إعادة إنتاج علاء مبارك - وائل قنديل - بوابة الشروق
الجمعة 27 ديسمبر 2024 5:54 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

إعادة إنتاج علاء مبارك

نشر فى : الثلاثاء 1 ديسمبر 2009 - 10:09 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 1 ديسمبر 2009 - 10:09 ص

 بعد أن هدأ الغبار وتوقفت طبول الحرب المصرية ــ الجزائرية، ينكشف المشهد عن عدد من المفارقات المضحكة حتى البكاء، لعل أولها هذه الخاصية العجيبة التى يتفرد بها قطاع كبير من الشعب المصرى وهى القدرة اللانهائية على خداع الذات وصناعة الأساطير.

أبرز ملامح هذه الخاصية ما تجلى فى حالة التصفيق والتهليل من بعض النخب لكل ما صدر عن علاء مبارك الابن الأكبر للرئيس من انفعالات فضائية غاضبة على وقع ما جرى فى الخرطوم بين بعض الجماهير الجزائرية والمصرية من أحداث مخجلة.

ذلك أنه قبل نحو خمس سنوات كان علاء مبارك نجم الحكايات والحواديت الشعبية ــ السلبية للأسف ــ كما كان قاسما مشتركا فى كل النكت التى صوبها المصريون على ما اعتبروه مظاهر فساد صغيرا كان أم كبيرا، فى المدن والقرى على حد سواء بشكل ربما كان فيه الكثير من الظلم والإجحاف بحقه، فى الوقت الذى لم يكن فيه شقيقه جمال شيئا مذكورا.

وعلى مدار سنوات كان اسم علاء يذكر كلما افتتح أحدهم دكانا صغيرا للأجهزة الكهربائية فى قرية صغيرة، أو دشن أحد غيلان البيزنس شركة كبيرة أو توكيلا تجاريا ضخما، على نحو اختلطت فيه الشائعات بالأساطير بالأكاذيب وما يشبه الحقائق.

وفجأة توارى علاء فى الظل واختفى اسمه من ماكينة الشائعات التى تعمل بلا توقف فى المجتمع، ولم يعد يذكر إلا فى مناسبات رياضية كبيرة ترتبط بصراع الأهلى والزمالك والإسماعيلى، والمنتخب، بينما صار الشقيق الأصغر جمال ملء السمع والبصر بعد أن دشن رحلة صعود صاروخية فى الفضاء الحزبى والسياسى حتى صار الرقم الأصعب فى كل معادلات الحزب الوطنى والتغييرات الوزارية،

واستقر به المقام على شاطئ رئاسة الجمهورية، توريثا أو استخلافا، أو حتى عن طريق انتخابات عدلت من أجلها مواد الدستور وباتت المادة 76 البوابة الذهبية للوصول به إلى مقعد الحكم.

حتى جاءت أحداث مباراة الجزائر ليزاح الستار عن مجموعة من اللاعبين الصغار قرروا فجأة تبديل المواقف والثياب وتحولوا إلى تدبيج قصائد المديح والغزل فى فضائل الابن الأكبر والذى انتقل فجأة من اسم ارتبط بعديد من حواديت امتزاج البيزنس بالسلطة، إلى المعبر عن وجدان المصريين والمتحدث باسم المشاعر الوطنية، إلى الحد الذى ذهب معه البعض إلى طرح فكرة استبداله بشقيقه جمال فى لعبة التوريث.

وهكذا فى قفزة واحدة تحولوا من «جماليين» مخلصين إلى «علائيين» بامتياز.. ولله فى خلقه شئون.

wquandil@shorouknews.com

وائل قنديل كاتب صحفي