هل سمعتم باكتشاف عربى على مدى قرنين من الزمان؟ هل سمعتم بصناعة عربية اخترقت الأسواق العالمية وكانت محط أنظار العالم؟ بالطبع الإجابة لا.. هذا ليس معناه أننا فى الدول العربية نعانى من أزمة عقول بل نحن نعانى من أزمة أنظمة سياسية متحجرة تحاربنا وتحارب تطورنا ولديها قيادات لا هم لها سوى رضا هذه الأنظمة وإلا ذهبوا لمزبلة التاريخ.. فاروق الباز أبدع فى وكالة ناسا وأحمد زويل كيميائى حصل على جائزة نوبل للسلام، وهم من أصول عربية ومسلمون.. المشكلة كذلك أننا فى الدول العربية لا توجد لدينا البيئة الخصبة للإبداع ولا يوجد سوى إبداعات السرقات والنهب.. شعوبنا العربية البعض منها يعانى القهر والظلم والبعض الآخر يعانى الإهمال والفوضى رغم الأمان ورغد العيش فى بعض الأحيان.. باختصار هناك الكثير من الأنظمة تدار بالريموت كنترول, فى أمريكا وأوروبا لم تصنع أنظمتها الحاكمة هذا التقدم والتطور لكنها الشعوب التى رفضت العيش فى التخلف والظلم فقد كانت أوروبا القديمة أكثر تخلفاً وظلماً من حالنا اليوم فقامت الشعوب لنهضتها وشاركت فى بناء مجتمعاتها ولم يكن لديهم محتالون سياسيون أو حتى شركات مقاولة سياسية.. الشعوب سيطرت على مفاصل الدولة فاحترمتها الأنظمة رغماً عنها لأنها أى الشعوب تملك عزلها متى ما رأت أنها فشلت فى مهمتها.. بينما تقبع السودان والصومال واليمن وجيبوتى وموريتانيا وغيرها الكثير من الدول تحت التخلف والفقر على الرغم من وجود إرث حضارى عند اليمن وغنى فاحش عند السودان فى سابق الزمان، ولكنها الديمقراطية الغربية والحرية الليبرالية التى لم نستطع التعايش معها فصار يفترس الكبير منا الصغير.. لا أخفيكم نحن شعوب خانعة وكسولة ونقبل أن تتلاعب بنا أمواج الحكومات ورياحها العاتية.. نعانى من البيروقراطية فى جميع مؤسسات (مجتمعنا المدنى) ونسعى للواسطة لتمرير معاملاتنا بدلاً من تغيير هذه الأوضاع الخاطئة.. لم نهتم بالأجيال القادمة ولا غرابة أن تأتى أجيال وأجيال لتعيد من فعل الآباء والأجداد ولسان حالها يقول (وجدنا آباءنا كذلك يفعلون).
يا سادة يا كرام عليكم أن تقتنعوا أننا عبء على الحياة البشرية.. لدينا كم كبير من الغباء.. لدينا أطنان من الغرور.. لهذا لا تنفخوا أجسادكم على الناس فى مجتمعاتكم على الأقل لأنكم ما إن تغادروا إلى أوروبا وأمريكا إلا وترجعون لآدميتكم ويرجع لكم نبض الحياة.. نعم هى ثقافة اكتسبناها من هذه المجتمعات الرجعية والفوضوية التى شاركنا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة فى صناعتها.. إذا كان لدينا ملل وطوائف فالغرب لديه أكثر منا ومع ذلك الكل يحترم القانون لأنه ببساطة يتعامل مع الجميع بمسطرة واحدة.. صار كل منا يعبد رأيه وهواه ومصلحته حتى تحقق فينا قول الحق (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا)، إصلاح الدول والمجتمعات يبدأ أولاً بإصلاح الذات حتى ينصلح أمر الأنظمة الحاكمة فلو انشغل كل منا فى إصلاح نفسه وأهله لتغيرت مجتمعاتنا بشكل كبير.
مشعل الفراج الظفيرى- الراى ــ الكويت