بمناسبة الأعياد الميلادية أصبحنا نلاحظ سنة بعد سنة أن هناك عدم معرفة بمن يحتفلون بعيد الميلاد سواء فى 25 ديسمبر أومن يحتفلون بعيد الميلاد فى 7 يناير وأصبح شبه عرف أن الذين يحتفلون فى 25 ديسمبر هم «الخواجات» مثل «بلاد بره» فيقال لهم «ميرى كريسماس Merry Christmas» «عند تهنئتهم بالعيد بينما الذين يحتفلون 7 ــ 8 يناير مثل الأقباط المصريين فيقال لهم «عيد ميلاد مجيد» وهذا خطأ شائع بين العامة وأيضا بين الطبقة المثقفة، والحقيقة أن بعض المصريين المنتمين للكنائس الشرقية يحتفلون بعيد الميلاد المجيد يوم 25 ديسمبر والبعض الآخر من المصريين يحتفلون بعيد الميلاد 7 يناير منهم الأقباط الأرثوذكس
(وهم الأغلبية المسيحية فى مصر) والأقباط الكاثوليك فى الصعيد ودير القديسة كاترين فى سيناء والإنجيليون. وذلك لاختلاف التقويمين المتبعين من هؤلاء أوهؤلاء.
تاريخ ميلاد السيد المسيح غير محدد فى الإنجيل وإن كان من شبه المؤكد أنه ليس فى الشتاء مثل الصورة المرسومة فى أذهاننا منذ الصغر لصعوبة إحصاء المواليد كما هو وارد فى الإنجيل فى الشتاء القارص والثلج فى بلاد الاراضى المقدسة بل بالأحرى يميل علماء الكتاب المقدس أن يكون ميلاد السيد المسيح فى الأغلب فى بداية الربيع أى شهر (نيسان – إبريل) كما ظلت المسيحية طيلة أربعة قرون لا تحتفل إلا بعيد القيامة وهو العيد الأهم والمركزى فى العقيدة المسيحية وذلك بسبب الاضطهادات التى مر بها المسيحيون الأوائل والمعروف بعصر الشهداء.
وعندما أعتلى الملك قسطنطين العرش وبتأثير من أمه المسيحية القديسة هيلانه اعترف بالمسيحية كدين من أديان الامبراطورية الرومانية سنة 313 م وبدأت الكنيسة تحتفل بعدة أعياد منها عيد الميلاد ولما كان المسيحيون الأولون يحتفظون بالعادات الوثنية القديمة رأت الكنيسة أن تمسحن عيد إله الشمس الواقع 25 ديسمبر الذى هو أيضا اليوم الذى يطول فيه الليل ويقصر فيه النهار وتبديله بعيد الميلاد على اعتبار أن السيد المسيح هو «نور العالم وشمس حق» كما ترتله الكنيسة فى ذلك اليوم وبناءً عليه أصبح 25 ديسمبر هو عيد الميلاد المجيد فى كل العالم وبعض المصريين المسيحيين أما فى 29 كيهك الواقع 7 يناير و8 يناير هو عيد الميلاد للبعض الآخر من المسيحيين المصريين.
إن تاريخ التقويمات المختلفة معقد وجرى تغييره على مدار التاريخ ومع تطور علم الكون والفضاء اكتشفت أخطاء فى عدد الايام وهكذا ظهرت اختلافات كثيرة ولكن تظل الاعياد الدينية أعيادا روحية تؤثر فى علاقة المؤمن بربه ودعوة مستمرة له للتوبة والرجوع إلى الله بغض النظر عن اختلاف التقويمات. وكما قال قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية والكرازة المرقسية للأقباط الارثوذكس إن كل أيامنا فى ذلك التوقيت أعياد تبدأ بـ25 ديسمبر حتى 7 يناير مرورا برأس السنة الميلادية 1 يناير.
وكل عام والجميع ومصر بألف خير.