** يلعب الأهلى كرة جماعية. يبنى هجماته من أبعد نقطة عن مرمى المنافس، من حدود صندوقه. وتتنوع هجمات الفريق. وتزيد أعداد لاعبيه المهاجمين على مدافعى الفريق الآخر وتزيد أعداد مدافعيه على مهاجمى الفريق الآخر.. والأهلى هذا الموسم يلعب كرة جديدة. فلا مراكز ثاتبة ولا تقيد بتلك المراكز.. وبعض أهداف الفريق تحققت بأربعة عشر أو بعشرين تمريرة.. وهناك تنوع فى الاختراق، ولم يعد هناك رأس حربة صريح. فقط مهاجم متقدم يخرج من صندوق المنافس ولا يسكن هناك، وهو يخرج لإفساح المجال لزميل قادم من هناك..!
** هذا تحقق فى امتحانات من داخل المقرر. امتحانات سهلة.. فالمباراة عبارة عن سؤال معه الإجابة، بينما اختبارات القوة الحقيقية قادمة فى خمس مباريات متتالية، بما فيها من ندية متوقعة وقوة فنية مضادة، وتاريخ يقف دائما متحديا. ففى الأسابيع الخمسة الباقية من الدور الأول يواجه الأهلى بالترتيب: المقاصة، سموحة، إنبى، المصرى، الزمالك.. وهنا ستكون اختبارات القدرة والقوة الجادة والصعبة..
** والأهلى لعبته هى التمرير. استقبل الكرة، ومررها وتحرك. وكانت تلك فلسفة مانويل جوزيه مع الفريق، وهى أيضا فلسفة حسام البدرى مع الفريق.. وكلاهما جوزيه والبدرى تعامل ويتعامل مع جيل مختلف فى مهاراته وقدراته ومع كرة قدم تغيرت كثيرا فى سنوات قليلة..
** سألت جوزيه على الهواء مباشرة حين كان ضيفا على الكابتن أحمد شوبير: هل تحاول أن تلعب لعبة التمرير مع الأهلى.. هل تحاول تيكى تاكا الكاتالونية مع الفريق؟
أجاب المدرب البرتغالى: نعم هذا صحيح.. والواقع أن جوزيه اشتغل مع جيل موهوب للغاية وله قدرات مميزة، وتحكم فى إيقاع الأداء محمد أبوتريكة. فكان الأهلى يكثر من التمرير والتحضير فى الخلف، ثم ينقل الهجمة عبر قدم أبوتريكة بتمريراته الساحرة، والدقيقة، إلى أحد خمسة اختيارات متاحة أمامه، ففى لحظة تنطلق تلك الاختيارات، صانعة المساحة والموقع الجيد، والموقف الهجومى المتميز، مثل بركات، فلافيو، ومتعب، وجلبرتو، أو معوض، وشوقى حين يتقدم من وسط الملعب، وفتحى حين يحلق كعادته فى الجناح منطلقا من مركز الظهير..
** كرة القدم حين كان جوزيه مدربا للأهلى فرضت اللعب برأس حربة وبرأسين.. لكن كرة القدم اليوم فى وقت البدرى، لم تعد تعترف بمركز رأس الحربة الصريح، وإنما بعدد المهاجمين الذين يدخلون الصندوق فى موقف الهجوم، وعدد اللاعبين القادمين من الخلف، ووجود أكثر من صانع ألعاب. فواحد أمام منطقة الجزاء (عبدالله السعيد) وواحد من ملعب الأهلى (حسام غالى ).. وأحيانا يكلف لاعب آخر بهذا الدور كما حدث فى مباراة الشرقية الأخيرة (أحمد حجازى ).. وهذا بجانب الهجمات عبر الأجنحة.. وهذا أيضا بخلاف تغيير مراكز لاعبين وتنويع المهام كما حدث مع نيدفيد فى مباراة التعدين، وكما حدث مع فتحى فى مباراة الشرقية..
** لعب الأهلى 12 مباراة وكانت تلك المباريات تدريبا عمليا للمباريات الخمس المقبلة، وكل منها يمثل اختبارا للقوة.. خاصة أن الاختبارات مع فرق قوية، ولكل منها مدرب جيد يقرأ منافسه ويدير المباراة، ويملك الأدوات التى تسمح له بالندية..
** نحن أمام مسرح به إبداعات.. لكنه مسرح بمقاعد خاوية، للصمت فيها صوت.