رؤية مصر والعرب - الأب رفيق جريش - بوابة الشروق
الأربعاء 19 فبراير 2025 9:30 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

رؤية مصر والعرب

نشر فى : السبت 15 فبراير 2025 - 6:35 م | آخر تحديث : السبت 15 فبراير 2025 - 6:35 م

ظن ترامب أن صوته العالى وعصا المساعدات سترهب مصر والأردن وغيرهما ولكن السياسة الهادئة الراسخة القائمة على مبادئها هى راسخة كالصخر لتثبت مرة أخرى أنه لا يصح إلا الصحيح، المتسلح بتأييد شعبه وقوة جيشه ستكون له الكلمة الأخيرة انطلاقا من خبرته الطويلة مع إسرائيل فتكتسب الرؤية المصرية المتعلقة بالأوضاع فى غزة رسوخا أكثر وأكثر وتأييدا فى العالم أجمع، نظرا إلى عدالتها ومشروعيتها، ومنطقيتها وثوابتها، تلك الثوابت هى ضرورة الحفاظ على حق الشعب الفلسطينى فى العيش على أرضه، ورفض فكرة تهجيره إلى أى مكان آخر مهما كانت الحجج.
الحقيقة هى أن الرفض المصرى والعربى والدولى للطرح الذى يقدمه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لحل القضية يتزايد يوما بعد يوم، حيث إنه طرح لا يستند إلى أى منطق أو قانون. وكما هو معروف فإن طرح الرئيس الأمريكى فى أساسه يقوم على طرد الفلسطينيين من غزة، وترحيلهم إلى أمكنة أخرى، بحجة تحويل غزة إلى منتجع سياحى عالمى يشبه الريفيرا الفرنسية.
إن مصر وأغلب الدول العربية معنا ضد موقف ترامب من تهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن جيدة جدا والدول العربية فى أغلبها أعلنت موقفا حاسما فى الرفض. السعودية - وهى كانت المرشحة إلى دور فى الاتفاق الإبراهيمى - كان موقفها قاطعا وحاسما أنه لا دور ولا مشاركة ما لم يكن هناك وقف للتهجير، وإقامة دولة فلسطينية. كذلك جاء الرفض من أوروبا وأمريكا اللاتينية، ومعها جاء التأييد للموقف العربى من روسيا والصين والجنوب العالمى.
وفى الولايات المتحدة ذاتها خرجت مظاهرات لتأييد الشعب الفلسطينى فى جميع الولايات، كما استنكرت بعض المنظمات اليهودية موقف ترامب من أهل غزة. الجولة على هذا النحو لم تنته بعد. ما يجمع الأطراف حاليا هو المحافظة على وقف إطلاق النار وفقا للاتفاق الراهن وهذا ما يبدو والتى نجحت فيه مصر وقطر حتى كتابة هذا المقال، وإمكانية تعمير غزة دون تهجير أهلها فى مبادرة عربية واحدة، فالتعمير واجب فى إطار عملية سلام شاملة وهذا ما شرعت فيه مصر رغم الغلاسة الإسرائيلية وحججها الواهية.
هذا الجانب الأخير هو مفتاح الموقف، ولا يمكن تحقيق انطلاقة فيه ما لم يتم التوافق على استراتيجية تنضم فيها القاهرة وعمان مع الرياض وأبوظبى والدوحة والقيادة الفلسطينية وقوامها تشكيل فريق عمل مؤقت من فلسطينيى المهجر من أصحاب السمعة الدولية والعالمية لإدارة المفاوضات التى تعيد الوحدة السياسية للضفة الغربية والقطاع وتتفاوض مع إسرائيل للانسحاب من غزة مع وقف دائم لإطلاق النار.
إعمار غزة سوف يكون جزءا مهما من عملية سلام شاملة تقيم الدولة الفلسطينية، وعلى الحكومة الفلسطينية أن تتحرك أكثر من ذلك فهى بطيئة بعض الشىء فى طرح رؤيتها والمبادرة باتخاذ الخطوات الأولى نحو التسوية. لا أعرف لماذا صوتها خافت وباهت؟! فلترفع صوتها وليراها العالم بجانب شقيقاتها من الدول العربية المساندة لقضيتها.

 

الأب رفيق جريش الأب رفيق جريش
التعليقات