قبلة الحياة من الإخوان للفلول - وائل قنديل - بوابة الشروق
الجمعة 27 ديسمبر 2024 5:07 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

قبلة الحياة من الإخوان للفلول

نشر فى : الثلاثاء 3 أبريل 2012 - 8:00 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 3 أبريل 2012 - 8:00 ص

عمليا قدم الأداء السياسى لجماعة الأخوان أكبر خدمة ممكنة للثورة المضادة، فالإعلان عن اسم خيرت الشاطر مرشحا رئاسيا لهم بعث الثورة المضادة من مرقدها، ومنحها قبلة الحياة، وساعد نائب مبارك، اللواء عمر سليمان على الاقتراب أكثر وأكثر من الخروج من حالة التردد تمهيدا لإعلان ترشحه.

 

والحاصل الآن أننا أمام حالة ابتعاد يتنامى يوما بعد يوم بين الجماعة وقوى الثورة، وهو ما يقابله تسارع فى وتيرة محاولات من قامت ضدهم الثورة لدخول المشهد، من باب الخروج الإخوانى الكبير، تحت شعارات وحجج تلمع بالخداع، من نوعية إنقاذ البلاد من السقوط فى محيط الحكم الدينى، والسيطرة على مقاليد الأمور من جانب تيار واحد يمارس الإقصاء والاحتكار.

 

إن أحدا لم يكن يتخيل أن يمتلك الفلول الجرأة على الاقتراب من تخوم ميدان التحرير، قبل 25 يناير 2012 عندما تفرغت منصة الإخوان للتصدى للهتافات الثورية، ومعاداتها، على نحو فج، ما فتح ثغرة لأصوات تنعق طوال الوقت ضد الثورة لكى تتظاهر فى حماية الشرطتين عند السفارة الأمريكية، وتهاجم الثوار، وتلعن الثورة، وتشتبك معهم أحيانا.

 

وشىء من ذلك تم بعد إعلان ترشيح خيرت الشاطر، حيث صار نائب مبارك أقرب إلى إعلان ترشحه، وسط حملة ترويج ضخمة، واتصالات مكثفة تجريها السلطة العسكرية، بمجالسها التابعة، مع أعداد من شباب الحركات الثورية، تنطلق من محاولة تجييشهم ضد جموح أحلام الهيمنة الإخوانية، مستخدمة الشعارات ذاتها التى رفعها الثوار ضد هذه السلطة فى أوقات كثيرة.

 

وبالتوازى مع ذلك، تنشط رموز أخوانية محسوبة على ما يسمى بتيار الاعتدال داخل الجماعة فى محاولة التواصل مع شباب الثورة لتجييشهم ضد المجلس العسكرى.

 

وكأنهم جميعا اكتشفوا فجأة أنهم كانوا مخطئين بحق من كانوا يطاردونهم بالاعتقال والتشويه والاتهامات بالعمالة والخيانة والتخريب، وصار التنافس على محبتهم وخطب ودهم يجرى على قدم وساق، بشكل انتهازى وبراجماتى بحت، الأمر الذى يتطلب من القوى الثورية الحقيقية الحفاظ على تماسكها وصمودها النبيل طوال الأشهر الماضية فى مواجهة محاولات الاحتواء والتدجين.

 

فليحذر الجميع من المفرمة المنصوبة للثورة هذه الأيام، خصوصا أن الحديث يدور بشأن محاولات تنسيق وتفاهمات، تقودها مجالس تابعة للمجلس العسكرى، للحشد ضد الأخوان مع التلويح بإغراء إعلان دستورى جديد يسقط المادة 60 من الإعلان الدستورى القديم، بما يسمح بتشكيل الجمعية التأسيسية للدستور من خارج البرلمان.. وفى المقابل تدور اتصالات أخوانية للحشد المضاد، مع التلويح بإغراءات تغيير كبير فى بنية التأسيسية.

 

وأزعم أنه فى وسط هذه الغابة الكثيفة، يتحتم أن ينشغل الجميع باستعادة التوحد خلف أهداف الثورة، لتكون القوى المدنية الثورية بديلا ثالثا مستقلا، وليست تابعا لعسكر أو إخوان.

 

الآن وليس غدا لابد من إطلاق مشروع سياسى يعفينا من مفرمة الاستقطاب، وتذكروا جيدا أن ما يجمع القطبين المتنافسين أكثر بكثير مما يفرقهما.

وائل قنديل كاتب صحفي