الشيخ مظهر والواعظ حنا بعض من وقائع يوم غضب - وائل قنديل - بوابة الشروق
الجمعة 27 ديسمبر 2024 5:41 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الشيخ مظهر والواعظ حنا بعض من وقائع يوم غضب

نشر فى : السبت 2 يوليه 2011 - 8:51 ص | آخر تحديث : السبت 2 يوليه 2011 - 8:51 ص

 توضأت وذهبت لأداء صلاة الجمعة فى المسجد القريب من منزلى بالقاهرة الجديدة.. كان الخطيب الشاب ذو اللحية الكثيفة يرفع صوته محذرا من أعداء الإسلام فى الخارج والداخل، وما إن أنهيت ركعتى تحية المسجد وجلست قبالة فضيلة الإمام الذى يقف خطيبا على المنبر مكان رسول الإنسانية محمد عليه الصلاة والسلام، حتى دخل فى تفصيل أعداء الإسلام فى الداخل والذين حددهم بأنهم «الذين يطفحون عفنهم على الفضايات وعلى صفحات جرائدهم ويروجون مذاهبهم العفنة ضد الإسلام».

تذكرت سطورا بديعة لصديقى عمار على حسن نشرها فى «المصرى اليوم» قبل أيام عن مهزلة إهانة الإسلام باختزاله وتصغيره، حيث يوضع هذا الدين القيم العظيم فى مواجهة مع مذاهب فكرية وفلسفية لا تزيد عن كونها نتاج أفكار بشر ارتبطت بظروف اجتماعية وثقافية محددة.

بعد انتهاء الصلاة وقبل أن أخرج من المسجد لحق بى صديق من أصدقاء المسجد، نلتقى كل جمعة ونتصافح، وكل ما أعرفه عنه أنه أستاذ بكلية مرموقة، وما يعرفه عنى أنى كاتب يقرأ لى ويختلف معى أحيانا، ويتفق أحيانا أخرى.. وجدته هذه المرة يصافحنى بحرارة ويعتذر لى عما سمعته من الشيخ المتجهم على المنبر.

وقفنا نتحدث قليلا فقال لى إنه كان منذ أسبوع مع أسرته فى أحد الشواطئ، وهناك التقى بزميل مدرسة قديم أصبح ضابط أمن دولة فيما بعد، سأله عن أخباره وأخبار زملاء قدامى آخرين فأجاب الضابط بأنهم كما هم فى مواقعهم وبعضهم ترقى، وحين سأله صديقى أستاذ الجامعة عن أحول البلد قال له الضابط «هتولع خلال أيام» وحين استوضح منه أجاب بأنهم مرتاحون للغاية لصراع «جماعة لا» و«جماعة نعم» وطالما بقى الصراع مستمرا فهم مستقرون.

وأردف صديق المسجد بأنه كان يتصور أن ما يقوله الضابط ليس إلا نوعا من ادعاء العلم ببواطن الأمور، وحين وقعت فاجعة 28 يونيو فوجئ بزوجته تذكره بما أسر به الضابط «هتولع خلال أيام».

قبل أن أتوجه إلى ميدان التحرير استمعت إلى مقابلة سريعة أجرتها قناة الجزيرة مع الشيخ مظهر شاهين خطيب ميدان التحرير والدكتور هانى حنا الذى عرفه المذيع بأنه واعظ فى الميدان، وأخرجنى ما قاله كلاهما من حالة التشاؤم التى تملكتنى، وداعبتنى نسمة طرية ندية من نسمات ميدان التحرير أيام الثورة، فالشيخ والواعظ تحدثا بلسان واحد: نحن هنا من أجل ما يجمع الأمة ولا يفرقها، نحن هنا من أجل الدفاع عن الثورة التى يحاول البعض تبديها وإزهاق روحها.

فى الطريق كانت مكالمة من صديق العمر الجميل أسامة سلامة رئيس تحرير مجلة روز اليوسف، يقول إن عدد المجلة الصادر اليوم يحمل تحقيقا بالأسماء والصور عن ضباط الداخلية المتهمين فى قضايا شهداء الثورة ومصابيها الذين تمت ترقيتهم بعد خلع حسنى مبارك.

أعادتنى مكالمة أسامة سلامة إلى الاكتئاب، غير أن هتافات الآلاف فى ميدان التحرير ردت لى بعضا من الأمل.. إن شاء الله «مش هتولع».

وائل قنديل كاتب صحفي