ملأنى زهوا حصول العالمة المصرية رشيقة الريدى على جائزة لوريال اليونسكو فى العلوم للمرأة، والذى واكب الضجة الإعلامية التى عصفت بنا منذ ترشيح وزير الثقافة لمنصب أمين عام المنظمة العالمية وفشله فى الحصول علىه،
لا أخفى إعجابى الشديد بها وبشخصيتها الباهرة وأفكارها الواضحة وشجاعتها فى التعبير عن معتقداتها ورأيها فى أحوال البحث العلمى فى مصر وحديثها عن مسئولية الدولة، وأصحاب الشأن العلمى والبحث فى الجامعات.
اختارت الدكتورة رشيقة الريدى أن تبحث فى هم محلى بحت. مرض البلهارسيا الذى لا ينتشر إلا فى البلاد الفقيرة فيتوطنها لم تضع نصب عينيها هدفا خارج حدود وطنها يجعل منها حائزة لنوبل ــ رغم مشروعية الهدف ــ إنما تفرغت لدراسة مرض الفلاح المصرى الذى يفتك بخلايا كبده وينهى حياته بالقىء الدموى.
عشرون عاما من حياتها تعمل فى صمت حتى لحق بها ابنها يعاونها فى البحث، توالت ابحاثها حتى حصلت على شهادة تميزها عن كل من حصلوا على شهادات الدكتوراه تعد فى بريطانيا تتويجا لمشوار العلماء المتفردين.
منحت اليونسكو جائزتها للعالمة المصرية تقديرا لدورها فى التحضير لمصل يقى من البلهارسيا واجتمع للحكم عليها لجنة رفيعة المستوى تضم عددا من حائزى نوبل بعد أن رشحها عالم مصرى الدكتور محمد ابو الغار.
الجائزة ستقدم لها فى احتفال رسمى فى باريس فى مارس المقبل وقيمتها مائة ألف يورو.
أثار انتباهى اسم الجائزة وحينما بحثت على الشبكة الالكترونية اكتشفت للأسف جهلى بأمور تمنيت ألا تفوتكم والجائزة بالفعل رصدتها شركة لوريال لمستحضرات التجميل بالتعاون مع اليونسكو وتمنح للمتميزات فى مجال البحث العلمى وقد سبقت الدكتورة رشيقة فى الحصول عليها عام 2002 الدكتورة نجوى مجيد من المركز القومى للبحوث
والدكتورة كريمات السيد من كلية علوم عين شمس عن افريقيا ثلاث عالمات تألقن فى مجالات العلوم بلا مساحيق تجميل أو برامج تمكين المرأة إنما كان المعلم وحده فكان الجزاء من جنس العمل.