصلحة الوطنية وبمستقبل مصر والمصريين. أما الموضوع فهو علاقة مصر بقارتها الأفريقية ومناسبة العودة إليه هى اعتماد لجنة الخمسين المكلفة تعديل الدستور عددا من المواد منها بعض تلك المسماة «مواد الهوية»، ومنها المادة الأولى التى تنص على أن «جمهورية مصر العربية دولة دستورية حديثة ذات سيادة وهى موحدة لا تقبل التجزئة، ولا التنازل عن شىء منها، ونظامها ديمقراطى يقوم على أساس المواطنة، ومصر جزء من الأمة العربية تعمل على تكاملها ووحدتها، وهى جزء من العالم الإسلامى وتنتمى إلى القارتين الأفريقية والآسيوية وتسهم فى بناء الحضارة الإنسانية». إذا غضضنا الطرف عن عبث مفهوم «مواد الهوية»، فإنه يمكن إبداء تعليقات عديدة على هذه الصياغة منها مثلا أنه لا يليق أن ترد كلمة بعمومية «شىء» فى صياغة دستورية خاصة أن هذا «الشىء» يعتبر مكونا من مكونات الدولة الموصوفة وهى مصر. كان الأحرى بالمادة أن تقول «ولا التنازل عن أرض أو مورد فيها»، خاصة أن هذا هو المعنى المقصود. ومن التعليقات الممكنة أيضا أن مصر لا «تسهم فى بناء الحضارة الإنسانية» فقط وإنما تستفيد بها وتتفاعل معها، وتنبع أهمية هذا التعليق من أن ثمة من يريدون لمصر أن تنقطع عن الحضارة الإنسانية وألا تتفاعل معها. وتعليق جائز ثالث هو أنه كان جديرا باللجنة أن تضيف مادة أو فقرة فى نفس المادة تعرِف المقصود بالمواطنة حتى لا يلتف عليها أحد ويفرغها فعليا من أبعاد المساواة وعدم التمييز فيها.